قطعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مساء أمس مؤتمرا صحفيا مع محمد البرادعي نائب رئيس مصر المؤقت, تضمن تحريفا لبعض تصريحاتها. وكانت التقت قبل ذلك الرئيس المعزول محمد مرسي في إطار وساطة لم تحقق بعد أي تقدم في ظل تشبث طرفي الأزمة بموقفيهما. وقد قطعت آشتون المؤتمر الصحفي مع البرادعي بعدما تم تحريف الترجمة عدة مرات، ورد البرادعي عن سؤال قال فيه إنه "لا دور لمرسي في المرحلة المقبلة". وظهر تحريف تصريحات آشتون خصوصا عندما ذكرت أنها التقت محمد مرسي, فأضافت المترجمة عبارة "الرئيس السابق". وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن الطريقة المفاجئة التي غادرت بها آشتون القاهرة مبررة ذلك بضرورة اللحاق بالطائرة، تدلل على حقيقة الموقف, حيث فشلت بعد محادثات مع مختلف الأطراف في إحراز تقدم نحو حل الأزمة القائمة بمصر. وكانت آشتون قد التقت مرسي في مكان احتجازه لأكثر من ساعتين, وقالت إنه بصحة جيدة ويستطيع متابعة التلفزيون وقراءة الصحف, لكنها رفضت أن تكشف مضمون ما دار بينهما. كما التقت وفدا يمثل حزب الحرية والعدالة, المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين, والتقت أيضا ممثلين لحركتي تمرد و6 أبريل, فضلا عن البرادعي والرئيس المؤقت عدلي منصور. وشددت المسؤولة الأوروبية -التي وصلت الأحد إلى القاهرة- على ضرورة بدء عملية سياسية شاملة للجميع في مصر لتجاوز الأزمة الحالية في البلاد، ووقف العنف تماما مع حرية التظاهر. وأشار مدير مكتب الجزيرة إلى أن آشتون تتكتم على مضمون لقاءاتها، ولكن الأطراف السياسية -وخاصة تحالف دعم الشرعية وحزب النور السلفي- تعلن بالمقابل ما طرحته على المسؤولة الأوروبية التي تعهدت بمواصلة جهودها لإيجاد حل للأزمة المصرية. وتؤكد آشتون أن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي سيأتون إلى مصر لمواصلة مساعي الوساطة "للمساعدة وليس لفرض" مواقف على أطراف الأزمة. وبينما تريد السلطات الجديدة من الإخوان المسلمين وحلفائهم الانضمام إلى خطة المرحلة الانتقالية التي أعلنت يوم عزل مرسي في الثالث من يوليو/تموز الجاري، يصر الإخوان على عودة "الشرعية الدستورية" ومرسي الذي انتخب قبل عام. وفد أفريقي وبعد مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي, زار وفد يمثل الاتحاد الأفريقي الليلة الماضية الرئيس المصري المعزول وفق ما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية. ويقود وفد لجنة الحكماء الأفريقية الرئيس المالي الأسبق ألفا عمر كوناري، وسيلتقي اليوم الأمين العام للجامعة العربية ثم يعقد بعد ذلك مؤتمرا صحفيا. وتأتي زيارة الوفد في ظل تعليق الاتحاد الأفريقي عضوية مصر فيه عقب عزل القوات المسلحة المصرية مرسي في الثالث من هذا الشهر. وقد استنكرت مصر أمس وصف جنوب أفريقيا عزل مرسي بالانقلاب واعتبارها مرسي رئيسا شرعيا. كما استدعت الخارجية المصرية السفير التركي, متهمة أنقرة بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال وصفها ما جرى بالانقلاب. وترفض السلطات القائمة في مصر الكشف عن مكان احتجاز مرسي الذي وجهت إله مؤخرا اتهامات من بينها "التخابر" مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ويرجح أنصاره أن يكون محتجزا في منشأة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري أو لغيره من مؤسسات الجيش. ودعا وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أمس إلى الإفراج عن مرسي, وهو الموقف الذي تبناه سابقا الاتحاد الأوروبي. تحرك أميركي وفي ظل التعثر الأوروبي في مصر، كلف الرئيس الأميركي باراك أوباما عضوين بارزين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بالسفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والأطراف السياسية المختلفة. وقال ليندسي غراهام -الذي يتوقع أن ينضم إلى جون ماكين في زيارة مصر الأسبوع المقبل- إنه يريد أن ينقل رسالة مفادها أن "قتل المعارضة يصبح أكثر فأكثر مثل الانقلاب"، ويشجع العسكريين للتحرك قدما نحو إجراء انتخابات. وأضاف غراهام أن الوفد سيذهب إلى مصر ليلتقي كافة الأطراف ويطلع على ما يجري على الأرض، لأن ذلك ربما يوصل إلى اعتقاد بضرورة قطع المساعدات (1.55 مليار دولار) عن مصر. وتحجم واشنطن عن وصف عزل مرسي بالانقلاب، خاصة أن الحكم قد يؤثر على المساعدات التي تقدمها واشنطن لمصر سنويا، وفق القانون الأميركي الذي يحظر تقديم المساعدة لبلد يشهد انقلابا عسكريا. وفي هذا السياق، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الوزير تشاك هيغل اتصل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وحث قوات الأمن المصرية على ضبط النفس أثناء تعاملها مع المظاهرات.