يستمر اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، ويستعد المصريون لتنظيم مليونية "العيد" في آخر أيام شهر رمضان الكريم، وسط ثقة كبيرة وتفاؤل بعودة الرئيس الشرعي للبلاد لتولي زمام الأمور، وإنهاء الانقلاب العسكري الدموي، ويتواصل تدفق أعداد كبيرة من المؤيدين من محافظة القاهرة وباقي محافظات الجمهورية، ونصبت عشرات الخيام أمس لاحتواء الحشود الهائلة التي تلتحق بالاعتصام يوميا. ويأتي استمرار الاحتجاج في الشارع من طرف مؤيدي الرئيس المنتخب في ظل عزلة دولية يعيشها قادة الانقلاب، بعد أن بدأت المواقف الدولية تنحو في مجملها إلى الاعتراف بأن ما وقع في الثلاثين من يونيو "انقلابا عسكريا"، كما قال ذلك صراحة السناتور الأمريكي جون ماكين في ندوة صحفية عقب انتهاء زيارته إلى القاهرة. ما يحدث انقلاب وقالت مجلة "تايم" الأمريكية إن تصريحات أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي جراهام بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري لأنه أتى بحكومة غير منتخبة أصاب الانقلابيين بالتوتر والارتباك، مشيرة إلى أن موقف الولاياتالمتحدة يشهد تحولا كبيرا من الأزمة في مصر منذ زيارة وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي ثم ماكين وجراهام، وأضافت "تايم" أن زيارات المسئولين الأمريكيين المتتالية تعكس محاولة الانخراط في حل الأزمة المصرية في هذه المرحلة الحاسمة بعد جمود في موقف واشنطن منذ حدوث الانقلاب مباشرة. صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في عددها ليوم أمس، أكدت أن خارطة الطريق التي يحاول العسكر فرضها لن تنفذ بسبب إصرار مؤيدي الشرعية على الاعتصام في الميادين، وأرجعت الصحيفة التردد الكبير المصاحب للموقف الأمريكي إلى أن إدارة أوباما تتخوف من الاعتراف بأن ما حصل في ثلاثين يونيو هو انقلاب عسكري حتى لا يضطرها ذلك –حسب القانون الأمريكي- إلى وقف المعونة العسكرية لمصر وهو ما سيؤثر على اتفاقية السلام مع "إسرائيل" التي تعهد الانقلابين على الحفاظ عليها. دعوة أممية لإطلاق مرسي على صعيد آخر؛ دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المصالحة في مصر والإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي. وقال بيان للأمم المتحدة إن بان كي مون "كرر دعوته إلى الإفراج عن محمد مرسي وطلب من القادة المصريين القيام بعملية مصالحة حقيقية وصادقة". وطلب بان كي مون حسب البيان من السلطات المصرية حماية الحقوق الأساسية لجميع المصريين ومنها حرية التعبير والتجمع، والقيام بعملية مصالحة حقيقية وصادقة. وأشار إلى أن عمليةً سياسية سلمية وبدون تهميش، هي الحل الوحيد القابل للاستمرار في مصر. من جهته، دعا عضو مجلس الشورى السعودي ومستشار ملك السعودية صدقة فاضل إلى عودة الرئيس مرسي إلى منصبه ولو بصفة رمزية كمقدمة لتسوية الأزمة في مصر. وقال صدقة لبرنامج "ما وراء الخبر" الذي تبثه الجزيرة إن أولى نقاط التسوية في مصر تتمثل في عودة مرسي إلى منصبه لفترة محددة حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف أنه من دون ذلك لن يكون هناك حل سلمي يرضي جميع الأطراف, ويحقق المصلحة العليا لمصر والأمة العربية. ولم يسبق لأي مسؤول سعودي أن عبر عن موقف يدعو إلى العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل عزل مرسي. وكانت السعودية من أولى الدول التي بادرت إلى تهنئة السلطة الجديدة في مصر عقب عزل مرسي. وتابع عضو مجلس الشورى السعودي أن منظومة الحكم الحالية التي أعقبت ما عدّه انقلابا غير مقبولة، والدليل -على حد تعبيره- عدم الاعتراف بها إلا من قبل عدد محدود من دول العالم، مشددا على أن تكون هناك وساطات إقليمية أو دولية لإنهاء الأزمة في مصر. من جهته، قال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن خيوط المؤامرة الانقلابية على النظام الدستورى الديموقراطى فى مصر، التى تحولت إلى نظام دموي فاشي بدأت تتلاشى، وأضاف خلال تدوينة على صفحته في "الفاسبوك"، أن مصر ستنتصر لحريتها، وستسترد دستورها ورئيسها وبرلمانها، وتقيم نظامها الديموقراطى الإسلامي السني الذى يعتمد على إرادة الشعب ولا يقوم على نظرية ( ولاية الفقيه).