استقبل عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة مرفوقا بعبد الله بها، وزير الدولة، وفدا عن السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، مساء الثلاثاء 2 أبريل 2013 بمقر رئاسة الحكومة بالرباط، لبحث موضوع «التطبيع مع الكيان الصهيوني»، بطلب مستعجل من السكرتارية الوطنية للمجموعة، وتسلم رئيس الحكومة المغربية مذكرة أعدتها مجموعة العمل الوطنية، حول «تفاقم مظاهر التطبيع الرسمية وغير الرسمية مع الكيان الصهيوني»، حسب ما أكده خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، صبيحة أمس الأربعاء في ندوة صحفية بالرباط، واعتبر أن تنظيم الندوة الصحفية عقب لقاء رئيس الحكومة جاء «بدافع ما نعيشه في الفترة الأخيرة من سعار تطبيعي في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة». وعلمت «التجديد» أن رئيس الحكومة استعرض مع وفد مجموعة العمل الوطنية، مختلف مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقال مخاطبا الوفد، «تعرفون مواقفنا من التطبيع وتعرفون من يطبع وأنتم تقومون بدوركم»، وشدد ابن كيران حسب مصادر «التجديد»، على أن الخطورة تكمن عندما يصبح المجتمع طرفا في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونوه بعمل الهيئات المناهضة للتطبيع، وقال «أنتم تقومون بدوركم». وشدد خالد السفياني، خلال الندوة الصحفية لصبيحة أمس، على أن موضوع تجرؤ بعض المسؤولين المغاربة، في العلاقة بموضوع التطبيع، وقيام البعض منهم بخطوات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ضدا على المواقف الرسمية والشعبية، نوقش مع رئيس الحكومة وتمت الإشارة إلى ذلك بالمذكرة التي تسلمها بنكيران، وأشارت المذكرة إلى «الخطوات التطبيعية التي يقوم بها المركز السينمائي المغربي»، وكذا «التصريحات الأخيرة لرئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان»، واعتبر السفياني أن تصريحات رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، بإمكانية زيارة «إسرائيل» «دعوة صريحة ومستفزة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة». وأكد السفياني أن «هناك من يخطط ليل نهار لخدمة المشروع الصهيوني وللعمل على اختراق المجتمع المغربي وعلى دعم الجرائم الصهيونية البشعة على مختلف الأصعدة»، وقال «نقول ونؤكد بأن هناك من يريد لهذه الحكومة أن تكون ضالعة في التطبيع مع الصهاينة، وسوف تكون كذلك إذا لم تتحمل مسؤولياتها الكاملة وتوقف كافة أشكال التطبيع وتتصدى للمطبعين أيا كانوا»، يضيف المتحدث. وردا على من اتهم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بإصدار مواقف خجولة ضد الحكومة المغربية الحالية، بخصوص تنامي مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني، أكد السفياني أن مجموعة العمل الوطنية لا تفرق بين حكومة وأخرى، مشددا على أنه حين كان عبد الرحمان اليوسفي وزيرا أولا واستقبل مسؤولا صهيونيا، خلال انعقاد أشغال الأممية الاشتراكية نهاية ماي 2002، كان الموقف قويا، «يضيف السفياني، «واليوم أيضا سيكون الموقف قويا إذا حدث تطبيع حكومي رسمي مع الكيان الصهيوني»، يقول المتحدث، «وما نسجل الآن هي مبادرات تأتي من الخارج، والحكومة أيضا عليها أن تتحمل المسؤولية»، مشيرا إلى أن مواقف حزب العدالة والتنمية من التطبيع واضحة، وهو لا يزال عضوا في مجموعة العمل الوطنية. من جهة أخرى، استعرضت المذكرة التي تسلمها رئيس الحكومة عددا من المبادرات التطبيعية القادمة مع الكيان الصهيوني، منها «مشاركة ثلاثة صهاينة في مؤتمر البيئة الذي سينعقد بمراكش خلال شهر يونيو 2013»، و»إشراك خمسة أفلام صهيونية بالمهرجان السينمائي بالناظور الذي سينظم أيام 23 إلى 28 أبريل الجاري»، و»انعقاد الجمعية البرلمانية لحلف الناتو بمراكش بحضور صهيوني أيام 3-4 و5 أبريل 2013»، وتوقفت المذكرة أيضا عند الخطوات التطبيعية التي تمت خلال الأيام والأسابيع الماضية، منها «سفر يونس العيناوي، لاعب كرة المضرب إلى الكيان الصهيوني بدعوى الإشراف على تدريب صهاينة على كرة المضرب»، ومن بين الخطوات التطبيعية أيضا التي تحدثت عنها المذكرة، واستعرضها السفياني خلال الندوة الصحفية، «نشر المركز السينمائي المغربي في تقريره برسم سنة 2012، أن شريطا صهيونيا تم إنتاجه على أرض المغرب». يذكر أن اللقاء حضره عن مجموعة العمل الوطنية، منسقها خالد السفياني، وأحمد ويحمان عضو بالمنسقية، وعبد الاله المنصوري عن الحزب الاشتراكي الموحد، وعبد القادر العلمي عن حزب الاستقلال، ورضى بن خلدون عن حزب العدالة و التنمية، وعزيز هناوي عن حركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، ورشيد بوقطب عن المنظمة الديمقراطية للشغل، والأغظف الغوتي عن نقابة الصيادلة ومنسق القوافل الطبية إلى غزة، ومحمد عباسي عن الفدرالية الديمقراطية للشغل، بينما حضر إلى جانب رئيس الحكومة، وزير الدولة عبد الله بها، ومستشار رئيس الحكومة عبد الرحيم الشيخي.