كشفت دراسة صدرت عن مؤسسة «بيو» الأمريكية لأبحاث الأديان والحريات العامة يوم الأربعاء 13 فبراير 2013، عن فشل حملات التنصير التي تستهدف عددا من الدول العربية من بينها المغرب منذ عقود من الزمن، رغم نجاحها في دول إفريقية جنوب الصحراء، إذ كشفت ارتفاعا في عدد المسيحيين الكاثوليك بإفريقيا الذين يشكلون حاليا 16 في المائة من عدد معتنقيها عبر العالم بعد أن كانت نسبتهم لا تتجاوز 1 في المائة سنة 1910، بينما ظلت النسبة على حالها في العالم العربي رغم ارتفاع التعداد السكاني بعد مرور مائة سنة. ومن جهة أخرى، رغم تنامي مخاوف الغرب من الإسلام، وتوجيه أصابع الاتهام إلى المسلمين عند كل حادث «إرهابي» أو فعل «تعصبي»، ما تزال التقارير الصادرة عن مراكز أبحاث غربية ترسم صورة بارزة عن توسع الإسلام جغرافيا وعدديا مقابل تراجع في عدد معتنقي الديانات الأخرى. وفي هذا الصدد، كشفت الدراسة بعنوان «السكان الكاثوليك في العام بعد مرور قرن»، تراجع عدد معتنقي الكاثوليكية في أوروبا الذين أصبحوا يشكلون 24 في المائة من معتنقي الديانة بعد أن كانت نسبتهم حوالي 65 في المائة قبل قرن. ولإبراز التراجع، أكدت الدراسة، أن ارتفاع ساكنة العالم التي انتقل عددها من 1.8 مليار سنة 1910 إلى 6 مليارات و900 مليون سنة 2010، لا يوازيه ارتفاع في عدد معتنقي المسيحية خاصة «المذهب» الكاثوليكي، ففي أوروبا التي تعرف أكبر وجود مسيحي في العالم، يتراجع بها عدد معتنقي المسيحية لصالح الإسلام بالرغم من جهودها المستمرة لتقويض انتشار الإسلام، حيث انخفض الكاثوليك بنسبة 9 في المائة بعد أن تراجع عددهم من 44 في المائة إلى 35 في المائة حاليا، وبشكل عام انخفضت نسبة المسيحيين من 95 في المائة قبل مائة عام إلى نسبة 76 في المائة السنة ما قبل الماضية. ومقابل هذا التراجع في ديارها، فإن عدد معتنقي المسيحية تراجع أيضا في الدول العربية، بعد أن أصبح يشكل 2 في المائة فقط من إجمالي الساكنة علما أنه كان يشكل 3 في المائة.