احتضن المجلس العلمي المحلي بفاس، مساء الجمعة الماضية محاضرة لعبد الحميد القضاة، المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والأيدز في الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، حول «التثقيف الجنسي آدابه وضوابطه»، بتنسيق مع جمعية تحت العشرين، التي تستضيف عبد الحميد القضاة في برنامج تكويني يستمر لمدة أسبوع بمدينة فاس، في إطار حملتها السنوية حول القيم. واعتبر عبد الحي عمور، رئيس المجلس العلمي المحلي أن ظاهرة العزوف عن الزواج، «ظاهرة خطيرة على المجتمع الإسلامي عامة والمجتمع المغربي خاصة»، وقال أن «هناك عزوف مقلق عن الزواج من الرجال والنساء، مما يتلافى مع شرع الله الذي جعله قربة وعبادة يتقرب به العبد إلى الله عز وجل، حين يكون القصد منه الإحصان والعفاف»، وذكر رئيس المجلس العلمي أنه تقرر فتح هذا الورش داخل المجلس العلمي، من أجل التوعية والتحسيس، وذلك بالتنسيق مع جمعيات «لها حركة جلية مشكورة في هذا الموضوع»، وذكر منها جمعية «تحت العشرين». من جهة أخرى، قالت فدوى توفيق، رئيسة جمعية تحت العشرين، أن أسبوع الرقي بالقيم الذي تنظمه جمعيتها، ارتأت أن ينطلق من المجلس العلمي المحلي، مشيرة إلى أن «مسألة القيم من جوهر القضايا التي يشتغل عليها المجلس العلمي المحلي»، وتحدثت فدوى توفيق عن اهتمامات جمعيتها التي تهتم بالشباب، وذكرت المتحدثة آليات الاشتغال التي تعتمد عليها الجمعية، منها «إنشاء مراكز استماع للشباب وورشات للحوار والحملات التوعوية والتثقيفية»، مؤكدة أن الشباب يعاني كثيرا من التنصير والمخدرات والأمراض، ودعت فدوى توفيق إلى «التعاون على الخير ووضع اليد في اليد من أجل نهضة الشباب». واعتبر عبد الحميد القضاة، خلال عرضه بعد كلمتي كل من رئيس المجلس العلمي ورئيسة جمعية «تحت العشرين»، أن التثقيف الجنسي هوعملية تزويد الأبناء بشكل متدرج بكل ما يحتاجون من معلومات صحيحة حول الأجهزة التناسلية في أجسامهم وتطوراتها وتأثيراتها عليهم جسميا وفكريا ونفسيا وعاطفيا، في جومن الجدية والاحتشام حسبما تمليه القيم الدينية والاجتماعية مع مراعاة قدراتهم في الاستيعاب. وشدد المتحدث على وجود تأخر كبير في موضوع التثقيف الجنسي، وقال «تأخرنا كثيرا ظنا منا أننا إن تحدثنا في هذا الموضوع نختلق في الدين، وتأخرنا هومن عدم فهمنا لديننا»، وأفاد القضاة بأن التدخل الآن أحسن من عدم التدخل، يقول القضاة، «لأن الأنترنيت والفضائيات أصبحت في غرف نوم أبنائنا، والذي لم نقله لأولادنا تقوله الفضائيات والمواقع الإلكترونية»، وشدد المتحدث على أن «التدخل البشري أفشل الفطرة وحصل إنضاج مبكر»، وقال، «هذا نموغير متوازن، وهذه المعرفة من المؤثرات والمهيجات التي قصرت مدة الطفولة». وذكر القضاة أن من حسن التربية أن نربط الأبناء بالله عز وجل، وقال «لابد أن نسرع الخطى ونبحث موضوع التثقيف الجنسي بمنتهى الوضوح والصراحة حتى ننقذ فلذات أكبادنا»، واستعرض القضاة الأهداف المتوخاة من التثقيف الجنسي، نذكر منها «بناء فهم صحيح ومتدرج تصح وتكتمل معه عبادة الشاب»، و»المحافظة على التصور الإسلامي الصحيح للحياة وأهدافها من عبادة وإعمار للكون»، و»تجنيب أبناء المسلمين الفهم الخاطئ وما يترتب عليه من آفات»، و»حماية الشباب من الأمراض النفسية والجنسية». ويزور عبد الحمد القضاة، الدكتور المتخصص في علم تشخيص الأمراض الجرثومية والأمصال ومتخصص في علم البكتيريا والفيروسات، المغرب للمرة الرابعة، بدعوة من جمعية تحت العشرين بمدينة فاس، من أجل إلقاء مجموعة من المحاضرات، كما اختتم القضاة مساء أمس الأحد، تأطير دورة تكوينية لحوالي 110 مستفيدا ومستفيدة، سيحصلون في نهاية الدور على شهادة من الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، تشهد أنهم أصبحوا قادرين على إلقاء محاضرات للطلاب في المدارس للتوعية والتحسيس، وتطلب من كل واحد منهم أن يقوم في العام الواحد ب10 محاضرات، ويسعى الاتحاد العالمي إلى تدريب 100 ألف متطوع ومتطوعة في العالم، بهدف الوصول إلى رقم مليون محاضرة سنويا تلقى للتوعية والتثقيف والوقاية لفائدة الشباب. ومن تنظيم حركة التوحيد والإصلاح، يؤطر القضاة مساء غد الثلاثاء محاضرة علمية حول موضوع «التربية الجنسية، لماذا وكيف؟»، ستحتضنها القاعة الكبرى لقصر المؤتمرات بفاس، على الساعة الخامسة والنصف مساء، ومن المرتقب أيضا أن يحاضر القضاة في ضيافة جمعية أطباء العدالة والتنمية وجمعية أطباء القطاع الخاص..