كان القراء الأربعة الذين مثلوا المغرب في الدورة الثامنة لجائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره، من الرواد النابغين حفظا وتجويدا وترتيلا وتفسيرا. حيث توجوا جميعهم ضمن الفائزين الستة (الثلاثة الأوائل من كل فرع) الذين أعلن عن أسمائهم بعد عصر أول أمس الأربعاء، في أمسية قرآنية ختامية لفعاليات المسابقة التي جرت أطوراها على مدى يومين بقاعة المدرسة القرآنية بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء. وعرفت مشاركة 36 قارئا يمثلون 31 دولة عربية وإسلامية. يتوزعون بين 19 متسابقا في فرع الحفظ الكامل للقرآن مع الترتيل وحسن الأداء وتفسير الجزء الذي حددته وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية هذه السنة، و17 متسابقا في فرع حفظ خمسة أحزاب مع التجويد وحسن الأداء. وأسفرت النتائج عن فوز القارئ المغربي محمد سايد الطالب بكلية الآداب بالمحمدية (من مواليد 1986) بالرتبة الأولى في الفرع الأول متبوعا بالقارئ محمد الكريني الملوكي الطالب بجامع القرويين وإمام مسجد حفصة بفاس(من مواليد 1987)، فيما حلت القارئة الجزائرية هاجر سباح في الرتبة الثالثة. وفي الفرع الثاني تألق القارئ التركي يازار كهادار (من مواليد 1975) وكان في طليعة الفائزين في الفرع الثاني للجائزة، وجاء المقرئين المغربيين محمد قسطالي (من مواليد 1990) ومعاذ الدويك (من مواليد 1993) في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي. وبذلك كرست الدورة الثامنة هيمنة القراء المغاربة على الجائزة، وتألقهم في الدورات السابقة، حيث حازوا على المراتب الأولى في فرعي المسابقة بالدورة الأولى والثالثة والرابعة والخامسة، وكانوا ضمن المتوجين بالدورة السادسة والسابعة. هذا، وعهد إلى لجنة تحكيم مسابقة نيل «جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره» في دورتها الثامنة، باعتماد الفائزين الثلاثة الأوائل الحاصلين على أكبر مجموع من النقط ضمن فرعي المسابقة. فيما كانت الأسئلة المطروحة حسب اللجنة تهدف إلى بلوغ الإتقان الكامل في حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، فهما واستنباطا، من شرح المفردات، المعنى الإجمالي، الشرح التفسيري، والبلاغي، والأحكام المستنبطة من الآيات...، ولاحظت «التجديد» التي حضرت فعاليات المسابقة، أن الأسئلة لم تكن تعجيزية للمتبارين، كما أنها لم تكن في متناول من لم يعد لها الإعداد الجيد، وكان الاعتماد على بطاقة تنقيط بشكل يضمن العدل في النتيجة. وقد اختير للتحكيم في الدورة الثامنة للجائزة الدولية، عشرة حكام من خيرة العلماء المتخصصين والحافظين لكتاب الله تعالى، 6 منهم مغاربة وهم رئيس المجلس العلمي بأكادير محمد جميل مبارك رئيسا للجان التحكيم، ومصطفى البحياوي مدير مؤسسة الإمام الشاطبي لتحفيظ القرآن ومحمد الزياني، محمد الصفا، المهدي بن لخضر وتوفيق العبقري.كما ضمت لجنة التحكيم أربعة ضيوف من بعض الدول الشقيقة (تونس، مصر، السعودية، الأردن). وتمنح للفائزين الثلاثة الأوائل في الفرع الأول جوائز نقدية تبلغ 5 مليون سنتيم للفائز الأول، و4 مليون سنتيم للثاني، و3 مليون سنتيم للثالث. فيما تمنح جوائز نقدية للفائزين الأوائل في الفرع الثاني تتراوح بين 3 مليون سنتيم للفائز الأول، و2 مليون سنتيم للثاني، ومليون للثالث، كما يسلم مبلغ بقيمة 3 آلاف درهم لكل واحد من المشاركين في المسابقة النهائية من غير الفائزين بإحدى جوائزها، ويتم تخصيص جوائز أدبية تشجيعية لكل الفائزين والمشاركين. وسيتشرف الفائز الأول من كل فرع بتسلم جائزته من يدي الملك محمد السادس بمناسبة حفل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. ومن ناحية أخرى، ارتفعت مطالب إعطاء هذه المسابقة الدولية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبعناية الملك محمد السادس حقها وإعلاء شأنها، وذلك على الأقل ببث هذا الحدث الذي يأتي مرة كل سنة مباشرة على القنوات التلفزية، حتى يشارك العالم في متابعته، معتبرين أن هذا من كمال العناية بالقرآن في بلد مثل المغرب هو بلد القرآن وأهله. هذا، في الوقت الذي خلف امتناع المشرفين على المسابقة من موظفي الوزارة الوصية عن التواصل مع وسائل الإعلام بداعي منعهم بأوامر «عليا» من الإدلاء بأية تصريحات في الموضوع، استياء لدى الإعلاميين.