انتقد أحد الإعلاميين الفلسطينيين مخرج فيلم «تنغيرجيروزاليم» متسائلا «لمن أنتجت هذا الفيلم هل للفرنسيين أم للمغاربة؟» وتابع المتحدث تحت تصفيقات الجمهور «تمنيت أن تذكر القدس وما تتعرض له بكلمة واحدة وتمنيت أن تنقل معاناة الفلسطينيين لكنك لم تفعل»، كما استغرب الفلسطيني كيف سوى المخرج بين تهجير الفلسطينيين من أراضهم وتهجير اليهود المغاربة من المغرب. من جهته، قال المخرج السينمائي نبيل لحلو إن الفيلم المذكور يقوم بدعاية رخيصة للاحتلال الصهيوني، مشيرا في مداخلته خلال الندوة الصحفية الخاصة بالفيلم إلى أنه يركز على العاطفة حتى يخدع المغاربة، ودعا المخرج السينمائي إلى أن تكون الأفلام المشاركة في مهرجان طنجة «مغربية محضة»، معتبرا فيلم تنغير جيروزاليم «فرنسيا وليس مغربيا ولا مكان له في المهرجان» في ذات الاتجاه، قال الناقد السينمائي مصطفى الطالب إن المخرج من خلال الحوار الذي أجراه مع اليهود المغاربة الذين استوطنوا الأرض الفلسطينية، أطلق العنان للفكر الصهيوني و للدعاية الصهيونية التي تعطي شرعية للاحتلال وما يقوم به من تقتيل للشعب الفلسطيني. ويتابع الطالب في تصريحه ل «التجديد» عقب انتهاء الفيلم إن الشريط وبكل وضوح يساند الكيان الصهيوني ويتحيز لأطروحاته الاستيطانية. بل «إن مخرجه لم يخجل من اعترافه بهذا الكيان الغاصب، من خلال تطبيعه مع «إسرائيل»، حيث إنه كان يردد الكلمة عدة مرات وكأنها معطى طبيعي. وهذا ما يؤكد للطالب أن المخرج «لم يكن يهمه تعايش المسلمين واليهود المغاربة، بقدر ما كان يهدف إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني. والتقرب إلى المستوطنين من خلال مشاركتهم أعيادهم و لغتهم، محاولا إظهار تعاطفه معهم (وهو يبكي)، وأن ما يهم بالنسبة إليه هو التعايش الإنساني، بغض النظر عن الدين». من جهته أكد المخرج والناقد السينمائي حسن بن شليخة ل «التجديد» أن كمال هشكار «لكي يحصل على الدعم والدعاية كان لابد من أن يشوه التاريخ، ويتهم المغاربة بالاعتداء على اليهود المغاربة والتنقيص من حقوقهم دون الإشارة ولو مرة إلى عنصرية «الدولة الإسرائيلية» الفريدة من نوعها على وجه البسيطة والتي ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين». وحول مغالطة تسبب المغاربة في هجرة اليهود التي وردت في الفيلم تساءل بنشليخة هل المغاربة هم الذين أجبروا اليهود المغاربة على الهجرة إلى «إسرائيل» أم قانون العودة (Aliyah ) الإسرائيلي-الصهيوني؟ وتابع بنشليخة في تصريحه «إن هذه الحقائق، على ما يبدو، لا تجد أذانا صاغية وتفضل الانخراط في واحد من تلك الأندية التي توظف السينما بأرصدة صهيونية غير محدودة لإنتاج أفلام دعائية للترويج لسياسات «إسرائيل» ولكسب تأييد شعوب العالم والتعاطف معها على حساب الأمانة التاريخية»، وخلص المصرح إلى أن الشريط يعد «تحريفا وشكلا من أشكال الغزو الثقافي المنظم الذي يدهمنا في عقر دارنا لخدمة أهداف الحركة الصهيونية ودعم مقولاتها ومزاعمها». هذا ومارس مسير الندوة الصحفية الخاصة بمناقشة الفيلم انتقائية في اختيار المتدخلين، إذ كان يتجاهل إعطاء الكلمة للصحفيين والنقاد والمخرجين الذين يعرف آراءهم المنتقدة للفيلم ومستواه، فيما كان يعطي الكلمة للذين ينوهون به.