هي فانو بنت الوزير عمر بن بانتان المرابطية الصنهاجية من قبيلة لمتونة، شكلت نموذجا للمغربيات الأبيات خلال العصر المرابطي، ونموذجا فريدا للفداء والإيثار بالنفس بما عرف عنها من شجاعة وبسالة قل نظيرهما، فقد برزت فانو بدورها المستميت في الدفاع بحد السيف عن آخر رمز من رموز الدولة المرابطية، العاصمة مراكش وقصر الخلافة بها، أثناء حصار عبد المومن بن علي الكومي، ولما بلغ اليأس كل الرجال كانت فانو اللمتونية في صدر المواجهة الدامية بالنخوة اللمتونية المألوفة، وبكبرياء وشموخ البطلات، وقدرة هائلة على التحمل، دون أن تثنيها خيانة وتواطؤ بعض قواد وعناصر الجيش المرابطي عن الصمود. مستمرة في الدفاع عن قصر الحجر حتى آخر رمق في حياتها سنة 545 ه . قاتلت «فانو» الموحدين أيما قتال بالسيف، وحالت دون استسلام الأمير إسحاق بن علي للموحدين حتى لا يدخلوا مدينة مراكش، ولم تستسلم إلا بعد تسليم مفاتيح مدينة مراكش واقتحام قصرها وقتلها سنة 545ه، مما يؤكد الحضور الفعلي للمرأة على الساحة؛ أما بالنسبة لمشاركتها في ضروب النشاط الفكري بإطلاق علمي وأدبي على عهد المرابطين، فعلى سبيل المثال لا الحصر تذكر المصادر والمراجع التاريخية من العائلة المالكة السيدة «حواء بنت تاشفين بن علي»، و»تميمة بنت يوسف بن تاشفين» المكنَّاة بأم طلحة في العلم والأدب، وهي من الأديبات المشهورات بالأدب والكرم، ولقد ضاعت أشعارها كما تذكر بعض المصادر المعتمدة، فهاته النسوة يعتبرن رموزا شامخة تظهر وضعية المرأة في العهد المرابطي الذي رغم قصر عمره الفتي أعطى للمرأة المغربية والأندلسية حقها في المشاركة في الحياة العلمية والسياسية والاجتماعية، وما كتاب «طوق الحمامة في الألفة والآلاف» لابن حزم الأندلسي، إلا دليلا حيا على مكانة المرأة في القرن الخامس والسادس الهجريين.