قال أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن من علامات رسوخ الدين وعمق الروحانية في هذا البلد، كثرة بناة المساجد، مبرزا أن عددا من الناس يتساءلون بين الحين والأخر هل بقي في هذا البلد من يوقف وقفا أو من يؤسس أوقافا، ويرد الوزير قائلا «انظروا إلى هذه النهضة نهضة بناء المساجد في المملكة الشريفة، كيف أنها حافظت على الوقف وحافظت على هذه الأريحية والروحانية»، وأضاف التوفيق في كلمة له في حفل ديني نظمته وزارته بمناسبة يوم المساجد بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط أول أمس الاثنين (أضاف) أن ما يبنيه المحسنون من المساجد من حيث العدد اكبر بكثير مما تبنيه الدولة، مشيرا إلى أن الدولة تهتم على الخصوص ببناء المساجد الكبرى. التوفيق هنأ بناة المساجد على أعمالهم الجليلة، واعتبر ليلة المساجد هي ليلة اللقاء مع المحسنين والمحسنات، موضحا أن من مبررات تنظيم هذه الليلة الوقوف عند المساجد في معانيها وأبعادها، مبرزا أن المساجد من الأمور التي أذن الله بها أن ترفع، والإذن في القران الكريم مقترن بأمور عظيمة يفسر التوفيق، منها هذا الرفع للمساجد، الذي يقترن أيضا بالشفاعة، قائلا «فعسى أن تشفع المساجد لأمة ترفعها، وان تشفع بالخصوص لهؤلاء البناة»، داعيا المحسنين إلى مزيد من بناء المساجد وإصلاحها، مشيرا إلى أن 2000 مسجد أغلقت في هذه السنوات الأخيرة قصد الإصلاح، ومن الضروري إصلاح ما ينبغي إصلاحه حفاظا لها من التضعضع والارتخاء، وهناك ما يقرب من 700 مسجد من المساجد الصغيرة المنتشرة في كافة ربوع المملكة، ولا سيما في المناطق المزدحمة بالسكان التي لا توجد فيها مساجد قريبة، تنتظر أن يبرمج إصلاحها في هذه السنة. وأفاد الوزير أن الدولة ما فتئت سنة عن سنة تجدد في الميزانية المخصصة للمساجد، قائلا» حتى أنها بين البناء وما يتبعه وما ينفق على القيمين الدينين نقترب من المليارين ونصف المليار من الدراهم». وعرفت الليلة تكريم عدد من بناة المساجد والمهندسين المعماريين والصناع التقليديين، وتقديم شريط حول المساجد المتميزة خلال سنة 2012 ويتعلق الأمر بمسجد للا عائشة بالدارالبيضاء، ومسجد طيبة بالحي الحسني بالدارالبيضاء، ومسجد محمد السادس بوجدة، ومسجد للاخديجة بخنيفرة، ومسجد محمد السادس بالقنيطرة، ومسجد بحي مولاي رشيد بالريصاني، ومسجد عبد الله بن العباس بتاوريرت، وكذا عرض شريط حول العقود والتيجان والأعمدة في عمارة المساجد ببلادنا، بالإضافة إلى حصة من الامداح النبوية مع نخبة من مادحي الرباط وسلا برئاسة محمد التهامي الحراق، وحصة من الأغاني الدينية مع مجموعة إخوان الفن برئاسة المنشد مروان حاجي، وحصة من موسيقى الطرب الغرناطي مع جمعية نسيم الأندلس للطرب الغرناطي بوجدة برئاسة الأستاذ عمر شهيد. وتعزز حسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تأطير المساجد بنهاية سنة 2012 بتعاقد الوزارة مع 134 إماما مؤطرا، و55 مرشدة من خريجي الفوج الثامن من برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وبذلك ارتفع العدد الإجمالي للمتعاقد معهم إلى 1167 إماما مؤطرا، و397 مرشدة، وبلغ مجمل الغلاف المالي المخصص لتسيير المساجد ورعاية شؤون القائمين عليها مليار و 221 مليون و305 ألف درهم، ورفعت مقادير المكافأة الشهرية لجميع أئمة المساجد من 800 درهم إلى 1100 درهم أي بزيادة 300 درهم في الشهر، كما صرفت مكافأة شهرية لأول مرة لخطباء المساجد التي ينفق عليها المحسنون مبلغا قدره 400 درهم شهريا بالإضافة إلى واجب الشرط والمنح والإعانات النقدية التي سيستفيدون منها من الجهات الأخرى التي ترعى شؤون المساجد، وارتفع العدد الحالي للأئمة المستفيدين من هذه المكافأة إلى 46 ألف و678 إماما، في حين بلغ عدد الخطباء الذين تصرف لهم الوزارة مكافأة شعرية 17 ألف و286 خطيبا. وبخصوص بناء المساجد وإصلاحها وتجهيزها همت العملية 226 مسجدا بغلاف مالي قدره مليار ومائتان وخمسون مليون درهم، وشملت الأحياء الهامشية والحضرية والعالم القروي، والمساجد الأثرية والتأهيل البيئي، ووصل عدد المساجد التي انتهت بها الأشغال وفتحت في وجه المصلين هذه السنة إلى 50 مسجدا بتكلفة 511 مليون درهم، ومن بين هذه المشاريع البرامج الآتية، البرنامج الوطني لتأهيل المساجد المتضررة وشمل 166 عملية هدم وإعادة بناء أو تدعيم وإصلاح بتكلفة 438 مليون درهم، ثانيا البرنامج ألاستعجالي لبناء المساجد بالأحياء الهامشية وعددهم سبعة بغلاف مالي قدره 58 مليون درهم، كما ساهم المحسنون ببناء 13 مسجدا، ثالثا برنامج بناء المساجد بالأحياء الحضرية حيث أعطت الوزارة الانطلاقة لبناء إحدى وعشرين مسجدا جديدا بالمناطق الحضرية، التي تفتقر إلى مساجد بتكلفة مالية قدرها 259 مليون درهم، كما أنهت أشغال بناء 15 مسجدا بتكلفة ناهزت 301 مليون درهم، رابعا برنامج بناء المساجد بالعالم القروي، حيث شرعت الوزارة في بناء 10 مساجد جديدة بالعالم القروي بمبلغ إجمالي قدره 60 مليون درهم، كما أنهت أشغال بناء ثمانية مساجد بتكلفة ناهزت 48 مليون درهم، خامسا برنامج المحافظة على المساجد الأثرية، حيث انطلقت أشغال ترميم سبعة مساجد أثرية بغلاف مالي قدره 68 مليون درهم، كما انتهت أشغال ترميم 7 مساجد أثرية بغلاف مالي قدره 83 مليون درهم، سادسا برنامج التأهيل البيئي للمساجد ومدارس التعليم العتيق حيث تضمن البرنامج التنفيذي لهذه السنة بناء المرافق الصحية وتطهير السائل ل 293 مسجدا ومدرسة للتعليم العتيق بغلاف مالي قدره 34.7 مليون درهم، سابعا برنامج تعميم ربط المساجد بالكهرباء وهم 229 مسجدا بمبلغ 2.5 مليون درهم، ثامنا وأخيرا المساهمة في البرنامج الجهوي لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح لجهة الدارالبيضاء الكبرى ببناء 19 مسجدا بمبلغ 175 مليون درهم. هذا وعرفت الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينين تحسنا ملحوظا، وبلغ مجمل الغلاف المالي المخصص لإعانة الأئمة والخطباء والمؤذنين بمناسبة عيد الأضحى، وإعانات عن العجز والوفاة والتمدرس 84 مليون درهم، كما أدرجت هذه المؤسسة في إطار القانون المالي لسنة 2012 ضمن المستفيدين من الضريبة على القيمة المضافة. يذكر أنه تقرر سنة 2007 تنظيم يوم المساجد كل سنة في اليوم السابع الموالي لذكرى المولد النبوي الشريف، وهذه السنة نظم على صعيد العمالات والأقاليم يوم 31 يناير المنصرم، أقيمت خلاله أنشطة مكثفة مرتبطة بشؤون تتعلق بالتفريش والنظافة، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة دينية وثقافية، وتعد مناسبة الاحتفال بيوم المسجد مناسبة سنوية لتقديم حصيلة المنجزات في مجال الرقي بالمساجد والعناية بالقائمين عليها.