عبر الجسم الصحفي المغربي عن تضامنه المطلق مع قناة الجزيرة بعد إغلاق مكتبها ببغداد ابتداء من يوم 7 عشت الحالي، واستنكر بقوة قرار الحكومة العراقية بهذا الشأن. وفي هذا الصدد قالت لطيفة سبأ، نائبة أمين مال فدرالية الصحفيين المغاربة >نحن ضد إغلاق المكتب، ونظن أن هذا يرجع إلى الصراحة والموضوعية التي تتميز بها قناة الجزيرة في معالجتها للأحداث<، وأضافت سبأ في تصريح لالتجديد، أن هذا الأمر يعد انعكاسا وتجليا للمعارك النضالية التي يخوضها الإعلام بشكل عام لإبداء الرأي الحر ومحاولة الابتعاد عن التأثيرات الأخرى التي يمكن أن تتحكم في قدسية الخبر. واعتبرت لطيفة سبأ أن المشكل لا يتركز في إغلاق مكتب الجزيرة بالعراق بل يتجاوزه إلى >محاولة التعتيم بطريقة أو بأخرى على الوجود اللاشرعي للولايات المتحدةالأمريكية، وعلى الوضوح المسطر من لدن القناة<، وقالت >إن إغلاق هذا المكتب ليس نهاية لعمل الجزيرة بل هو تحفيز لها على البحث أكثر ومواصلة عملها الجاد والهادف<. وأشارت المتحدثة نفسها إلى أن قناة الجزيرة تعد من القنوات العربية النادرة التي >تحاول أن تبتعد عن التأثيرات الأخرى بهدف أن تكون موضوعية، ومن القنوات القلائل التي تفتح بابها للرأي والرأي الآخر، وهو ما يخلق العديد من المشاكل للأمريكيين، خاصة في تناولها لأحداث العراق<. وحيت لطيفة سبأ عاليا صحفيي الجزيرة على نضالهم الدائم وعلى تحملهم المسؤولية في البحث عن الخبر. وصرح عبد الله البقالي، نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، من جهته، أن >إغلاق مكتب الجزيرة بالعراق قرار أمريكي مرر عن طريق حكومة تابعة للإدارة الأمريكية<. وأضاف البقالي في حديث لالتجديد أن قرار الإغلاق يدحض الشعارات الرنانة التي ترفعها أمريكا من قبيل الديمقراطية والحرية، معبرا باسم نقابته عن تضامنه المطلق مع قناة الجزيرة. وفي رد فعل لها على قرار إغلاق مكتبها ببغداد، أصدرت الجزيرة بيانا تستهجن فيه القرار، مؤكدة أنه غير مبررعلى الإطلاق. وقالت الجزيرة في بيانها إنها إذ تؤكد تمسكها بالثوابت المهنية التي التزمت بها منذ البداية من توازن وموضوعية وحرص على حق جمهورها في معرفة الحقيقة أينما كانت، فإنها تؤكد أيضا أنها ستستمر في تغطية ما يجري في الساحة العراقية، وفقا للثوابت نفسها، وإيمانا منها بأن تطورات الوضع في العراق تهم الشعب العراقي في المقام الأول والأمة العربية والعالم أجمع. وأفاد موقع الجزيرة نت أنه في أحدث ردود فعل على قرار الإغلاق أدانت نقابة الصحفيين العرب الأمريكيين قرار الحكومة العراقية، معربة عن قناعتها بأن القرار اتخذ لغايات >التغطية على ممارسات قوى الاحتلال<. وأكدت النقابة أن هذا القرار يعتبر انتهاكا لحرية الكلمة والرأي، وخرقا لمهنة الصحافة، مطالبة الحكومة المؤقتة بإعادة فتح مكتب الجزيرة فورا والسماح لمراسليها بمزاولة مهامهم بحرية مطلقة. وطالبت لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، بدورها، الحكومة المؤقتة في العراق بإعادة فتح مكتب قناة الجزيرة لكي تظهر احترامها لحرية الصحافة. وقال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، من جهته: >كنت أتوقع أن تقدم الحكومة العراقية المعينة من قبل القوات الأمريكية على إغلاق مكتب الجزيرة، خاصة بعد تصريحات باول ورمسفيلد وعلاوي<، وأضاف أن >هذا شرف للجزيرة وحياديتها وموضوعيتها ووطنيتها<، وأشار عطوان إلى أن >أمريكا يجب أن تخجل من نفسها لأنها قالت إنها ستجعل العراق واحة للديمقراطية وواحة للحريات وحرية التعبير، وما نراه هو انتكاسة لهذه الشعارات<. ونقل موقع الجزيرة عن جمال فهمي، رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين المصرية قوله: >إن إغلاق مكتب الجزيرة هو محاولة لحجب الحقيقة عن عيون الناس، ويثبت هذا القرار أن الحكومة العراقية المؤقتة هي مجرد أداة ولعبة بائسة في يد الاحتلال الأمريكي حتى إنها أصبحت صدى لواشنطن التي تنتقد أمس الجزيرة وتقوم الحكومة العراقية بإغلاق مكتبها اليوم<. محمد أفزاز