تتعالى حناجر الصغار بتلاوته في بنايات متواضعة ، وتطمئن القلوب بسماعه وتذرف العيون الدمع بتدبر أبعاد معانيه ، واستنارت أفئدة المنكبين عليه بنوره ، هو الأمل أن يكون ربيع قلوب المؤمنين، إنه كلام غافر الذنب ورحيم العباد ، إنه القرءان المجيد الذي تفنن شباب اشتوكة أيت باها والقادمون من جل مناطق المغرب في قراءته إتحافا لأسماع مئات الجماهير رجالا ونساء وأطفالا حجوا أخيرا إلى المركب الثقافي ببيوكرى لمتابعة فقرات المهرجان القراني الرابع أولا بأول وتشريف خدام كتاب الله تعالى الذين اصطفاهم عز وجل لحمل وتبليع كلامه عبر الزمن ، اعترافا بجليل أعمالهم وتشجيعا للنشء للانكباب على حفظ كتاب الله والتفقه فيه ... مهرجان الذكر الحكيم .. احتضن المركب الثقافي لبلدبة بيوكرى صبيحة يوم السبت 27 أبريل 2013 فعاليات المهرجان القرآني لإقليم اشتوكة أيت باها في نسخته الرابعة تحت شعار :" قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ..." والذي امتد إلى غاية 28 من أبريل المنصرم ، والمهرجان من تنظيم كل من جمعية سيدي الحاج الحبيب للتربية والثقافة وفرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وبتعاون مع المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية و المجلس العلمي المحلي الاقليمي والمجلس البلدي لبيوكرى . عرف المهرجان هذه الدورة حضور عدد من الشخصيات والأساتذة والفقهاء والأئمة، و رئيس المجلس العلمي المحلي ومندوب الأوقاف ورئيس المجلس البلدي ومديري المؤسسات التعليمية والعديد من الأساتذة والدعاة ورجال الأعمال. وقال هشام الرافعي مدير المهرجان في تصريح ل"التجديد" بأن الجمهور الذي بلغ حوالي 350 شخصا كان في اليوم الأول من المهرجان صبيحة السبت 27 أبريل المنصرم في موعد مع محاضرة للعالم والفقيه الأصولي الجليل أبي الطيب مولود السريري تحت عنوان “القرآن الكريم في حياة المسلم". الأستاذ السريري استهل محاضرته بالتذكير بأهمية القرآن الكريم ودوره في بناء حياة الإنسان، ثم تطرق إلى تفرد مدرسة أهل السنة والجماعة في ضبطهم وتأسيسهم لمنهج التعامل مع القرآن الكريم، على عكس المناهج (المدارس) التي أحدثت طرقا معوجة في الفهم يتوسلون بها إلى مآربهم الخاصة عابثين بالنصوص حسب ما تمليه عليهم أهواؤهم. ثم ذكر وأفاض في الحديث عن أن حياة الإنسان تسمو بأمرين: التدبر الذي هو أساس بناء القلوب والتدبر الذي هو أساس بناء العقول. وتابع في اليوم الأول ما يفوق 1000 من جمهور اشتوكة أيت باها الذي شكل طلبة المدارس العتيقة وأئمة المساجد والفقهاء والأساتذة أغلبه المحاضرة التي ألقاها العالم العَلم والفقيه الأصولي الجليل أبي الطيب مولود السريري تحت عنوان "القرآن الكريم في حياة المسلم" ، و استهل الأستاذ محاضرته بالتذكير بأهمية القرآن الكريم ودوره في بناء حياة الإنسان، ثم تطرق بعد ذلك إلى تفرد مدرسة أهل السنة والجماعة في ضبطهم وتأسيسهم لمنهج التعامل مع القرآن الكريم، على عكس المناهج الضالة المنحرفة التي أحدثت طرقا معوجة في الفهم يتوسلون بها إلى مآربهم الخاصة عابثين بالنصوص حسب ما تمليه عليهم أهواؤهم ، وأوجز الشيخ العالم حديثه بتذكيره أن حياة الإنسان تسمو بأمرين أولاهما التدبر كأساس لبناء القلوب والتدبر لبناء العقول. و تميزت الفترة الموالية بأمسية قرآنية شارك في إحيائها ثلة من مشاهير القراء بمنطقة اشتوكة أيت باها ، ويتعلق الأمر بالقراء رضوان عابدي و يونس صويلس القادم من الرباط و الحائز على جائزة محمد السادس الدولية و أحمد أبو الحارث ، كما عرفت الأمسية مشاركة المدرسة العتيقة "لإغرايسن" بالقراءة الجماعية مرتلة بالطريقة المغربية الأصيلة احترم فيها المرتلون قواعد التجويد والأداء. واختتم المهرجان أنشطته بمسابقة قرانية لحفظ وتجويد كتاب الله حيث تأهل إلى دورها النهائي 9 مشاركين أغلبهم سبق له أن فاز بعدة جوائز على المستوى الوطني . وإلى ذلك فاز التلميذ زكرياء اليمني بإعدادية 11 يناير بأيت اعميرة بالمرتبة الأولى، كما عرفت الأمسية مشاركة لقراء متألقين وطنيا أمثال القارئ عبد الغني العروة الفائز بعدة جوائز وطنية ،و القارئ أيت لحسن أوعلي المسند للقراءات السبع و الطفل "محمد يوسف بوشكوش" الذي مثل المغرب في مسابقة تيجان النور بقطر. تمزكيدا واسيف منارة العلم بأيت باها ... تقع المدرسة العتيقة تمزكيدا واسيف على الضفة الجنوبية لوادي ايت مزال ضواحي مدينة ايت باها ، ولا يعرف بالتحديد تاريخ تأسيسها سوى ما أشار إليه العلامة محمد المختار السوسي من ان المدرسة وقع تجديد بنائها في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ، وذلك في عهد محاضرها العلامة سيدي أحمد اوجمل المزالي بأمر من أستاذه العلامة سيدي أحمد التمكدشتي. تجاور المدرسة مؤسسة تعليمية عمومية كانت قبل عشرات السنين فرعا للتعليم الأصيل بتارودانت التي توزعت فروعها الابتدائية بمناطق عدة منها تزنيت وتاليوين وسيدي بيبي وماسة وتمنار.. و تحتوي المدرسة العتيقة هاته على خزانة حديثة تضم أهم الكتب والمصنفات العلمية والمراجع اللازمة لطلبة العلم وتحتوي على أزيد من 40 مجلدا الى حدود تاريخ هذا المقال يضم أزيد من 112 جزءا تبرع بها محسنون بالمنطقة و يتراوح عدد طلبتها ما بين 80 و 120 طالبا . رغم الإصلاحات التي أدخلت على المدرسة فلا تزال تحتفظ بطابعها القديم وأصالته ، وتحتوي على مرافق منها ، مقصورة الصلاة و قاعة الدروس و غرف الطلبة و خزانة الكتب و صالة الاستقبالات "وأخربيش" ومخزن للتموين . ودرس العديد من الفقهاء بهذه المعلمة منهم سيدي احمدا وجمل الامزالي و سيدي لحس اوجمل المزالي و سيدي الحسن التسكدلتي الايلالني و سيدي محمد بن الحسن التسكدلتي و سيدي اليزيد الودريمي و سيدي احمد بن موسى الرسموكي و سيدي عبد الله البشواري وسيدي الحاج مبارك الدريوش . تكريم لأهل القرآن... تخلل المهرجان فقرة خاصة بتكريم الشيخ الجليل الفقيه "سيدي الحاج مبارك الدريوش" فقيه مدرسة تيمزكيدا واسيف" العتيقة اعترافا وتقديرا لجهود هذا الرجل في خدمة كتاب الله عز وجل تدريسا وتعليما وتحفيظا . هو مبارك الدريوش بن علي بن الحسين ، ولد سنة 1950 بمدشر امهايش قبيلة ايت باها اوملال قيادة الصفاء دائرة بيوكرى اشتوكة ايت باها ، تلقى تعليمه بالمدرسة العمومية لينتقل بعدها إلى المدرسة العتيقة، حفظ القرآن على يد شيخه العالم العلامة سيدي الحاج عمر بن سيدي الحاج محمد البعمراني لما كان "مشارطا" ب "امهايش" ، وعند أخيه سيدي سعيد البعمراني بدوار العزيب ايت ملول ، ثم عند سيدي الحاج الحسن بن المدني الضريضي بدوار الخميس- القليعة. استكمل سيدي مبارك الدريوش حفظ القران ثم انتقل مباشرة إلى المدرسة المسعودية بايت ميلك لتلقي العلوم الشرعية على يد الشيخ سيدي ابراهيم بن العربي ، ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة العتيقة سنة 1965 ولزمها إلى آخر سنة 1980 ، وبعد ذلك عينه شيخه سيدي الحاج ابراهيم فقيها بمدرسة تمزكيدا واسيف ، بجماعة ايت مزال ولا يزال يدرس بها إلى اليوم. يشرف سيدي مبارك الدريوش على تدريس اللغة العربية والفقه على مذهب الإمام مالك و تفسير القرآن وعلومه وأصول الفقه ومصطلح الحديث وعلومه و علم الفرائض والمنطق وغيرها من العلوم التي تدرس بالمدارس العلمية العتيقة ،، كما قام مدة عمله بهذه المدرسة بمجموعة من الإصلاحات غالبها تهم توسيع المدرسة من ناحية المرافق والسكن . وتخرج على يد هذا الشيخ منذ توليه التدريس بمدرسة تمزكيدا واسيف مجموعة من الطلبة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ محمد الصيفي المتفقد بالمندوبية الجهوية بوجدة ومرشد بالمجلس العلمي بها و الأستاذ محمد ادبزيز أستاذ بمدرسة الإمام مالك بمدينة أحفير وعضو بفرع المجلس العلمي ببركان و الفقيه أحمد ازكنان الماسي فقيه وإمام بمدرسة سيدي عبد الله الكرسيفي بماسة و الفقيه الحسين ايت الموذن فقيه وإمام بمدرسة تينودي ايت ولياض جماعة ايت مزال والفقيه إبراهيم الراضي إمام وخطيب بالمسجد الكبير ايت ملول وعدد لا يحصى من الأئمة والفقهاء والعدول ومو ظفي الإدارات العمومية وقد أحصينا منهم ما لا يقل عن 60 اسما .