قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إنه ليس هناك فساد مطلق ولا صلاح مطلق، وإنما فساد وصلاح يتنافسان ويتدافعان ما دامت الحياة قائمة على وجه الأرض، وأنه لا يجب التسليم بأن التاريخ انتهى. الحمداوي الذي كان يتحدث، أمس السبت بالرباط، في محاضرة حول موضوع "الإحسان والإتقان ميزة حضارية"، انتقد بشدة نظرية عالم الاجتماع الأمريكي فوكو ياما التي تحدث فيها عن نهاية التاريخ بانتصار الغرب، وتربع الرأسمالية واللبرالية على عرش العالم، وتعتبر أن التنافس والتدافع بين الحضارات قد انتهى لفائدة القيم الغربية، وأن أي محاولة للوقوف أمام الأيديولوجية الغربية هو وقوف في وجه التاريخ، حسب ما ذكر فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ" الذي استشهد به الحمداوي. وأكد الحمداوي أن الأمة الإسلامية "وإن وُجدت في مرحلة ضعف أو تراجع عن مقومات ريادتها فهي لا تؤمن بنهاية التاريخ".مبرزا أن "صفة الخيرية لن تزول عن هذه الأمة رغم ابتعادها عن عناصر خيريتها". وأضاف أن الخطاب الذي استعمله الله عز وجل في قوله "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وضاح من خلاله أمر الخيرية في الريادة والتميز، لكون هذه الأمة جاءت لتكون ويجب أن تكون أنفع الناس للناس، معتبرا أن عناصر الخيرية في الأمة تكمن في توفرها على تجديد يبعث على الإتقان، ونهضة إسلامية رائدة تبعث على التنافس والتميز، وترشيد حضارة إنسانية. وشدد الحمداوي على عدم إيمانه بنهاية معركة التدافع قائلا "نحن لا نؤمن بنهاية التاريخ وأن المعركة قد حسمت، بل المدافعة مستمرة" مستشهدا بحدث للرسول الكريم "ص" يقول فيه بأن الله يبعث في الأمة من يجدد فيها أمر دينها في كل مائة سنة، موضحا أنه مهما كان التراجع والضعف، فيمكن أن نستأنف دورنا إذا وجد المجددون في الأمة، موضحا أن الحضارة لا تُستورد من الخارج، بل ينتجها المجتمع الذي يريد أن يدخل في الدورة الحضارية. وتابع أن الحضارة هي نتيجة الجهد الذي يبذله الشعب الذي يريد استرجاع دوره الحضاري، مبرزا أن الميزة الحضارية التي يمكن أن تتميز بها الأمة الإسلامية هي الإحسان في العمل والإتقان، والمنافسة فيه، معرفا العمل بكونه الطاقة المصروفة لإحداث تغيير في شيء لنقله من حال لأخرى، أو على الأقل الحفاظ عليه في حال معينة، رابطا ذلك بالإصلاح الذي يسعى إلى جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقيليلها.