أكد محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، على أن المغرب يعيش صحوة متزايدة وإقبالا على التدين من مختلف شرائح المجتمع، يغلب عليها التوجه الوسطي المعتدل، وتابع «لا شك أن الفاعلين ومساهمة كثير من الجهات في هذا الاتجاه، ساهمت في أن يكون هذا الخيار هو الاتجاه الغالب». وأضاف الأمين العام لمنتدى الوسطية بإفريقيا في مداخلة له خلال محور تقديم التجارب الدعوية للوفود الإفريقية المشاركة بالدورة 3 لمنتدى الوسطية؛ أن هناك بعض حالات الغلو والتشدد موجودة في المغرب، ف»هناك الغلو والتشدد اللاديني وفي بعض الأحيان جرأة وتجرؤ على ثوابت هذا الدين، وفي نفس الوقت هناك بعض الإتجاهات التي تحمل بعض أفكار الغلو والتشدد الديني»، مؤكدا أن التوجه العام وسطي مع قلة هذين التطرفين، وبين أن الصحوة الإسلامية وكل العاملين في المجال الديني يسجلون، « بارتياح أن التوجه العام هو توجه نحو مزيد من الالتزام، نحو مزيد من التصالح مع المرجعية الإسلامية، نحو مزيد من الإقبال على مظاهر التدين على مستوى مختلف الشرائح». وأوضح الحمداوي، أن حركة التوحيد والإصلاح منذ تأسيسها جعلت مهمتها إقامة الدين وتجديد فهمه والعمل به، مبينا أن مستويات تنزيل هذا الفهم تشمل «الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة»، ومبرزا أن منهج الحركة يركز على مفهوم الإسهام الذي تؤمن به «فكلما وجدت جهة أو طرفا، سواء كان فردا أو هيئة أو منظمة تعمل في هذا الاتجاه إلا واعتبرت من مسؤوليتها أن تتعاون معها. ومن جهته، قال الشيخ، محمد الحسن الددو، رئيس جمعية المستقبل للدعوة والثقافة بموريتانيا، إن القارة الإفريقية بحاجة ماسة لتضافر جهود الدعاة فيها وتوحيد صفوفهم في الدفاع عن الشعوب المسلمة والنهوض بأوضاعها، مؤكدا أن المنطقة تتعرض لكثير من الغزو الفكري والأخلاقي وغير ذلك، «فهذه القارة يركز عليها التنصير منذ وقت سابق، وكذلك دخلها الآن المد المنحرف من التشيع الغالي وأيضا من القديانية والبهائية، بالإضافة إلى ما انتشر فيها من الغلو والتشدد في الدين». وأضاف الأمين العام السابق لمنتدى الوسطية بإفريقيا، أن هذه التحديات، تزيد من المسؤولية الملقاة على عاتق منتدى الوسطية بإفريقيا، هذا يتطلب تكثيف الجهد من أجل إرساء الوسطية التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، مطالبا المسلمين بالتوحد في مواجهة المخططات الغربية التي تحاك ضدهم في المنطقة وشعوبها «هذا يزيد المسؤولية علينا ويقتضي منا أن نكون يدا واحدة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم». وقد عرف هذا المحور ضمن برنامج الدورة 3 لمنتدى الوسطية بإفريقيا المختتمة أشغاله أول أمس بالرباط تقديم التجارب الدعوية لمختلف الوفود المشاركة به وقد عكست العروض خصوصيات كل تجربة على حدة، وأيضا عددا من العناصر المشتركة أفضت جميعها إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها للنهوض بأوضاع المسلمين بإفريقيا.