أطلقت وزارة التربية الوطنية عددا من المبادرات في مجال الصحة المدرسية إلى أن أثرها يبقى محدودا بالنظر إلى عدم وصولها إلى جميع المدارس وتركيز العمل في المدن الكبرى، وعدم ملامستها للواقع الذي يعيشها التلاميذ في القرى والمدن الصغيرة. برنامج "صحتي في تغذيتي" من أهم المبادرات الرامية إلى نشر المبادئ الأساسية للتربية على التغذية المتوازنة والسليمة في صفوف التلاميذ، تلك الشراكة القائمة بين وزارة التربية الوطنية وشركة مركز الحليب، وهي الشراكة التي تمتد على مدى 12 سنة في إطار برنامج " صحتي في تغذيتي". هذا وبلغ عدد التلاميذ والأساتذة المستفيدين من البرنامج خلال سنة 2014، أربعة ملايين و706 آلاف و359 تلميذا و192ألف و857 أستاذا وأزيد من 20 ألف مؤسسة تعليمية خاصة على المستوى الوطني. ويهدف هذا البرنامج، الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشراكة مع مركز الحليب –دانون بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة للتعليم الابتدائي، إلى تحسيس الأجيال الناشئة بأهمية مبادئ التغذية السليمة، كما يشكل فرصة للتحسيس بالعادات الغذائية الجيدة لفائدة الأجيال الصاعدة. وينطلق هذا البرنامج سنويا بمناسبة الأسبوع الوطني للتغذية في الوسط المدرسي، حيث يتلقى التلاميذ والتلميذات خلال هذه الحملة التحسيسية كتيبات جذابة تجمع بين التعلم والألعاب التربوية إضافة إلى أخرى موجهة للآباء بهدف توعيتهم بالمبادئ الأساسية للتغذية، كما تم إعداد كتيبات للتلاميذ في مرحلة ما قبل التمدرس لتعريفهم في مرحلة مبكرة بالمجموعات الغذائية التي تشكل الهرم الغذائي. ويتطرق هذا البرنامج، إلى مجموعة من المواضيع المرتبطة بالتغذية، إلى جانب إيلائه أهمية خاصة لفوائد استهلاك ثلاث منتجات من مشتقات الحليب يوميا لمساعدة التلاميذ على الاهتمام بصحتهم والحفاظ عليها. برنامج وطني للارتقاء بالتربية على الصحة الإنجابية في شهر مارس الماضي، تم التوقيع على اتفاقية جديدة للشراكة بين الوزارة وشركة الصناعات المغربية الحديثة لإرساء برنامج وطني للارتقاء بالتربية على الصحة الإنجابية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تحديد إطار عام لبرامج التعاون والشراكة بين الطرفين وتوحيد الجهود من أجل تحسيس التلميذات والتلاميذ بالقواعد العامة للوقاية وبأهمية التربية على الصحة الإنجابية. كما تسعى إلى تمكين المتعلمات والمتعلمين من اكتساب المعارف وتبني مواقف مسؤولة تجاه الإشكاليات المرتبطة بالصحة خاصة ما يتعلق بالتحولات التي تعرفها فترة المراهقة وبالأمراض المعدية والتخطيط العائلي والزواج المبكر. ومنذ توقيع الاتفاقية الأولى في فبراير 1998، استفاد ثلاثة ملايين و500 ألف تلميذة وتلميذ من البرنامج، (منهم 140 ألف تلميذ)، وتم إجراء 58 ألف حصة تربوية استفادت منها 900 مؤسسة تعليمية إلى جانب تعبئة 650 طبيب في العملية واستفادة 300 ألف من أمهات التلميذات والتلاميذ. البرنامج الوطني لصحة الفم والاسنان انطلق البرنامج سنة 1990، وجاء نتيجة شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعلييم العالي والبحث العلمي و تكوين الأطر، وشركة كولجيت ويهدف الى التحسيس و تشجيع صحة الفم والأسنان عند المتمدرسين والمربين. الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحميراء نظمت هذه الحملة استنادا الى دورية مشتركة رقم 3-2078 المؤرخة في 15 أبريل 2013 بين وزارات التربية الوطنية والصحة والتعليم العالي حول الحملة ضد الحصبة و الحميراء، انطلاقا من انخراط والتزام المغرب بالقضاء على مرض الحصبة والحميراء في أفق 2015 مع دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. الحملة الوطنية للفحص الطبي بالوسط المدرسي تم تنظيم هذه الحملة في سياق المجهودات التي يبذلها المغرب للنهوض بصحة المواطنين بصفة عامة والتلاميذ بصفة خاصة، وكذا تفعيلا لمخطط العمل الحكومي 2014-2016 ولبرنامج العمل المشترك المصاحب لاتفاقية الشراكة بين وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة الداخلية في مجال الصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب. هذه الحملة تروم بالأساس الفحص الطبي المنتظم للتلاميذ الجدد بالتعليم ما قبل المدرسي وتلامذة السنة الأولى من التعليم الابتدائي وتلامذة السنة الأولى من التعليم الاعدادي وأساتذة هذه المستويات، وتسهيل ولوج الحالات المرضية لمختلف المؤسسات الصحية من أجل التكفل بها، علاوة على توعية التلاميذ وذويهم بالقواعد الأساسية للحفاظ على الصحة، وتحسيس الرأي العام بأهمية خدمات الصحة المدرسية والفحوص الطبية المنتظمة.