بمناسبة صدور كتاب "التنصير: هذه الوثنية الخفية" نظمت رابطة علماء المغرب فرع الناظور ندوة حول التنصير من تأطير السادة الأساتذة: ذ. محمد أعراب مؤلف الكتاب، ذ. أحمد مدهار، عضو فرع الرابطة، وذ. أحمد الريفي عضو الرابطة بحضور ناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور، ورئيس المجلس العلمي لإقليمي الناظور وتازة وذلك يوم السبت 22 فبراير الماضي بقاعة المحاضرات التابعة لنيابة التعليم. في البداية ألقى رئيس فرع رابطة علماء المغرب الأستاذ ميمون بريسول كلمة تقديمية شكر فيها الحاضرين، وخاصة رؤساء فرع الرابطة الذين حجوا من وجدة وتازة والحسيمة، وأعضاء الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب، وعبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي وصفه ب"العطر الفواح" لكون ربنا عز وجل من علينا فيه بشيئين هما: 1 صدور الكتاب المذكور أعلاه لأنه لأول مرة يصدر فيه فرع الرابطة بالناظور كتابا، والذي -من خلاله- سيطل عامة الناس على ظاهرة التنصير التي فشت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر. والوثنية هذه-يضيف بريسول لم تكن يوما عقيدة المغاربة منذ الفتح الإسلامي، وأشار بأن هناك شوائب وانحرافات وبدع وسلوكات شاذة لكنها ليست هي القاعدة وإنما استثناء تحتاج إلى المعالجة بالدعوة المستمرة. 2 اعتبار هذا اللقاء ليس تكريما لمؤلف الكتاب وحده، ولا لفرع الرابطة بالناظور فقط. وإنما هو تكريم لعلمائنا ولكل عالم عامل. ثم تناول الكلمة مؤلف الكتاب؛ الأستاذ محمد أعراب، ركز فيها على نقطتين؛ دواعي وأسباب التأليف ومحاور الكتاب. ولخص دواعي تأليف الكتاب في ما يلي: -الهجمات الصليبية الشرسة والحاقدة على المسلمين وعلى المغرب، وهذه الأعداد الهائلة من المنصرين شعارهم: "أنفق دولارا تنصر مسلما". - وانتشار عدوى التنصير في أوساط الشباب، الذي ضعفت عنده الحصانة الإيمانية بسبب كثرة الفتن وانحسار دور العلماء وتفلت الأمر من بين أيديهم، وإقبال الشباب على المنصرين، فاقتحم المنصرون كل مؤسسات المجتمع المدني تحت شعارات ظاهرها خدمات اجتماعية وباطنها المكر والخداع، ثم الاستجابة المتتالية للمنصرين من أبناء هذه الأمة. -وأخيرا التنبيه لما تحمله هذه الدعوة الوثنية من مخاطر على الوطن والدين. ثم ذكر بمحاور الكتاب وحددها في التالي: التوحيد الذي هو أم القضية التي جاء من أجلها الرسل والأنبياء، والنهي عن الشرك، إذ لا يصح إيمان أحد إلا بالإيمان بجميع الرسل، تغيير دين التوحيد الذي جاء به عيسى على يد "وُورْز" اليهودي الذي كان أشد الأعداء لعيسى بن مريم. أضف إلى هذا أن النصارى يشتمون الله بنسبة الولد إليه. ثم أخيرا العقيدة والتركيز عليها لأنها العاصمة من الغلو والجحود، وتحري الحق بينهما وهو الصراط المستقيم. وتناول بعده الكلمة الأستاذ أحمد مدهار، عضو رابطة علماء المغرب فرع الناظور، والتي بين فيها الوسائل التنصيرية للمنصرين المعروفين بمنهجهم الميكيافيلي للوصول إلى أهدافهم ومنها القضاء على الإسلام، وإحكام السيطرة على شعوب دول العالم الثالث عامة وعلى دول العالم الإسلامي بشكل خاص، وساعدهم على ذلك عدة عوامل منها: انتشار الفقر والجهل والمرض، والنفوذ الغربي في كثير من الدول. - ضعف المسلمين الذين ييسرون لهم السبل رغبا ورهبا منهم. وهذه الوسائل تستهدف جميع فئات المجتمع خاصة الشباب والأطفال. واستعرض عضو الرابطة هذه الوسائل معززا ذلك بصور الشاشة الحائطية توضح مساعي المنصرين لمحاربة الوحدة الإسلامية، بالفتن والحروب، ونشر الأباطيل على الإسلام، والتدليس والتضليل وذلك بادعائهم أن النصرانية مذهب خامس في الإسلام والتشكيك في القرآن واختراق الدسائس، وبناء الكنائس مشابهة للمساجد، وترتيل الإنجيل بطريقة القرآن، وكتابته بنفس الخط القرآني في المصحف، وتم ضبط هذه الأشياء في مدينة مليلية وكذلك الأسماء مثل الشيخ عبد الله...، وكتابة الإنجليل باللغة الأمازيغية (الريفية) مكتوبة بالحرف اللاتيني، وحرف تيفيناغ، وهذا كله ضبط في المدارس والنوادي والأسواق وأبواب المساجد ومداخل بني انصار (بوابة مليلية المحتلة) والنقطة الأخيرة وهي أخطرها، السماح للمرأة الحامل الدخول إلى مدينة مليلية بكل سهولة ولو لم تتوفر على أوراق قانونية قصد الاستيلاء على المولود أو خطفه وخاصة غير الشرعيين. ثم أحيلت الكلمة إلى الأستاذ أحمد الريفي عضو فرع الرابطة والذي اعتبر تأليف الكتاب سببا لتحريك الهمم للحديث عن الظاهرة والتحسيس بخطورتها وهي ظاهرة تستوجب النفير من أجل أن يصاح في الناس تحذيرا. وأكد أن الندوة أو المحاضرة لا تكفي رغم أنه تحسيس لابد منه بل يحتاج الأمر إلى تأسيس جمعيات وهيئات للتصدي لمخططات التنصير والمنصرين بإنشاء مؤسسات دعوية تقاوم وسائله، كما تحتاج إلى أموال ضخمة ترصد للتصدي لفتنته وإغرائه، ولإعلام قوي يتتبع خيوطه ومؤامراته وتضافر جهود أهل القرآن والسلطان للرد على شبهاته وحصر ناشطيه، وإلى تربية أسرية تقاومه، لأن الهمة مستمرة منذ فجر الإسلام. وأورد نماذج حية من أبناء هذا الوطن اعتنقوا المسيحية موجها نداء إلى العلماء وإلى المسؤولين في بلادنا وحماة الأمن ... من هذه الأمة وحثهم على النفير، دون أن يغفل دور الآباء والمربين وكل الغيورين من هذا البلد، من جمعيات وهيئات سياسية ومدنية في صيانة هوية المغاربة الإسلامية. وفي الأخير تدخل كل من رئيس المجلس العلمي السيد أحمد بودهان وناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور، السيد أحمد قميحة، اللذان أكدا على ضرورة تضافر الجهود ومد يد العون لكل الأطراف المعنية، وخاصة رابطة علماء المغرب لمحاربة التنصير بكل الوسائل المتاحة. محمد الدرقاوي