قال عبد الله باها وزير الدولة إن الثقافة الغربية أدخلت إلينا ثقافة الصراع والتنازع، موضحا أن هذه الثقافة غريبة عن مجتمعنا لدرجة أننا لا نستطيع أن نتعامل معها حتى بالعقلانية بحيث نعتبر أي عمل تنافسي حربا ومعركة خالية من الروح الرياضية، وإنما فيها "يا قاتل يا مقتول" على حد تعبير الوزير، وهذا ملاحظ حسب باها في مظاهر متعددة من حياتنا اليومية، مثلا في السياقة والقضايا المعروضة أمام المحاكم . ففي الأولى عدد الحوادت التي تقع من بين أسبابها الرئيسية العامل البشري، المبني أساسا على عدم التعاون في الطريق على اعتبار أنه مرفق عمومي لنا جميعا ويجب أن نستعمله جميعا ونتعاون في استعماله بطريقة جيدة يضيف المتحدث، والثانية أن عدد القضايا المطروحة في المحاكم عدد هائل جدا ، يؤكد باها، لأن آليات الصلح والتفاهم والتصالح والتسامح لم تعد موجودة، وأبرز وزير الدولة أن هذه الثقافة لا تصلح لنا، لذا علينا الانتقال من ثقافة الصراع والتنازع إلى ثقافة التعاون والتضامن، التي هي القيم الأصيلة للمجتمع المغربي، واعتبر باها في كلمة له خلال لقاء إعطاء الانطلاقة للبرنامج الوطني للعمل التطوعي والخدمة المدنية في أوساط الشباب" الذي أطلقته وزارة الشباب والرياضة تحت شعار "مغرب الشباب"، نظمته الوزارة بالمكتبة الوطنية بالرباط الجمعة المنصرم، ( إعتبر) العمل التطوعي مظهرا من مظاهر التضامن، والتر بية المدنية حسبه تعني أن نعرف كيف نتعامل بيننا في مجتمعنا، مبرزا أنها تنقصها التربية الإجتماعية التي تعلم المواطن كيف يتعامل في مع مجتمعه وكيف يتعامل وهو في الشارع وفي الطريق و...، مؤكدا أن في هذا المجال مازال عندنا فيه نقص كبير. وأشار باها، الذي ناب عن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في ذات اللقاء، إلى أنه في بعض الأحيان المستوى الثقافي عندنا عالي ولكن سلوكنا الاجتماعي متخلف مما يدل حسبه على أن هناك إشكالا في هذا المجال، وذكر الوزير الحضور بنصيحة لأحد المسؤولين الإسبان للمغاربة حين قال بمناسبة يوم دراسي احتضنه البرلمان المغربي " نحن في إسبانيا تقدمنا اقتصاديا واجتماعيا ولكن فقدنا كثيرا من قيمنا، وغزتنا المادية والفردانية والأنانية، لذا خذوا احتياطكم لكي لا تفقدوا قيمكم"، قائلا "الشباب مستقبل هذا البلد وبهم سيستمر الإرث الذي ورثناه عن السابقين". من جهته أكد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة أن العمل التطوعي من العوامل التي تؤهل الشباب، مبرزا أن لقاء انطلاق العمل التطوعي بمثابة الدعوة إلى التطوع والتعبئة له، موضحا أن وزارته اقترحت شكلا من أشكال التطوع لاقتسام الخبرة مع مختلف الفاعلين في المجتمع، مشيرا إلى أنه سيتم الاشتغال على ثلاث واجهات الأولى إحداث خلية مركزية ستنسق مع الهيئات المدنية، الثانية سيتم إحداث شبكة لتعزيز العمل التطوعي، والثالثة سيتم إحداث نقط للتطوع عبر مؤسسات الشباب. هذا ويهدف البرنامج الوطني للعمل التطوعي حسب الوزارة إلى تعبئة وتأهيل الفاعلين المدنيين والفعاليات الشبابية ومرافقتهم لتأسيس وتدبير العمل التطوعي ونشر وترسيخ ثقافته في أوساط الشباب ومؤسساته ومنظماته وفضاءاته، وإعداد برامج وأنشطة ذات الطابع الخدماتي، ودعم وتشجيع المبادرات الشبابية والتنموية، وكذا ترشيد واستغلال الطاقات والكفاءات الشبابية التي يتوفر عليها المجتمع المحلي، وتحسيس الشباب بأهمية التطوع والخدمة المجتمعية، بالإضافة إلى إشراك الشباب في جهود التنمية كمحركين لخطوات التشارك مع المجتمع في الفعل التنموي، مع إحداث شبكة وطنية للتطوع والخدمة المجتمعية تقوم بتجميع وتوجيه جهود الشباب في مجال الخدمة المواطنة من أجل الوطن. وسيتم تفعيل البرنامج وفق مقاربة تشاركية اعتمادا على رصيد الفاعلين المدنيين في المجال، ويعتبر مجال القيم والمواطنة، والمجال الإنساني والاجتماعي، والمجال الترفيهي والرياضي، والمجال الصحي والبيئي، والمجال الثقافي والتربوي، والمجال الدراسي والتكويني، ومجال الأشغال العامة، مجالات البرنامج