ما ان أنهى وزير الدفاع تلاوة بيان الانقلاب حتى انطلق مسلسل الانتهاكات الحقوقية وأصبحت الحرية التي عمت البلاد في فترة حكم مرسي في خبر كان، إذ أغلقت حوالي 20 قناة دينية ومنعت صحيفة الحزب الحاكم من الصدور، واقتحمت قوات الأمن مدعومة بعناصر من العسكر مكاتب قناة الجزيرة والجزيرة مباشر مصر على الهواء بينما كان الضيوف يتحدثون عن الانقلاب. بالمقابل، ساد حزن شديد ميداني رابعة العدوية والنهضة حيث يحتشد مؤيدو الرئيس، وحدثت إغماءات في صفوف المتظاهرين، قبل أن ترفع شعارات ترد على العسكر وتشدد مقاومتها بكل السبل المشروعة لإرجاع الشرعية وحماية الديمقراطية التي يراد لها أن تبقى تحت قدم الجيش. ساعات فقط بعد عزله، تداول الإعلام كلمة مسجلة للرئيس دعا خلالها شعبه إلى رفض الانقلاب والدفاع بكل السبل المشروعة على الشرعية والديمقراطية، وكان ذلك آخر ظهور للرئيس الذي لم يفصح الانقلابيون عن المكان المحتجز فيه رفقة عدد من مساعديه. ولم تنفع دعوات منظمات حقوقية دولية ومحلية ومطالبات أممية بالإفصاع عن مكان احتجازه في ظل تأكيد قيادة العسكر أنه في مكان آمن، دون أن تنفي التقارير التي تحدثت عن أنه محجوز في مبنى الحرس الجمهوري أو في أحد الثكنات الحربية التابعة لوزارة الدفاع بالقاهرة. لكن المثير أنه في اليوم الذي تلى الانقلاب، اختفت كل المشاكل التي عانى منها المواطن المصري على مدار عام كامل، فلم يعد هناك أزمة في السولار والبنزين والخبز. وظهر في وسائل الإعلام الرسميىة والخاصة خطاب استئصالي يشيطن المؤيدين ويخونهم ويصفهم بالإرهابيين مقابل خطاب يمجد العسكر وآخر ينتصر للفرعون ويعتبر حكم مرسي الأسوأ في تاريخ الجمهورية على الإطلاق لا يمكن حتى مقارنته من حيث السوء بحكم مبارك، كما ساد خطاب حصر مشاكل البلاد المستدامة في فترة حكم مرسي وبرئ مبارك من الجحيم الذي فرضه على البلاد والعباد. دخلت مصر في نفق مظلم باختطاف الرئيس ومنع عائلته من زياته، حيث عمت الاحتجاجات كل محافظات البلاد وخرج المصريون بالملايين يطالبون بعودة رئيسهم الذي انتخبوه، ولم ينفع الرصاص الحي والاعتقال والتعذيب في إيقاف الزحف الشعبي على ميادين الاعتصام. وساهمت طريقة تعامل العسكر مع الرئيس المنتخب في تأجيج الغضب الشعبي أكثر، خاصة أن تاريخ ثورة 25 يناير يذكر الطريقة التي عومل بها الفرعون بعد تنحيه عن السلطة، حيث أذاعت كل وسائل الإعلام خبر نزول طائرته في منتجع شرم الشيخ برفقة زوجته وأبنائه في ظل حراسة أمنية مشددة، وما يزال يحظى لحد الآن بمعاملة تفضيلية وعناية طبية لم يحظى بها أي معتقل في السجون المصرية السيئة الذكر.