عرفت مدينة مراكش أول أمس الأحد مسيرة تضامنية حاشدة مع الشعبين العراقي والفلسطيني هي الأولى من نوعها بعد بداية العدوان على العراق،وأجمعت فيها جميع شرائح مجتمع سكان مدينة الحمراء من أطفال ونساء ورجال وشيوخ على التنديد بالهجمة الشرسة التي تقودها أمريكا ضدا على الإرادة الدولية شعوبا وحكومات. تظاهر حوالي 15ألف مواطن (بعض المنظمين قدروها في أزيد من 30ألف) في مدينة مراكش في مسيرة دعت إليها أكثر من 30 هيئة وشارك فيها الأحزاب والهيئات المدنية والحقوقية والنسائية بمختلف اتجاهاتها بما فيهم الحركة الإسلامية التي سعى البعض إلى إقصائها. وعرفت هذه المسيرة التي انطلقت من باب دكالة وسارت في شارع علال الفاسي وتوقفت أمام مسجد النور،رفع شعارات منددة بالعدوان الأمريكي على الشعب العراقي،وباستمرار آلية التدمير الصهيوني في تقتيل أبناء الشعب الفلسطيني ضدا على الإرادة الدولية حكومات وشعوبا. وحمل الشبان والأطفال لافتات كتب عليها "لا للحرب على العراق" و"بوش راعي الإرهاب العالمي"و"كفى من الحروب،يا بوش يا أحمق"،كما علت أصوات المتظاهرين مرددين هتافات تصف حليفه شارون بأنه مجرم وسفاح وطالبوا الأممالمتحدة بنقل مقرها لأية دولة أخرى عقابا لأمريكا الطاغية،وأضاف المتظاهرون شعارات أخرى مثل" بالروح بالدم نفديك يا عراق"و"الشعوب في الساحة والجيوش في راحة".وتأتي هذه الاحتجاجات شأنها شأن باقي المظاهرات عبر العالم في وقت تصاعدت فيه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بين الشعوب العربية نتيجة الغضب من التأييد الأعمى لإسرائيل التي تحاول إخماد الانتفاضة الفلسطينية واتهمت الجماهير الغاضبة أمريكا بإخفاء أهداف حقيقية تتمثل في احتلال العراق وراء ذريعة الحديث عن أسلحة الدمار الشامل. وفي تصريح ل" التجديد" قال الدكتور عبد الحمن العمراني قيادي في حركة التوحيد والإصلاح بمراكش إن هذه الحرب التي تمارسها دول الاستكبار العالمي لا تنفصل عن الحروب الصليبية التي واجهها المسلمون،ثم هي في سلسلة حروب مبرمجة بدأت في أفغانستان والآن جاء دور العراق، وهذه الأمم اجتمعت وتكالبت كأن الحديث النبوي الشريف يتنزل الآن"توشك الأمم أن تتداعى عليكم.. ولكنكم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل".فنسأل الله أن يهزم الأحزاب وحده، وأضاف أن المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله لذا تقتضي الحالة الشعور بالآلام وما نملك هو الدعاء من أجل نصرة إخواننا ،ثم سلاح المقاطعة لأننا مسؤولون أمام الله إذا لم نستعمل هذا السلاح الذي بين أيدينا. واعتبر الأستاذ يوسف أيت الحاج الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمراكشالمدينة إن هذه الحرب التي تشنها بريطانيا وأمريكا على الشعب العراقي هي حرب على الإسلام والمسلمين،وتأتي في سياق حضاري لا ينفصل عن باقي الحروب التي شنتها الصليبين،فإذا كانت بغداد معلمة تاريخية فهاهي جحافل الكفر تقصفها وتدمر معالمها الإسلامية وتسقط عليها القنابل التي لم تشهد التاريخ ضدا على المنتظم الدولي وضدا غلى إرادة الشعوب،والدعاء هو السلاح الخفي أمام عدم توازن القوى .فيما تمنى بوستة عضو اللجنة المركزية لحرب الاستقلال أن نمر إلى المرحلة الثانية من هذا التعبير الشعبي التلقائي وذلك بمساندة العراق عمليا عبر تبرعات مالية لمساندة ضحايا الحرب من أجل إعادة إعمار العراق وبالمشاركة في دعم الدرع البشري المتوجه إلى العراق،ورجا عبد الإله بلكناوي ممثل لأحد الجمعيات المدنية،أن ييسر لهذه الأمة منة يقودها القيادة الحقيقة وتأسف كثيرا للقيادات العربية والمسلمة والتي خلت في هذه القضية عن مسئوليتها.أما عبد الوهاب الفغري أحد قياديي الحركة من أجل الأمة فأدان العنجهية الاستكبارية الأنكلوساكسونية وقال لقد آن الأوان لأن يتحرك النبض في العالم الإسلامي ليضغط من أجل فتح الحدود والجهاد في العراق من أجل نصرة إخواننا، وليضغط من أجل إغلاق السفارات الأمريكية في كل أقطار العالم والإسلامي. واستنكر عبد العلي مجدوبي من جماعة العدل والإحسان مواقف الحكومات العربية وكذلك الجامعة العربية التي لم تستطع حتى الآن التنديد باللفظ ونحن في اليوم الرابع من العدوان،ولم تستطع أن تقول باللفظ أن ما يقع في العراق هو عدوان سافر على شعب عربي مسلم، وهذا صوت جامع يبن لنا أن إرادة الشعوب هي أكبر من تقهر،ونسأل الله أن تتبعها مناسبات ليتقوى فينا هذا الحافز راية تحت جامعة هي راية لا إله إلا لله محمد رسول الله. وقال عضو عبد الرفيع جواهري عن حزب الاتحاد الاشتراكي إن هذه المسيرة أهميتها أنها استطاعت أن تجمع كل الأحزاب الديمقراطية والمنظمات النقابية والنسيج المدني،أهميتها تأتي من هذه المدينة التاريخية عاصمة العروبة والإسلام،وتعتبر الأولى من نوعها بعد انفجار العدوان الذي تدينه الأمة المغربية بكافة منظمتها السياسية والنقابية ومختلف شرائح المجتمع المدني،هذا العدوان الذي خرج على قواعد الشرعية الدولية انفضح أمره ،فأطماع أمريكا في المنطقة واضحة وهي الوصول إلى منابع النفط وتغيير الخريطة في المنطقة وبناء شرق أوسط جديد بالمفهوم العدواني الإمبريالي الأمريكي. هذه المسيرة لم تخل من الاستغلال السياسي حيث عبر محمد العربي بلقايد أحد قياديي عن حزب العدالة والتنمية في مراكش عن أسفه ما قامت به طرف هيئات سمت نفسها "ديمقراطية" حيث أقصي الحزب بصفة استثنائية من دون كافة الهيئات السياسية والحقوقية من التنسيق والتحضير لهذه المسيرة، وهذا إنما على شيء فإنما يدل على عقلية إقصائي غير ديمقراطية رغم زعم الهيئات الداعية للمسيرة بالديمقراطية ، وكأن حزب العدالة الذي يعمل في إطار الشرعية وحضوره وازن في الساحة لا تعنيه هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا ونحن نندد بها إقصاء المقصود التي أصرت وندعوها إلى إعادة النظر في يشارك في كافة المدن بجانب فلماذا يقصى في مراكش. وطالب بلقايد نقل مقر الأممالمتحدة إلى دولة أخرى عقابا لأمريكا عن خروجها عن الإجماع العالمي ضد قرار الحرب، ودعا المواطنين إلى الحذر والوعي المخاطر الوخيمة التي تطال الأمة الإسلامية، وإلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والاكتتاب من أجل مساعدة الحرب واللاجئين. واعتبرت البرلمانية مليكة العاصمي هذه الحرب هي بدابة لحروب أخرى فإذا تركناها تستمر سيواصل زحفها نحو أنظمة أخرى ونحو شعوب أخرى وتقيم مجازر في كل بقاع العالم ، لأن أمريكا عدوة الشعوب وهذه العناصر المجنونة لن يثنيها شيء لارتكاب المذابح .نفش الرؤيا عبر عنها عبد الصمد بلكبير عن حزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أضاف أن المتنصر في معركة اليوم سيقرر مصير الغد، لذا فانتصار الشعب العراقي هو انتصار لجميع الشعوب وهزيمته لا قدر الله هي هزيمة لكل الشعوب،ومن تم فالقضية هي قضية جميع الشعوب التي تريد الحرية والسيادة والاستقلال وتقرير المصير في الحاضر والمستقبل. عبد الغني بلوط/مراكش