بعد سنوات من الحضور كأحد أبطال رياضة الجيدو، كان على عادل بلكايد أن يؤمن بأن لكل شيء نهاية، وعلى الإنسان أن يستريح بعد طول عناء وأن يعطي المشعل لمن سيأتون بعده. لكن بطلنا الذي لا أحد يبخسه حقه رفض الاعتراف بمنطق الأشياء وما يزال يصر على المقاومة، ورفض بكل ما أوتي من قوة أن يتنازل عن وزن اعتبره ملكا له. واحتج كثيرا حين منح المدير التقني الوطني العرابي الجمالي الفرصة للشاب عطاف صفوان للمشاركة في بطولة العالم واحتل المركز الخامس، آنذاك فتح بلكايد النار على جامعة الجيدو، وبدأ في ترويج الإشاعات بل وصل به الأمر حد الاستعانة بلوبياته ومعارفه للضغط على جامعة الجيدو لطرد عطاف صفوان من اللعب في وزن 18 كلغ، وقد ساهمت في ذلك علاقاته داخل (....)، بل إنه ما فتئ يؤكد أن أياديه طويلة ويمكن أن يفعل أي شيء. فعادل بلكايد الذي قضى سنوات طويلة فوق البساط، يرفض اليوم دعم ومساندة الشاب عطاف صفوان، بل إنه يعمل جاهدا على عرقلة مساره الرياضي، هذا الشاب الذي لا يجد ولو درهما واحدا للوصول إلى مستوى عالمي، في وقت يتمتع عادل بلكايد بدعم مادي كبير ولديه محتضنين. نحن لا يعنينا ما يحصل عليه بلكايد من أموال، بعضها نتيجة تعليمات وأوامر من أعلى، لكن حفاظا على أبطالنا الشباب فإننا نتمنى أن تعطى لصفوان الذي لم يتجاوز 18 سنة فرصة التألق، وإثبات وجوده وهو الذي يؤكد كلما أتيحت له الفرصة أنه قادر على صنع التألق في المحافل الدولية، لكنه يحتاج إلى جزء يسير من الدعم المادي، كما هو شأن بلكايد الذي يتباهى بعلاقاته داخل... وهنا نتساءل هل هذه العلاقات تعطيه الحق في نسف طموح شباب يتلمس طريق النجومية، ويحمل طموح حمل القميص الوطني، وهل هذه العلاقات تعطي للشخص الحق في ترويج الإشاعات وتهديد الآخرين. لقد تحدث عطاف صفوان في وقت سابق عن حاجته إلى محتضن وأطلق العنان لآهاته وهو الشاب اليافع الذي يعشق الفوز وتحقيق الألقاب، وبعث أكثر من نداء إلى من يهمهم الأمر، فالبطل لا يأتي من فراغ، ولكنه يصنع بالجد والمثابرة والدعم المادي فهل تصل الرسالة إلى أصحاب القرار، ويعلموا أن زمن بلكايد قد انتهى، وأن رياضة الجيدو تعج بالأبطال الذين ينتظرون فقط من يأخد بيدهم والأمر لا يهم فقط الجيدو ولكن جميع الرياضات.