قال نور الدين مفتاح رئيس تحرير جريدة الأيام الأسبوعية في ندوة حول "دور الإعلام في دينامية الإصلاح والدمقرطة" خلال الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، إن الصحافة كانت دائما في طليعة الإصلاح بالمغرب وأدت الثمن غاليا في بعض الأحيان، وقد ساهمت بقسط وافر في إطلاق المسلسل الديمقراطي ومسلسل المصالحة والتحسيس بقضايا حقوق الإنسان والمرأة وأيضا بقضايا الحرية والكرامة. وأضاف مفتاح أن الصحافة كسرت أيضا الكثير من الطابوهات لتطرقها للكثير من القضايا الحساسة المرتبطة بالمؤسسات، واستطرد قائلا إن الصحافة استعملت دائما وسائل بدائية وجب تجديدها الآن. واعترف مفتاح "كنا شرسين مع تجربة التناوب، ولا تنتظر منا الحكومة أقل من ذلك، كما ننتظر منها أن تكون أكثر تفهما للعمل الصحافي الذي يقتضي وضع الأصبع على مكامن الخلل وليس فقط التطرق إلى الإنجازات". وأضاف مفتاح، أن البدء بإصلاح التلفزيون بالرغم من وجود بعض الايجابيات قرار قاتل لوجود لوبيات مقاومة عجز عن التصدي لها وزراء سابقون، وأشار إلى أن مسودات مشاريع إصلاح القوانين في قضايا الصحافة التي أطلقها الوزير الخلفي تحمل جوانب مضيئة كثيرة لكنها ماتزال في مرحلة "المسودات" وتنتظر التفعيل. وأضاف مفتاح أن الزخم السياسي هو من ينعش الصحافة، وأن الدعم العمومي ليس دائما هو الحل، وأن الصحافة اليوم توجد في وضعية لا تحسد عليها. من جهته، قال توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة "أخبار اليوم المغربية" إن مشروع الانتقال الديمقراطي عملية مستمرة لا يمكن أن تتوقف، مشيرا إلى أن هناك اهتمام مستمر من قبل الشباب بالشأن العام، وبضرورة الإصلاح. وأضاف أن خروج الشباب في 20 فبراير شكل تحولا في سياسة المغرب وفتح الأعين على الإمكانات الموجودة في المغرب، مؤكدا أن الإعلام بقدر ما يعكس الصورة الحقيقية للدولة والمجتمع بقدر ما قد يصبح سلاحا فتاكا، بواسطة التلاعب في الحقائق، كما أن تهوين أو تهويل الأمور وتسويق الصورة غير الحقيقية ومعالجة الأمور بشكل سطحي يعتبر الطريق نحو الهاوية. وفيما يخص الحالة المصرية؛ قال بوعشرين إن الإعلام المصري سقط سقوطا مريعا وتحول الى معمل لصناعة الكذب وتحريف الوقائع. وأضاف أن الاختلاف في الرأي لا يضر، لكن أن يعمل البعض على حجب الموت والدم، ووصف المخالفين بالارهاب، وغلق وسائل إعلامهم، وترويج الكراهية وتبرير القتل، وزرع ألغام الحرب الأهلية، فالأمر يصبح غاية في الخطورة. وأشار أن التعددية مطلوبة لأنها تتيح للقارئ أو الجمهور المتتبع أن يبحث في الروايات المتقاطعة لكي يصل الى الحقيقة. وقال المتحدث للخلفي "لا تتعب نفسك في إصلاح تلفزات الدولة، بل اعمل على إطلاق تلفزات خاصة، لأنه لا يمكن أن تضع دفتر تحملات جديدة لعربة قديمة". وأضاف تعليقا على مشروع مدونة الصحافة التي تعدها الوزارة، أن القوانين تنظم الرقابة على الصحافة ونحن نحتاج لتنظيم الحرية. من جانبه، أكد بلال التليدي الكاتب الصحفي بجريدة "التجديد" أن الإعلام أصبح أداة فعالة وقوة مركزية سواء في اتجاه تحقيق التحول الديمقراطي أو في اتجاه الثورة المضادة. وأضاف أن هناك خوف وفزع من الإعلام، مبرزا أن التوجه الدولي اليوم يتجه نحو شبكات التواصل الاجتماعي نظرا لأهميتها وقدرتها على التأثير.