وجه والد الطفل الذي لقي حتفه بسبب داء التهاب السحايا "المينانجيت" أول أمس الأحد أصابع اللوم إلى الأطباء سواء في القطاع الخاص أوالعام لأنهم لم يشخصوا الداء في وقته لما عرض عليهم ابنته يوم الجمعة. وأكد عثمان العرف أنه لو تم تشخيص الحالة من قبل الطبيب الأول في القطاع الخاص أو طبيب المستعجلات بالقطاع العام لربما تم إنقاذ صغيره أيوب ذي الست سنوات. وأوضح عثمان أنه عرض ابنته (مستوى الثالث ابتدائي) على طبيب في عيادة خاصة لكن لم يكتشف أمر إصابتها بداء التهاب السحايا وكتب لها وصفة طبية لاعلاقة لها بالداء، ليضطر الأب أمام تطور حالة ابنته (ظهور بقع حمراء على جسمها وآلام في الرقبة وارتفاع في الحرارة والتقيؤ) إلى نقلها إلى المستشفى الجهوي ببني ملال حيث تم فحصها من قبل طبيب المستعجلات الذي رجح حسب أعراض الطفلة أن يكون الأمر يتعلق بالتهاب الزائدة الدودية. ولم تقف المعاناة عند هذا الحد يضيف العرف عثمان -متحدثا للتجديد- خاصة لما أصيب ابنه الفقيد أيوب بنفس الأعراض (آلام في الظهر والرقبة وظهور بقع حمراء على جلده) اضطر الى نقله الى المستشفى ففحصه طيبب المستعجلات نفسه الذي فحص أخته سكينة وأكد للأب أن الأمر قد يتعلق بطعام تناوله الطفلان وكتب له وصفة طبية غير مختومة ليعود الأب أدراجه إلى البيت، لكن تطور حالة الطفل واعوجاج عنقه عجّلا بنقله مرة أخرى إلى المستشفى حيث فحصه طبيب آخر بالمستعجلات ووجهه الى العناية المركز بعد عناء كبير بين قسم الأطفال والعناية المركزة والمستعجلات. لكن الداء نال من الطفل يقول عثمان فأُخبر صباح الأحد بوفاته . ومن جانبه أفاد الدكتور خالد شفيق المندوب الاقليمي لوزارة الصحة ببني ملال في اتصال ل "التجديد" أن فرقة مكونة من طبيبين و6 ممرضات قد تجندوا صباح يوم الإثنين 01 ابريل الجاري للقيام بعملية التلقيح بالمدرسة حيث كان يدرس الطفلان (257 تلميذا وأساتذتهم ) مضيفا أن الفرقة ستحل بسكنى عائلة الطفلين المصابين للقيام بإجراءات التحسيس والتلقيح وما يتطلبه الوضع في مثل هذه الحالات. وأوضح شفيق من جانب آخر أن إصابة الطفلين وافقت يوم أحد مضيفا أن ارتفاع حرارة الجسم والقيء قد تكون أسبابه متعددة ولا يمكن للطبيب المعالج تشخيص الداء بالضبط إلا بعد فحوصات دقيقة.