قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المجتمع اليوم في حاجة إلى إطار عضوي يحمل همومه، خصوصا في هذه الظرفية العصيبة التي تمر منها الأمة الإسلامية والتي تعبر عن مخاض عصيب. وأضاف الحمداوي، الذي كان يتحدث في أول محاور أكاديمية أطر الغد الفكرية حول موضوع الدور الاستراتيجي للأطر في تنزيل الإصلاح أول أمس من المعهد العالي للتجارة والمقاولات بالبيضاء، أنه ليس كل إطار قادر على أن يلعب دورا استراتيجيا في تنزيل الإصلاح معتبرا أن الدور الاستراتيجي للأطر هو الانخراط في السنة التدافعية في المجتمع. الحمداوي اعتبر أيضا أن الإصلاح أمر رباني ومهمة مجتمعية واقعية مستدامة، وأن معادلة الإصلاح تستلزم عناصر ثابتة متمثلة في الارادة السياسية وعناصر متغيرة متمثلة في التخطيط الاستراتيجي. وأشار في الوقت ذاته إلى أن كل حلات المدافعة لا تخرج عن أربع خيارات، متراوحة بين الواقع الداخلي والواقع الخارجي بحالتيهما، حالة القوة التي تستدعي المضي بحذر ومراعاة التحديات وبخطة ثابتة محسوبة، وحالة الضعف التي يقابلها فرصة أو تهديدات والتي تستوجب الصمود وتحسين القدرات وترقب الفرص والانفراجات. وحول مجالات التدافع، صنف الحمداوي التنافس حول السلطة، الثروة والقيم، من كبريات المتدافع عليه، معتبرا أن العمل التربوي غير كاف كمحرك، داعيا الأطر إلى فتح باب المنافسة والولوج لعالم الاقتصاد والمال والمراكز الحساسة، وأن يكونوا فاعلين سياسيا لا أداة، على أن تقترن الفاعلية مع القوة والأمانة باعتبارهما مكتسبين وملزمين بالإستمرارية. الحمداوي من جهة ثانية، حذر من آفة الإنغلاق على الذات، و من أن تتعرض شريحة الأطر إلى الانغلاق فتكتفي بتركيزها على التحصيل العلمي والتفوق، وتغيب عن قضايا المجتمع مما يجعلها تحت رحمة المسؤولين التي تعاملها كاداة لها صلاحية محدودة ووفق الحاجة. واختتم الحمداوي حديثه بالتنويه بالمشاركين الذين بلغ عددهم 150 من مختلف المعاهد العليا بالمغرب وخارجه، معتبرا أن الرهان اليوم هو مدى تأثير النخبة الشبابية الطلابية بجمعها بين القوة والأمانة في الفعل التدافعي القوي الامين. هذا ويذكر أن المهندس الحمداوي، من المتتبعين للأكاديمية ومن المؤطرين الاساسيين لفعالياتها منذ انطلاقها قبل 6 سنوات.