شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، على وحدة الصف داخل الأغلبية الحكومية، من أجل بلورة الإصلاحات الكبرى، مؤكدا أن «المرحلة الراهنة تقتضي قدرة حقيقية على قيادة التغيير، وجرأة فعلية في بلورة الإصلاحات». وأشار بنعبد الله أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزب الكتاب في دورتها العاشرة أن التجربة الحكومية «تتعرض لهجمات شرسة، وهناك محاولات شتى لإفشالها»، داعيا إلى تقييم عملها بكل موضوعية، انطلاقا مما التزمت به في تصريحها الحكومي الذي نالت على أساسه ثقة البرلمان. بنعبد الله قال في تقريره السياسي إن «المدخل الطبيعي والسليم إلى كل ذلك يتمثل في الحرص على الانسجام»، مشددا على ضرورة العمل على إنجاح التجربة الحكومية الحالية التي وصفها «بالجديدة والجدية». وفي هذا الاتجاه سجل وزير السكنى والتعمير وسياسية المدينة أن الحكومة تمكنت رغم كل الإكراهات المرتبطة بالظرفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، بل والعسيرة على حد قوله، من الإسهام بشكل وافر في تكريس جملة من المكتسبات الديمقراطية وتحقيق عدد من المنجزات الإيجابية التي ضمنت للبلاد الاستقرار، مؤكدا أن مباشرة الإصلاحات أمر ضروري ومؤكد، ويتعين إيجاد الأسلوب المناسب لإنجازها دونما إبطاء». ورغم تأكيده أن الحلول غير سهلة، ويمكن أن يكون لها تأثير على الأوضاع الاجتماعية، إلا أن الأمين العام لحزب الكتاب أوضح «أن هذه الإصلاحات لا يجوز أن تقوم على إجراءات تقشفية تمس بالقدرة الشرائية للمواطنين، وإنما تستدعي العمل وفق تصور شمولي يمزج بين بعث الروح في الاقتصاد الوطني، وتحريك الاستثمار، وخلق فرص الشغل، وتحسين الحكامة، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية،». وفي ذات السياق نبه بنعبد إلى ضرورة الحفاظ على التوازنات المالية الأساسية، وعلى استقلال القرار الاقتصادي الوطني في إطار التحكم في النفقات العمومية، داعيا إلى «التحلي بالمسؤولية والجدية في معالجة الاختلالات الماكرو- اقتصادية دون المساس بالتوازنات الاجتماعية، والإسراع في إنجاز الإصلاحات الهيكلية الكبرى، وخاصة إصلاح النظام الضريبي، ونظام المقاصة، وأنظمة التقاعد، والقانون التنظيمي للمالية، مع العمل على إعداد وإقرار القوانين التنظيمية الأخرى المنصوص عليها في الدستور».