عبرت مؤسسة مقدسية تعنى بالمسجد الأقصى والمقدسات عن رفضها القاطع لتصريحات القائد العام لشرطة الاحتلال الصهيوني، «يوحنان دنينو»، حول ما اعتبره «حق اليهود بالصلاة بالمسجد الأقصى كيفما شاءوا ووفق الأوقات والتعليمات المعتمدة»، فيما دنس عشرات المستوطنين الصهاينة باحات المسجد المبارك خلال اقتحام تم أمس تحت حراسة أمنية صهيونية. وجددت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان صحفي، أمس، تأكيدها على «حق المسلمين الخالص بالمسجد الأقصى، دون أن يشاطرهم فيه أحد من اليهود ولو بذرة تراب واحدة». واعتبرت المؤسسة المتخصصة في مراقبة الانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية، تصريحات قائد شرطة الاحتلال بأنها «غاية في الخطورة، لأنها تعطي تفويضا من الذراع الأمني للمؤسسة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى وتمنحهم إقامة طقوسهم وشعائرهم التلمودية فيه». وأكدت «مؤسسة الأقصى» ومقرها مدينة أم الفحم شمال فلسطينالمحتلة عام 48، على أن «الشرطة وأجهزة المخابرات الصهيونية لها دور مباشر في الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، كونها هي من أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين بتدنيس الأقصى، وأخذت على عاتقها مسؤولية الحماية والدعم المعنوي والمادي لهم باعترافات متعددة من نشطاء بارزين في جماعات الهيكل وذلك لتطبيق مخطط التقسيم الزماني والمكاني على الأرض». واستهجنت المؤسسة «الصمت العربي والإسلامي تجاه ما جرى ويجري بالمسجد الأقصى»، داعية «أصحاب القرار لأخذ دور جاد وفعّال لإنقاذ المسجد ونصرة قضيته، وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان يواجهون مخططات ومكائد الاحتلال الإسرائيلي تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك». وكان القائد العام لشرطة الاحتلال أبدى في تصريح له نشر في صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية موافقة الشرطة على دخول المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، «بصفته جزءا من جبل الهيكل.. وهذا حق مضمون لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدا»، على حد زعمه. وقال «دنينو» في المقابلة «إن كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل، ويريد أن يصل إليه يجب أن نضمن له هذا الحق وضمن الأوقات المحددة لذلك»، حسب قوله. اقتحام الأقصى يأتي ذلك، فيما اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة من شرطة الاحتلال. وقال شهود عيان إن ما بين 120 إلى 170 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى صباح أمس عند الساعة 7.30 بتوقيت القدس (4.30 توقيت غرينتش) تحت حراسة الشرطة الصهيونية، في وقت ينتظر فيه مئات المستوطنين السماح لهم بالدخول للمسجد، حسب قولهم. ويأتي اقتحام الأقصى أمس بعد تصريح مفوض شرطة الاحتلال الذي اعتبر فيه أن دخول المسجد الأقصى «حق مضمون لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدا». وأضاف شهود العيان أن المستوطنين طافوا في باحات المسجد الأقصى ومارس بعضهم طقوساً دينية استفزت المرابطين في المسجد، والذين ردوا بدورهم بالتكبير. واقتحمت الشرطة الصهيونية الجمعة الماضية باحات المسجد الأقصى، حيث ألقت قنابل صوت وغاز مسيل للدموع باتجاه المصلين، مما أسفر عن إصابة عشرات من المصلين بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز، كما اعتقلت 15 مقدسيا أفرجت عن 14 منهم فيما بعد. وبين الحين والآخر، يتعرّض المسجد الأقصى إلى اقتحامات يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الصهيونية، مما يثير حفيظة الفلسطينيين، ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.