بدا رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران فرحا منتشيا بما اعتبره "انتصارا حاسما" كللت به مساعي الأغلبية الجمعة المنصرمة باسترجاع مقعد رئيس مجلس النواب لصالحها، منتزعة إياه من الاستقلالي كريم غلاب مرشح المعارضة، لصالح التجمعي رشيد الطالبي العلمي. عن ذات الحدث، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة لرشيد الطالبي العلمي أعرب من خلالها عن تهانئه المشفوعة بمتمنياته بكامل التوفيق لرشيد الطالبي العلمي في مسؤوليته السامية الجديدة. ودعا الملك محمد السادس في البرقية ذاتها، الله تعالى "أن يوفق العلمي بمعية كافة أعضاء مجلس النواب المحترمين في إطار من التوافق الإيجابي وروح المسؤولية وجعل المصالح العليا للوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، للارتقاء بالممارسة البرلمانية إلى ما يتطلع إليه الناخب المغربي من تكريس للخيار الديمقراطي والتنموي المتميز الذي ارتضيناه لبلدنا وأخذنا على عاتقنا ترسيخه". ابن كيران أضاف خلال كلمته بمؤتمر الفضاء المغربي للمهنيين ببوزنيقة، أمس السبت 12 أبريل، أن غلاب كان بإمكانه الخروج بطريقة مشرفة، لكنه توهم أن نوابا من الأغلبية سيصوتون له وسعى في ذلك وهو أمر غير مشرف وغير مقبول. وأردف ابن كيران مخاطبا غلاب "بغيتي تترشح باسم الحزب ديالك مرحباً، لكن لا تتوهم لدرجة قلب المعادلة الطبيعية المبنية عليها الديمقراطية، والتي مكنتك أنت من رئاسة المجلس في وقت سابق". وقال أمين عام حزب العدالة والتنمية، إن "الصدق والوفاء والجدية والمسؤولية هي العملة التي انتصرت يوم الجمعة وأمامها مسلسل من الانتصارات ينتظرها إن شاء الله". ابن كيران، -الذي قال إن أداء غلاب على رئاسة مجلس النواب كان جيدا أو لا بأس به على الأقل، وتساءل عما إن كان ما يزال له مستقبل في السياسة؟-، أثنى على فرق الأغلبية الذين انضبطوا لتعليمات أحزابهم وحضروا جلسة التصويت وصوتوا في اتجاه واحد. كما لم يفته توجيه رسائل للمعارضة التي قال إنه لا يقول إنها غير قوية "لكنها لم تفهم التحول الذي وقع بالداخل والمحيط من أنه لم يعد ممكنا أن تفعل بالشعوب ما تريد والحمد لله أن أهل البلد عاقلين". الرئيس الجديد لمجلس النواب، الطالبي العلمي، دعا عقب انتخابه إلى مواصلة العمل بما يؤدي إلى التوفيق بين محدودية المدة المتبقية من الولاية التشريعية الحالية وبين حجم المهام المنتظرة. وأكد الطالبي في الكلمة ذاتها، أنه يتعين مواصلة هذا العمل سواء في ما يتعلق بالنصوص التشريعية وعلى رأسها القوانين التنظيمية أو ما يخص جودة التشريع وتأطير انفتاح المؤسسة على الخارج بما يخدم القضايا الوطنية الكبرى. وأبرز أن من الخطوات الأولى لرئاسة المجلس في الفترة المقبلة، إعطاء دينامية أكبر للمؤسسة البرلمانية ودراسة ومناقشة برنامج العمل المستقبلي، واعتماد ما سيستقر عليه رأي المجلس، موضحا أن المجلس أمامه مهمة اختيار الآليات المناسبة لتعزيز هذه الدينامية وضمان حضور المؤسسة في إطار من التوازن والتعاون بين المؤسسات الدستورية "وتمكينها من الصورة التي تليق بها أمام الرأي العام، وذلك في ظل الالتزام بالدستور وبالنظام الداخلي للمجلس". وحاز الطالبي العلمي على 225 صوتا مقابل 147 صوتا لمنافسه كريم غلاب بواقع 374 صوتا ألغي منها صوتين من أصل مجموع 395 مقعدا يشكلون مقاعد الغرفة الأولى، التي يحتل رئيسها الرتبة الثالثة في هرم السلطة بالمغرب بعد رئيس الدولة ورئيس الحكومة، وذلك في جلسة افتتاح الدورة الربيعية للسنة التشريعية 2013/2014 من الولاية التشريعية التاسعة. وتعني هذه الأرقام أن نوابا من المعارضة صوتوا لصالح مرشح الأغلبية. إلى ذلك شهدت جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، محاولات متكررة للفريق النيابي لحزب الاستقلال لعرقلة الجلسة؛ منها الاعتراض على مساعدة إحدى النائبات التي لا تجيد الكتابة باللغة العربية لكتابة اسم المرشح الذي ترغب في منحه صوتها، وطلب رئيس الفريق التصويت بالنيابة عن نائب استقلالي يوجد خارج المغرب. وشهدت جلسة انتخاب رئيس المجلس كما الأيام الماضية تنافسا واضحا عكسه حرص كل من الأغلبية والمعارضة على حضور كافة نوابهم، فعن فرق الأغلبية حضر عن فريق العدالة والتنمية 101 نائبا من أصل 105 فيما حضر كافة أعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار وعددهم 54، فيما تغيب نائب واحد من الفريق الحركي الذي حضر ب 32 نائبا من أصل 33، وهو نفس الأمر بالنسبة لفريق التقدم الديمقراطي الذي حضر عنه 20 نائبا من أصل 21. وبالنسبة لفرق المعارضة فقد حضر عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية 50 نائبا من أصل 59 فيما حضر عن فريق الأصالة والمعاصرة 45 نائبا من أصل 48، وعن الفريق الاشتراكي الذي يعيش حالة انقسام حضر منه 30 نائبا من أصل 38 فيما حضر بأضعف نسبة فريق الاتحاد الدستوري ب 16 نائبا من أصل 23. يشار إلى أن الطالبي العلمي سيشغل مقعد رئيس مجلس النواب حتى نهاية العام 2016 موعد إجراء الانتخابات التشريعية