حَينت منظمة الصحة العالمية قائمة «العشرة أسباب الرئيسية للموت في العالم»، وتتصدر هذه الأسباب النوبات القلبية والسكتات الدماغية، فيما يظهر فيها لأول مرة مرض السكري مقابل خروج مرض السل منها وتراجعه إلى رتبة أخرى. ووفق تقرير للمنظمة فإن السبب الرئيسي والأول للوفاة حول العالم أمراض القلب والشرايين التي تسببت في وفاة ما يقرب 17 مليون شخص وتمثل 3 من بين كل عشر حالات وفاة. يليه في الترتيب التهابات الجهاز التنفسي التي تسبب وفاة 3.2 مليون شخص، ثم مرض الانسداد الرئوي المزمن ( 3 ملايين)، أمراض الإسهال ( 1.9 مليون)، السيدا ( 1.6 مليون)، سرطان القصبة الهوائية أو الرئة ( 1.5 مليون)، داء السكري ( 1.4 مليون)، حوادث الطرق ( 1.3 مليون)، والولاداة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة 1.2 مليون. فيملا يلاحظ خروج مرض السل من لائحة الأسباب العشرة القاتلة إذ تراجع إلى الرتبة 15 بتسببه في وفاة مليون شخص. ويلاحظ التقرير الاختلاف بين البلدان الغنية والفقيرة، ف 7 من بين عشرة وفيات في الدول الغنية تكون بين الاشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة ووحالة وفاة واحدة من بين 100 طفل دون سن 15 سنة، في حين يلاحظ في البلدان الفقيرة أن 4 من بين 10 حالات وفاة تكون في صفوف الأطفال. وفي المغرب، تتسبب أمراض القلب والشرايين السبب الاول للوفاة في العالم في ما بين 10 إلى 12 في المائة من مجموع الوفيات المسجلة وطنيا. كما تتهدد عوامل خطر الإصابة بهذه الأمراض عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم ثلث الساكنة، ويفوق عدد المصابين بداء السكري 3 ملايين شخص، بينما تصل نسبة المرضى بارتفاع الكوليسترول إلى 29 في المائة. إلى ذلك، كشف المكتب الإقليمي للشرق الأوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن التقديرات تشير إلى أن 54 بالمائة من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة في إقليم شرق المتوسط سببها أمراض قلبية وعائية، ويرجع انتشار الأمراض القلبية الوعائية إلى أنماط الحياة قليلة النشاط وعوامل الاختطار الشائعة؛ مثل ارتفاع الضغط (يتراوح من 28 بالمائة في الإمارات العربية المتحدة إلى 41 بالمائة في ليبيا والمغرب) والسكري (يتراوح من 4 بالمائة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى 19 بالمائة في السودان)، وتشير التقديرات التي أوردها المكتب الاقليمي لشرق المتوسط الذي يضم جميع الدول العربية في افريقيا وآسيا اضافة إلى ايران وباكستان وافغانستان إلى أن مرض القلب والسكتة والسكري وحدها سوف تقلل الناتج المحلي الإجمالي ما بين 1 بالمائة إلى 5 بالمائة بحلول عام 2015 في معظم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وإن القدرة على تحمل تكاليف الأدوية الأساسية الخاصة بالتدبير العلاجي للأمراض القلبية الوعائية الشائعة ومدى توافرها يشكل تحدياً رئيسياً بالنسبة لبلدان الإقليم ذات الموارد المنخفضة.