من عاملة نظافة في إحدى الشركات الهولندية للتنظيف إلى صاحبة شركة "MAS" شركة التنظيفات المتعددة الثقافات . تعود بداية قصة رحمة المودن الى سبعينيات القرن الماضي حين هاجرت نحو بلاد الطواحين الهوائية ، هولندا ، لتشتغل هناك عاملة نظافة وتتدرج في عملها بتفان ومثابرة حتى أصبحت مساعدة مدير الشركة ، لكن حرمانها من الترقية في العمل وتمتعيها بشخص أخر أشرفت هي على تدريبه وتكوينه ،سيكون نقطة التحول في مسارها المهني ، اذ قررت رحمة المودن خوض غمار تأسيس شركتها الخاصة تحت مسمى "MAS" ، " كافحت طويلا لتحقيق هذا الهدف، إذ من الصعوبة بمكان لمغربية ومسلمة بالتحديد، أن تصل الى هذا المستوى" تقول المودن. تسعى المودن من خلال شركتها إلى توفير فرص عمل للشباب " أقول دائما: سأساعد الشباب ليترك العمل في السوبر ماركات المحلية. لقد حاولت ذلك فعلا إلا أن العديد منهم غير جادين، إما يتغيبون عن العمل أو لا يستمرون في العمل. لذلك اضطررت إلى طرد الكثيرين منهم. الآن لدي حوالي عشرة شباب في الخدمة، ووفرت لهم أيضا المجال لرسم مسار وظيفي عن طريق برنامج يتضمن مناقشات وتوجيهات حول العمل والقدرات الفردية". ونتيجة لمجهوداتها فقد تمكنت رحمة المودن من فرض نفسها في هولندا في مجال التنظيف ، حيث استطاعت في ظرف وجيز كسب ثقة الزبناء الذين وصل عددهم لحوالي أكثر من 220 زبون من إدارات وشركات . كما يقدر إيرادات الشركة بحوالي 7 مليون أورو. نجاح رحمة وشركتها لم يأتي بمحض الصدفة ، وإنما سبقته العديد من المنجزات ، ففي عام 1999 اختيرت كأفضل سيدة أعمال مهاجرة لذلك العام. كما حازت على وسام تقدير من الملك المغربي واستقبلتها الملكة الهولندية السابقة بياتريكس. تعزو رحمة نجاحها إلى قدرتها على المثابرة وعزيمتها على البدء بأعمال تجارية خاصة بها. وتقول في هذا الصدد "يغضبني جدا وضع المرأة في الشركات، إذ لا يوجد لغاية الآن عدد كاف من النساء في القمة، ويجب العمل على تغيير هذا الوضع ، على النساء أن تتحلى بالمزيد من الشجاعة".