منذ إعلان اسمها ضمن لائحة الوزراء الملتحقين بالنسخة الثانية من الحكومة، تصرّ سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة في البحث العلمي وتكوين الأطر، في جميع لقاءاتها، سواءً مع مغاربة أو أجانب، على الحديث أو إلقاء مداخلاتها فقط باللغة العربية. مصدر مقرب من الوزيرة أكد ل"جديد بريس"أن اللقاءات التي تحضرها ويكون فيها حضور أجنبي، تكون الجهة المنظمة ملزمة بتوفير مترجمين، أو العمل على توزيع نص كلمتها مترجم إلى مجموعة من اللغات على المشاركين. بنخلدون في لقاء تكريمي للدكتور عبد السلام الخملشي الحائز على جائزة عالمية في طب الأعصاب، نهاية الشهر المنصرم، قالت خلال كلمتها "أعتذر للحضور الأجنبي، الذي لا يتحدث العربية، لكني سأتحدث باللغة الرسمية لبلدي التي أمثلها"، في حين أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، ألقى كلمته في اللقاء نفسه باللغة الفرنسية، إلى جانب 6متدخلين آخرين، وكانت بنخلدون الوحيدة التي تحدثت بالعربية. الأمر نفسه تكرر خلال ملتقى الخبراء الدوليين المكلفين بالبحث العلمي،المنعقد بالرباط، 27و28فبراير الماضي، بمشاركة والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا، و اسبانيا ومالطا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا، حيث اضطر المنظمون لاعتماد مترجمين لمداخلة الوزيرة، بينما كان الوزراء في السابق يلقون كلماتهم الافتتاحية باللغة الفرنسية. وأضاف مصدرنا أن أول لقاء جمعها بأطر الوزارة بعد تعيينها، كانت الوزيرة قد تحدثت باللغة الفرنسية، لكن مباشرة بعد عودتها من اللقاء قررت ألا تكون مداخلاتها ومراسلاتها سوى باللغة العربية. ويرى الدكتور فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أن ما تقوم به بنخلدون من حفاظ على التحدث باللغة الرسمية للبلد، يعبر عن اعتزاز بالهوية الوطنية، قائلا "الاعتزاز باللغة العربية الرسمية، هو جزء من الاعتزاز بالسيادةة الوطنية، والوزراء قبل غيرهم أولى بأن يثبتوا هذا الاعتزاز". وأضاف بوعلي في اتصال هاتفي مع "جديد بريس" أن "ما تقوم به السيد الوزيرة يبين أن العزة ممكنة في وقت الوهن"، معربا عن دعم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية لكل المبادرات والخطوات التي تقوم بها بنخلدون، واصفا إصرارها على التحدث بالعربية ب"السلوك الرائع"، مشيرا إلى أن اللغة العربية يمكن أن تكون لغة للعلم عكس ما يعتقد البعض أنها لا تواكب العصر ويسعى إلى تهميشها.