حذر نشطاء فرنسيون المجتمع المدني المغربي من خطورة مشروع قانون زواج الشواذ المعروض على المصادقة من قبل الحكومة الفرنسية، واصفين إياه بالفتاك والعابر للحدود الجغرافية لفرنسا، عن طريق تدريسه في حالة المصادقة عليه في المدارس الفرنسية التي تتوزع على مختلف دول العالم ومنها المغرب الذي تستقبل فيه هذه المدارس عشرات الآلاف من الطلبة والتلاميذ أهمها ثانويتي ديكارت بالرباط واليوطي بالدار البيضاء التي تضم وحدها أزيد من 4500 تلميذ جلهم من أبناء المغاربة والجاليات الإسلامية بالمغرب. ودعا نشطاء من حركة «الاحتجاج للجميع» الفرنسية يوم الأربعاء 15 ماي 2013 بالدار البيضاء؛ المغاربة إلى المشاركة بكثافة في المسيرة الدولية التي دعت إليها الهيئات المدنية المناهضة لمشروع القانون الفرنسي بباريس يوم 26 ماي الجاري، للضغط من أجل إلغاء أو تعديل هذا القانون، محذرين من خطورة ما يحمله مستقبل المدارس الفرنسية لأبناء الجاليات العربية والإسلامية في حالة إقراره . وأكد الناشط الفرنسي فرونسوا لوفوريستيي، انخراطه قبل أشهر قليلة في حملة مناهضة قانون زواج المثليين وتبنيهم للأطفال، باعتباره أبا لطفلين « يخشى على مستقبلهما من تبعات هذا القانون، وجاء بعد اقتناعه بما سمعه في عدة لقاءات جمعته مع شباب الجاليات الإسلامية بفرنسا وسوريا حيث يشتغل منذ 5 سنوات، حول رفض الديانة الإسلامية لمثل هذا الزواج، وأوضح أن الأطفال بغض النظر عن ديانات آبائهم هم في حاجة إلى الترعرع بين أحضانهم بل سيكونون في أمس الحاجة إلى معرفة والديهم الطبيعيين وفي حاجة إلى قول « أمي» و «أبي» والعيش معهما. ومن جانبه فند الناشط الفرنسي «أرنود» منسق حملة «la Manif Pour Tous» ما نشرته بعض وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة من زواج أحد الأئمة بفرنسا بشاذ، وأكد أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وأن الشخص المذكور من جنسية بودية، ولا علاقة له بالإمامة. وشدد «أرنود»على ضرورة مشاركة المغاربة في المسيرة المقبلة أمام قصر الاليزي بباريس، مؤكدا أن عدة وفود من دول إسلامية وغير إسلامية أكدت رغبتها في المشاركة، لتشجيع الشباب على الانخراط في حملة الضغط على حكومة فرونسوا هولند لإلغاء أو تعديل القانون الذي لم تجر له أية دراسة للجدوى قبل الشروع في المساطر التشريعية الجارية، على حد قول « أرنود»، مشيرا إلى ما سماه تواطؤ السلطات الفرنسية في دعم جهات سياسية ترغب في تمرير هذا القانون، الذي تظاهر ضده أزيد من 1.5 مليون شخص في ال 24 من مارس المنصرم واجهته قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع، والذي يهدد، حسب المتحدث، مستقبل أبناء فرنسا والدول التي تربطها علاقات ثقافية بها كالمنطقة المغاربية على وجه التحديد. وجدد لوفوريستيي أن العلاقات المغربية الفرنسية تتجاوز ما هو اقتصادي وسياسي لارتباط البلدين بعلاقات ثقافية تتجلى في الانسجام واللحمة التي تجمع جاليتا البلدين وتقاسم الدين الإسلامي بين شريحة عريضة من أفرادهما.