نشرت وكالة أخبار كونجريشينال كوارتارلي – وهي وكالة أخبار أمريكية معنية بشئون الكونجرس - مقالا في الثاني عشر من مارس الحالي يتحدث عن المعارضة التي تواجهها رؤية الرئيس الأمريكي جورج دبليو لإحلال السلام في الشرق الأوسط في فترة ما بعد نجاحه في غزو العراق بسبب معارضة مجموعة من كبار مؤيديه ومؤيدي إسرائيل في الكونجرس لهذه الرؤية. وأشارت المقالة أن رؤية الرئيس الأمريكي لسبل إحلال السلام في الشرق الأوسط بعد غزو العراق - والتي عبر عنها مؤخرا في خطاب ألقاه في السادس والعشرين من فبراير الماضي - تقوم على فكرة أن نجاح غزو العراق سوف يحرك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مطالبة الرئيس لإسرائيل – بعد نجاحه في غزو العراق - بالتحرك سريعا نحو إيجاد حل نهائي مع الفلسطينيين ووقف النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة وإقامة دول فلسطينية ديمقراطية. وقالت الصحيفة أن الرؤية السابقة تواجه معارضة قوية من قبل بعض كبار مساندي إسرائيل وبوش داخل الكونجرس لأسباب دينية، وذلك لأن أعضاء الكونجرس اليهود مثل السيناتور تشارلز شومر (ديمقراطي عن ولاية نيويورك) وأعضاء الكونجرس المنتمين لليمين المسيحي المحافظ مثل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي توم دلاي (جمهوري عن ولاية تكساس) يرفضون رؤية بوش بسبب مساندتهم القوية لإسرائيل القائمة على معتقداتهم الدينية، وأنهم يرفضون الضغط على إسرائيل ويفضلون ترديد تشاؤم رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون تجاه عملية السلام في الوقت الذي يساندون فيه غزو العراق كوسيلة لإضعاف الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن معارضة هؤلاء النواب لرؤية بوش لسلام الشرق الأوسط قد تمثل إحراجا كبيرا لبوش لأن من بينهم نواب جمهوريين، ولأنهم يستطيعون وقف أية ميزانيات قد يحتاجها بوش لتنفيذ رؤيته، ولأنهم متصلين بالناخبين المنتمين لليمين المحافظ والذين قد يسحبون تأييدهم لبوش في انتخابات 2004 إذا أصر على الضغط على إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن السيناتور الأمريكي باربرا بوكسر - وهي يهودية تمثل ولاية كاليفورنيا - قولها أن بوش "لم يفعل شيئا لدفع عملية السلام"، أما عضو مجلس الشيوخ الأمريكي النائبة إيلانا روز-لايتنان (جمهورية عن ولاية فلوريدا) والتي تترأس اللجنة الفرعية الخاصة بالشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الأمريكي فقد أكدت على حاجة إسرائيل لمساندة أمريكا لها على الساحتين الأمنية والاقتصادية، وبالنسبة لرؤية بوش رأت النائبة أن "الوقت الحالي غير مناسب لمثل هذه المناقشات". كما ذكرت الصحيفة أن سفير إسرائيل في الولاياتالمتحدة دانيال أيلون قلل من تأثير تركيز بوش على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال أن "يمكن أن يكون لكم (أنتم الأمريكيون) كل المشاركة في العالم ... ولكن ما يهم في الحقيقة هو ما يحدث على الأرض". كما حذر النائب الجمهوري المحافظ ستيف تشابوت (من ولاية أوهايو) من الإفراط في التفاؤل بخصوص إمكانية تحقيق تقدما سريعا في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في حالة الإطاحة بصدام حسين، وقال أن "الديمقراطية وتقليل التوتر قد يقع على فترة تقدر بسنوات". وتوقع وارين باس وهو باحث بمجلس العلاقات الخارجية - وهو مركز أبحاث أمريكي - بأن تطالب إسرائيل أمريكا في الوقت الحالي بأن تتوقف أمريكا عن الضغط على إسرائيل بخصوص عملية السلام في فترة ما بعد غزو العراق في مقابل أن تمارس إسرائيل ضبط النفس إذا ما هاجمتها العراق خلال الحرب. كما أشارت الصحيفة إلى الضغوط التي يتعرض لها حاليا النائب جيمس موران عضو مجلس النواب الأمريكي الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا بسبب تصريحات أدلى بها مؤخرا أتهم فيها مساندي إسرائيل اليهود في أمريكا بأنهم المساندين الرئيسيين للحرب ضد العراق. كير واشنطن: 14/3/2003