في مصلحة الحروق بمستشفى ابن سينا بالرباط، يرقد حميد إميح منذ خمسة عشر يوما بعد تعرضه لصعقة كهربائية خلال مزاولته لمهنته كهربائيا في جماعة مرس الخير ضواحي الرباط. لم يكن حميد يدرك وهو يغادر منزله في اتجاه جماعة مرس الخير أن حادثا رهيبا سيقلب حياته رأسا على عقب، ولم يكن يتوقع أن ينتهي يوم عمله الذي يمارسه منذ عشرين سنة وهو راقد في المستشفى في غيبوبة. حميد إميح أب لثلاثة أطفال أكبرهم طفلة تدرس في السابعة من المستوى الإعدادي يعمل في بلدية تمارة بعقد مؤقت في إصلاح الإنارة العمومية، أجره لا يتجاوز 1150 درهم في الشهر يتسلمها كل ثلاثة أشهر، إلى جانب عمله في مدينة تمارة كان يتم تكليفه بإصلاح أعمدة الإنارة العمومية في جماعة مرس الخير، يقول حميد " كان يتم إرسالي إلى مرس الخير على متن شاحنة بلدية تمارة لصيانة أعمدة الإنارة العمومية وإصلاحها، لأن مرس الخير لا تتوفر على شاحنة "، كان الأمر طبيعيا بالنسبة لحميد، فقد عرف أزقة وشوارع هذه الجماعة من كثرة تردده عليها في عمليات إصلاح متفرقة. في شهر دجنبر يقول حميد اقتنت جماعة مرس الخير شاحنة خاصة بها وكانت بحاجة إلى عامل يشتغل عليها "تم الاتصال بي لشغل هذا المنصب ووعدوني بأن تتم تسوية وضعيتي" يقول حميد، ويضيف " بدأت أول يوم عمل رسمي ببلدية مرس الخير يوم الإثنين 21 يناير، كان رئيس المجلس الجماعي وأعضاؤه في اجتماع، رحبوا بي واختبروني في مهمتي الجديدة وطلبوا مني أن أبدأ عملي في انتظار تسوية وضعيتي القانونية، لكن بعد يومين تعرضت لصعقة كهربائية، فقدت إثرها وعيي ولم أستفق إلا وأنا في المستشفى". "الآن أجهل وضعيتي ومصيري خاصة مع إصابة عميقة في يدي اليسرى ورأسي ووجهي" يقول حميد وبجانبه زوجته التي شرحت ل"التجديد" وضعية أسرتها المادية المتدهورة " الجيران وزملاء زوجي في العمل يساعدوننا ماديا على تغطية تكاليف العلاج وشراء الأدوية، فزوجي هو المعيل الوحيد لأسرتي" وتضيف " لم ندفع تكاليف المستشفى لأننا نتوفرعلى بطاقة راميد لكن مصاريف الأدوية مكلفة بالنسبة لنا، فنحن نشتري مرهما يوميا بثمن 170 درهما، ونقتني المضادات الحيوية كل ثلاثة أيام ب 150 درهما، إضافة إلى أدوية أخرى لتخفيف الألم" حميد يوضح وضعيته المادية بالقول " لم أحصل على أجري منذ أربعة أشهر من بلدية تمارة، ولا أعرف إن كان سيتم صرف تعويض لي جراء حادثة الشغل هذه". نائب رئيس المجلس الجماعي بمرس الخير قال في اتصال مع "التجديد" إن البلدية بعد أن اشترت شاحنة خاصة لإصلاح مصابيح الإنارة العمومية طلبت من العمالة توفير عامل على متنها فتم إرسال حميد إميح من بلدية تمارة. هذا الأخير حسب رواية النائب بدأ عمله مع جماعة مرس الخير وتعرض للإصابة خلال الفترة التدريبية، خلال هذا الاتصال قال نائب رئيس المجلس إن جماعة مرس الخير ستتصل بمحامي الجماعة لمعرفة الإجراءات اللازمة وإيجاد حل في الموضوع، وأنه تم الاتصال بعمالة الصخيراتتمارة لتسوية وضعية الضحية مشيرا إلى أن الجماعة ستتحمل المسؤولية. لكن نائب الرئيس عاود الاتصال ب"التجديد" وأوضح ما يلي " الكاتب العام لعمالة الصخيراتتمارة هو من أرسله ليعمل في جماعة مرس الخير في مجال الإنارة العمومية وقد اشتغل معنا يوما واحد تعرض فيه لصعقة كهربائية، أما ملفه فهو في بلدية تمارة وهناك سيجد حقه حتى لا يضيع" وأضاف المسؤول المحلي "نحن هنا ليس في إمكاننا أي شيء، إلا إذا كنت سأساعده من جيبي، أما ملفه وأوراقه فهي في مدينة تمارة" وشدد قائلا " شوفو مع - رئيس المجلس البلدي لتمارة- ونشوفو كيفاش نتعاونو معاه". محمد الملوكي رئيس بلدية تمارة قال في اتصال مع "التجديد"إن الشخص المعني مياوم في البلدية، تم نقله الى جماعة مرس الخير التي تتوفر على منصب شاغر للعمل في مجال الإنارة العمومية، مضيفا أنه تعرض لصعقة كهربائية في اليوم الأول للعمل. وأوضح الملوكي ل"التجديد" مصير العامل المصاب قائلا " إذا تم منحه منصب في جماعة مرس الخير فسيستمر معهم وإذا لم يحدث ذلك فسيعود إلى بلدية تمارة للاستمرار في عمله كمياوم".