عاودت الأذرع الأمنية التابعة للسلطة الانقلابية في مصر جرائمها في حق المعتصمين المسالمين، في محاولة أخرى لفض الاعتصام أمام جامعة القاهرة وكسر إرادة المنتفضين ضد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب. وهاجم المئات من قوات الشرطة، المدعومين من البلطجية، ليلة أول أمس، حشدا هائلا من المؤيدين للشرعية والرافضين للانقلاب في ميدان النهضة بالجيزة بالأسلحة النارية تحت غطاء وابلٍ من قنابل الغاز المسيل للدموع أثناء أداء المعتصمين صلاة التهجد. وذكر موقع «بوابة الحرية والعدالة» أن محصلة الشهداء المتظاهرين السلميين الذين ارتقوا، حتى صباح أمس، نتيجة اعتداء قوات الأمن بزي مدني وقناصة الداخلية على اعتصام «النهضة»، وصلت إلى 7 شهداء، منهم 5 في ميدان النهضة، واثنان أمام قسم شرطة مدينة نصر خلال مرور المتظاهرين أمام القسم خلال عودتهم من مسيرة حاشدة إلى مطار القاهرة، قبيل الفجر أمس، بالإضافة إلى إصابة المئات بطلقات رصاص حي وخرطوش واختناقات بالغاز المسيل للدموع بعضهم خطيرة. وأوضح مراسل قناة «الجزيرة» في القاهرة أن الهجومين وقعا في الساعات الأولى من صباح أمس، وبشكل متزامن، رغم التكثيف الأمني في الموقعين, حيث يقع ميدان نهضة مصر على بعد أمتار من مديرية أمن الجيزة, بينما يقع الثاني أمام قسم شرطة في مدينة نصر وبالقرب من مقرات كبرى للجيش. ونقل المراسل عن شهود عيان في ميدان نهضة مصر أن المسلحين نفذوا هجومهم في حماية عناصر الشرطة التي كانت تتقدمهم في البداية, مشيرا إلى إصابة نحو 80 آخرين مع حرق عشرات السيارات المملوكة لأنصار مرسي. كما قال المراسل إن الأجهزة الرسمية تتحدث عن 17 مصابا فقط. من جهته، قال مسؤول بوزارة الصحة المصرية إن حصيلة اعتداءات البلطجية على المسيرات السلمية، التى وقعت (أول) أمس الاثنين وفجر اليوم (أمس) الثلاثاء، بلغت 86 مصابا و9 حالات وفاة. وأوضح الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة أن اعتداءات البلطجية على مسيرات قليوب الرافضة للانقلاب العسكري ومحيط السفارة الأمريكية أسفرت عن إصابة 44 شخصا ووفاة 3 آخرين. وأضاف أن الاعتداءات التى وقعت فجر أمس الثلاثاء بميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة وأعلى كوبري الجيزة وشارع مراد، أسفرت عن وفاة 6 أشخاص وإصابة 33 أخرين، وفى الاعتداءات التى وقعت فجر أمس أيضا بميدان رابعة، وأمام قسم أول مدينة نصر وميدان التحرير فقد أسفرت عن إصابة 9 أشخاص فقط. ووفق مصدر إعلامي مصري قريب من منظمي الاعتصام، فقد ألقى شباب التأمين فى ميدان النهضة القبض على 5 من البلطجية الذين كانوا يطلقون الرصاص على المتظاهرين من أعلى مبنى كلية الهندسة، وأنقذتهم المنصة من أيدى المتظاهرين الذين أرادوا الفتك بهم. وعقب فشل البلطجية وقوات الشرطة في فضِّ الاعتصام بالقوة، وأثناء تراجعهم قاموا بإحراق عشرات السيارات الخاصة المملوكة للمعتصمين بميدان النهضة. وتعليقا على المجزرة المروعة، أكد الدكتور ياسر علي المتحدث السابق باسم رئاسة الجمهورية، أن مسلسل الدم الذي يصر عليه الانقلابيون لن يزيد الأوضاع في مصر إلا تعقيدا. وقال علي، عبر موقع «تويتر، أمس: «ما يحدث لمعتصمي النهضة هو جريمة»، مشيرا إلى أن الحل الأمني لن يعطيهم حقا اغتصبوه».