ما إن بدأ شفق صباح الجمعة، يبزغ في مصر، حتى دوى انفجار قوي، سُمع صداه في أرجاء مختلفة من العاصمة القاهرة، كان أقواه على مسمع سكان منطقة "عابدين" الذين اكتشفوا أنه وقع على بعد 20 متراً من مبنى مديرية أمن القاهرة، الكائن في منطقتهم. الزائر للمكان يلاحظ أن الانفجار الذي أوقع 4 قتلى و76 مصاباً (بحسب وزارة الصحة) نجم عنه تحطم واجهة المبنى، بداية من الطابق الأول وحتى العاشر (30 متراً)، وبعمق 4 أمتار داخل المبنى، إلى جانب تدمير مبنى متحف الفن الإسلامي المجاور له، ومحلات ومبانٍ أخرى قريبة، فضلاً عن مركبات كانت متوقفة. التفجير الذي قالت مصادر أمنية، إنه تم بواسطة سيارة مفخخة، تحمل ما لا يقل عن طن من المتفجرات، أحدث عمقاً كبيراً في الأرض بطول 3 أمتار وبقطر نحو 6، فيما وصل مدى تأثيره على المباني المجاورة لأكثر من 100 متر. وبحسب التحقيقات الأولية، قال أحد الضباط المكلفين بإقامة كمين يومي، أمام مديرية الأمن، يبدأ في الواحدة صباحاً(23.00 توقيت غرينيتش)، وينتهي في السادسة صباحاً (04.00 تغ)،إن "السيارة المفخخة انتظرت حتى انتهاء الكمين من عمله، لتنفجر". وفي أعقاب وقوع الانفجار، وعلى الفور، تجمع المئات من أهالي المناطق المحيطة بمديرية الأمن، وأخذوا يرددون هتافات مناوئة للإخوان المسلمين، ويطالبون فيها ب"إعدام الإخوان والإرهابيين"، فيما جاء بعضهم حاملاً صورة لوزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي يطالبه البعض بالترشح لانتخابات الرئاسة القادمة. وبينما كان البعض يردد هتافات مناوئة للإخوان، وداعمة للسيسي، سادت حالة من الغضب في أوساط آخرين، تجاه رئيس الحكومة المؤقتة، حازم الببلاوي، متهمين إياه ب"بعجزه عن السيطرة على الوضع الحالي في البلاد"، مطالبين ب"إقالته". وما تزال حتى الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (11.00 تغ)، جثة ملقاه على الأرض، أمام مبنى المديرية، ومغطاه بقماش، يرجح بحسب مسعفين، ورجال أمن، أن تكون لمنفذ التفجير، فيما تم نقل الضباط والمجندين الجرحى إلى المستشفيات، لتلقي العلاج. وحتى الساعة 11.00 تغ لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي يأتي قبل يوم واحد من احياء الذكرى الثالثة ل"ثورة 25 يناير"، وبعد يوم واحد على مقتل 5 شرطيين في هجوم مسلح لمجهولين، استهدف نقطة أمنية في محافظة بني سويف، وسط البلاد.