أكد عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن انقلاب العسكر على الشرعية بمصر مؤامرة أكبر من الجيش المصري، وأبرز حامي الدين في محاضرة بعنوان «تجربة الحركات الإسلامية في تدبير الشأن العام» نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بمقرها المركزي بالرباط السبت 29 يوليوز 2013، ( أبرز ) أن الانقلاب تعبير عن إرادة عدد من الدول الكبرى إلا أنه ينفذ بأيادي محلية، من بينها القوات المسلحة المصرية التي توجد حسب حامي الدين في يد إرادات إقليمية ودولية تحاول أن تجهز على مسيرة التحول الديمقراطي، ولا تسمح بأي بلورة لنموذج يمزج بين الإسلام كعقيدة مرجعية والديمقراطية، يضيف المتحدث. وأبرز حامي الدين أن القوى المتآمرة على التجربة المصرية تخشى نجاح تجربة الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة، لأن ذلك يعني حسب المتحدث أن هناك نموذجا سياسيا يمكن أن يزاوج بين الإسلام كمرجعية عقدية، وبين الديمقراطية والتعددية السياسية والحق في العمل المدني وتأسيس الأحزاب والتداول السلمي على السلطة واحترام الحقوق والحريات، ويرى حامي الدين أن نجاح هذا النموذج يمثل تهديدا كبيرا للأنظمة السياسية في دول الخليج القائمة على القبيلة والعائلة، ونموذج سياسي ملهم ومغري للشعوب الخليجية. والمحدد الأكثر تأثيرا في المشهد المصري، حسب حامي الدين، هو التقاء إرادة الكيان الصهيوني التي تعيش حسبه على إيقاع خوف تاريخي من الحركات الإسلامية بإرادة دول الخليج، موضحا أن الكيان الصهيوني وحكام دول الخليج تخشى من تغيير عقيدة الجيش المصري التي تحولت في عهد مبارك من اعتبار الكيان الصهيوني هو العدو الأول لمهدد للأمن الاستراتيجي لمصر، إلى اعتبار إيران هي العدو، خصوصا بعد وصول الإخوان المسلمين اللذين لهم موقف مناهض للكيان الصهيوني وداعم للمقاومة في فلسطين إلى الحكم يضيف المتحدث. وخلص حامي الدين إلى أن التجربة المصرية تعرضت لتحديات ذاتية وأخرى موضوعية، والجزء الأكبر منها موضوعي يتعلق بموقف القوى الكبرى التي لها مصالح إستراتيجية في المنطقة، بحكم أن مصر حسبه توجد في قلب العالم العربي، وفي منطقة نفوذ جيو استراتيجي ذات تنافس بين القوى العالمية الكبرى، بالإضافة إلى محاذاتها لفلسطينالمحتلة. وبخصوص التجربة المغربية قال حامي الدين إنها مختلفة من عدة نواحي، أولا حزب العدالة والتنمية نجح في تشكيل تحالف حكومي من أربعة أحزاب، وثانيا حرص الحزب على أن لا يتحمل وحده مسؤولية بناء الانتقال الديمقراطي، وثالثا رصيد الحزب في العمل السياسي المتمثل في أزيد من 17 سنة من العمل البرلماني والتشريعي وتدبير الشأن العام داخل الجماعات المحلية، ورابعا قدرته على القيام بالعديد من المراجعات والعديد من الاجتهادات وهو يدبر العملية السياسية خلال تجربته في التحالف الحكومي، بالإضافة إلى أن نظام الحكم بالمغرب مختلف، حيث يتميز بوجود الملك على رأس الدولة فيضمن استمراريتها حتى لو تغيرت المؤسسات يوضح المتحدث. وفي تونس تستهدف حسب حامي الدين التجربة السياسية الفتية وتُشوش بأسلوب آخر، من بينها أسلوب الاغتيال السياسي، الذي يؤشر يقول المتحدث على غياب الأمن، مؤكدا أنه حينما يستهدف الاغتيال السياسي شخصية سياسية من شأنه أن يعمق الهوة بين الأطراف السياسية المسؤولة عن بناء مرحلة الانتقال الديمقراطي، ومسؤولة عن توفير شروط التنافس السياسي على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل، بالإضافة إلى أنه يعرقل الانفتاح السياسي والتداول السلمي على السلطة، ويرى حامي الدين أن هذا الأسلوب غير خارج على حساب إفشال تجربة الانتقال الديمقراطي، والإيقاع بالأطراف السياسية فيما بينها.