انكشفت قضية مطعم (لانيكس) بالدار البيضاء عن فضيحة كبرى عندما كان يستعد لتنظيم سهرة خليعة ليلة عاشوراء (الموافق 13 مارس الجاري). فقد ظن أصحاب المطعم الأجانب أن المغاربة كلهم فاسدون مفسدون وأن البغاء متغلغل في نسائهم ورجالهم، وأنهم قد قطعوا حبل الاتصال مع دينهم الإسلامي وابتعدوا عن رحمته وعدله وتكريمه أمدا بعيدا. لذلك فكروا في خطوة أكثر جرأة وتقدما. فبعدما كانوا ينظمون سهرات للخمر والفسوق يحتفظ فيها المشاركون في الإثم بخيط يستر المناطق الحساسة من العورة، قرروا أن ينزعوا آخر الخيوط ويشركوا الجميع في سهرة جماعية للعري والزنا وسط خمور متدفقة. غير أن ما تبقى من فطرة وتدين في صدور العاملين والزبناء انفجر كالبركان وقام الجميع في حركة احتجاجية على المنكر العظيم. المثير في هذه النازلة الخطيرة هي تعليق أحد زعماء خلية الفسق والفجور على المحتجين بقوله "إنكم معقدون ومتشددون ولابد من قنبلة حتى تغيروا إسلامكم". فأي منكر أكبر من هذا، وأي جريمة أكبر من هذه التي تنتهك فيها الأعراض والعقول؟ وأين هي السلطات التي لا تظهر اجتهادها ويقظتها إلا في مطاردة "الخلايا النائمة" للسلفية والصراط والتكفير والهجرة... هاهم شياطين أجانب قدمت لهم التسهيلات والرخص، وغض عنهم المسؤولون الطرف، بل توسعوا في شبكتهم المفسدة بالدار البيضاء ومدن أخرى والمتاجرة في لحوم المغربيات وأعراضهن. يحدث هذا في شهر مارس الذي تتخذه بعض الجمعيات النسائية بالمغرب موسما للمطالبة بتكريم المرأة وإعطائها حقوقا هضمت ومناصب سلبت، وتخليصها من أحكام شرعية أكل عليها الدهر وشرب، ومدونة تكرس التمييز والإهانة. لكن هذه الجمعيات لا يسمع لها صوت ولا يرى لها أثر في مواجهة الاستغلال الجنسي البشع وتجارة الرقيق الوضيعة وسجونها المظلمة. جمعيات لا يعلو صوتها إلا في المطالبة بمدونة حداثية تجعل القوانين الغربية شريعة غير قابلة للنقاش، والشريعة الإسلامية في خبر كان. عمال مطعم "لانيكس" وزبناؤه، الذين أغوتهم شياطين الإنس وشبكات مص الدماء والأموال والأعراض، كانوا أكثر شجاعة وجرأة ومسؤولية عندما انتفضوا ضد الإهانة الجماعية، وطالبوا بالتحقيق في الموضوع وبالأخذ على أيدي من يحرض على الفساد ويدعو إلى الرذيلة والابتعاد عن الدين، وحملوا المسؤولية لأولي الأمر في الحكومة والبرلمان، فهل يتحرك المسؤولون للقيام بواجبهم أم ماذا ينتظرون؟