كشف تقرير لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان أن 18 في المائة من البالغين 15 سنة فما فوق مدخنون، وأن 41 في المائة من المغاربة معرضون للتدخين السلبي، و60 في المائة من المغاربة معرضون للتدخين في الأماكن العمومية، بالإضافة إلى أن المغاربة يستهلكون 15 مليار سيجارة سنويا. وأكد هشام البري من مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، خلال مشاركته في برنامج «مباشرة معكم» بالقناة الثانية أول أمس الأربعا، أن ثلث الرجال الذين تفوق أعمارهم 20 سنة مدخنون، ومن 1 حتى 3 في المائة من النساء فوق سن العشرين مدخنات، معتبرا أن التدخين صار وباء عالميا يجب أن تتكاثف الجهود من أجل معالجته. وكشف «هشام البري» أن هناك 600 ألف حالة وفاة بسبب التدخين غير المباشر «السلبي» سنويا، و71 ألف شخص يموتون بسرطان الرئة بسبب التدخين، و38 ألف من مرضى القلب والشرايين يموتون بسبب التدخين، كما أن 42 في المائة من المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة يعتبر التدخين سببا لها. وفي قراءة له لهذه الأرقام، أكد المتحدث نفسه أنها مؤشرات تؤكد على أننا أمام ظاهرة خطيرة يجب تكثيف الجهود للتغلب عليها. وطرحت نبيلة منيب، رئيسة الجمعية المغربية لضحايا إدمان المخدرات مقاربة الربح المادي و الخسارة البشرية، مشددة أن الظاهرة في توسع وأن اللوبيات التي تشتغل في هذا النطاق تعمل من أوسع الأبواب، مطالبة بضرورة تفعيل القوانين، ووضع خطوط حمراء، وإجراءات محددة لردع كل المتدخلين في هذه الظاهرة التي تتسبب في وفاة العديد من الأشخاص، فيما أكدت نادية بنشقرون، عن جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان أن هناك علاقة بين التدخين وبعض أنواع السرطانات، موضحة أن التبغ يؤدي إلى مرض السرطان حيث يتكون من أكثر من 4000 مادة كيماوية، 60 في المائة منها تقريبا يؤدي إلى السرطانات، ناهيك عن النيكوتين التي تتسبب في الإدمان النفسي. وناقش الإعلامي «جامع كلحسن» خلال البرنامج الذي نظم على هامش اليوم العالمي لمحاربة السرطان المحتفى به في الرابع من فبراير، تزايد عدد المدخنين في أوساط الشباب والنساء رغم تأكيد الأبحاث العلمية لأضرار التبغ الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتوقعات منظمة الصحة العالمية بهلاك مليار شخص خلال القرن الواحد والعشرين بسبب التدخين، وكيف تنجح لوبيات التبغ عبر حملات تسويقية مكثفة في توسيع سوق مستهلكي السجائر..، حيث أجمع المتدخلون على أن علامات التبغ توجد في كل مكان، ملصقات وإشهار، وإغراءات في تقنيات التسويق، لاستمالة المستهلكين وغيرهم، فيما لازالت مجموعة من القوانين المنظمة للتبغ تبقى حبسية الرفوف. وناقش المتدخلون جملة من التجاوزات، من قبيل بيع التبغ للقاصرين، الدعاية للتبغ في أكامن غير مخصصة لذلك، فيما يظل التحسيس بمخاطر هذه الآفة ومحاولة محاربتها الهدف الأول للجمعيات المعنية وللجهات الحكومية المعنية .