استطاعت وكالة بيت مال القدس حتى نهاية هذه السنة، تحقيق منجزات هامة بلغت زُهاء 30 مليون دولار أمريكي، وذلك منذ سنة 2006، حسب آخر المعطيات التي حصلت عليها «التجديد» بداية هذا الأسبوع، وتتوزع المشاريع المنجزة على قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والشؤون الاجتماعية؛ بما في ذلك مشاريع المرأة والطفولة والشباب والمساعدات الاجتماعية المختلفة. وقد توزعت هذه المنجزات على قطاع الأعمال الاجتماعية والرياضية والثقافية بمبلغ إجمالي بلغ، 10 مليون و271 ألف دولار أمريكي، بنسبة 37 في المائة من مجموع الاعتمادات التي صُرفت على المشاريع المنفذة، مقابل 6 مليون و572 ألف دولار أمريكي لقطاع التعليم، بنسبة 24 في المائة من مجموع الاعتمادات، ثم 6 مليون و120 ألف دولار، لقطاع الإسكان والترميم وشراء الأراضي والعقارات، بنسبة 22 في المائة من مجموع الاعتمادات. ومن الثمار التي تقول وكالة بيت مال القدس أنها حققتها خلال هذه السنة، كونها «أصبحت شريكا موثوقا لعدد من الهيئات والمؤسسات، كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي أشادت في أكثر من مناسبة بعمل الوكالة، كان آخرها ما جاء في كلمة الأمين العام للمنظمة في افتتاح مؤتمر الدفاع عن القدس المنعقد في الدوحة يومي 26 و 27 فبراير 2012، وكذا مجلس جامعة الدول العربية، الذي دعا في الاجتماع المشترك للجامعة والسلطة الوطنية الفلسطينية، مع المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية المنعقد بالقاهرة، إلى استثمار خبرة الوكالة ونتائج عملها الميداني في القدس». وتعتز الوكالة بثقة المقدسيين، الذين تحرص على التواصل معهم بشكل مستمر من خلال مكتبها في رام الله ومندوبيتها في القدس، وتقول الوكالة أن هذا الحضور المتميز «استحق تقديرا خاصا لعملها في القدس من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، عبر عنه في أكثر من مناسبة، كان آخرها ما جاء في كلمته في القمة العربية الأخيرة المنعقدة في بغداد يوم 29 مارس 2012». قطاع الأعمال الاجتماعية والرياضة والثقافة يستمر تنفيذ مشروع العيش الكريم للعام الخامس على التوالي، ويقوم على توزيع 20 رغيفا يوميا لفائدة 1000 عائلة مستفيدة، بغلاف مالي سنوي يفوق مليون دولار. كما يتواصل العمل للعام الثاني ببرنامج كفالة اليتيم المقدسي، وهو مشروع مندمج تم إطلاقه في شهر أكتوبر من سنة 2010 ويهم كفالة 500 يتيم مقدسي (225 من الذكور و275 من الإناث)، ثم كفالة شاملة تضم المنحة الشهرية الدائمة في حدود 680 درهما شهريا، أي 8160 درهما سنويا ومبلغ 2550 درهما سنويا، لأداء الرسوم الدراسية والحقيبة والزي المدرسي، ثم مبلغ 1530 درهما سنويا لتغطية قيمة المساعدات الغذائية في شهر رمضان والمناسبات الدينية وكسوة العيد، فضلا عن تكفل الوكالة بالتغطية الصحية الشاملة لفائدة الأيتام المستفيدين. ويتوزع سكن عائلات الأيتام المستفيدين من المشرع على 23 حيا وقرية من أحياء وقرى القدس وهي البلدة القديمة وبيت حنينا وجبل المكبر وسلوان وصور باهر. كما تم تجهيز الأندية الرياضية وعددها 23 ناديا بالتجهيزات الرياضية والزي الرياضي، وتأهيل ملاعب كرة القدم، منها نادي صور باهر وملعب نادي سلوان وتشمل عملية التهيئة بناء مدرجات ومرافق بمواصفات دولية وتوفير كل مستلزماته، بالإضافة إلى دعم 16 جمعية نسائية وتطوير أنشطتها الخاصة بتنمية قدرات النساء وتأهيلهن من خلال مشاريع مدرة للدخل، وبناء مراكز متعددة الأهداف لفائدة جمعيات مقدسية من بينها مركز جميعة القدس للتأهيل والتربية الخاصة بمخيم شعفاط ومركز الشباب الاجتماعي. قطاع التعليم تعمل الوكالة على المساهمة في تدراك الخصاص في الأقسام المقدرة بحوالي 1600 قسما حسب بعض الإحصائيات، حتى تتمكن المنظومة التعليمية في القدس من تجاوز إكراهات الاكتظاظ والتسرب المدرسي وغيرها من المعيقات التي تحول دون استمرار الطلاب في عملية التحصيل الدراسي. وتدخلت الوكالة في هذا الإطار لترميم وتأهيل 10 مدراس ضمن برنامج «المدارس الجميلة» الذي تم إطلاقه عام 2008، أهمها مدرسة المسيرة الثانوية في مخيم شعفاط. كما عملت الوكالة على اقتناء عقارات وأبنية وأراض شيدت عليها مدارس جديدة منها مدرسة الحسن الثاني في وادي الجوز ومدرسة النهضة ومدرسة صلاح الدين في راس العامود. وتقدم الوكالة سنويا منحا دراسية للطلبة المقدسيين لمتابعة دراستهم الجامعية في جامعات فلسطينية وفي الخارج منها جامعات مغربية. وبلغ عدد المستفيدين إلى حد الآن من هذا البرنامج 120 مستفيدا. قطاع الصحة تميز بتأهيل مستشفيات القدس، بما في ذلك مستشفى المقاصد والمطلع والهلال الأحمر وماريوسف ومستشفى العيون، وبناء وتجهيز وحدة علاج وجراحة أورام وأمراض الدماغ في مستشفى المقاصد؛ وهو القسم الوحيد من نوعه في فلسطين. بالإضافة إلى شراء أجهزة الأشعة تتمثل في جهاز أشعة فلوروسكوبي وجهاز تصوير أشعة متحرك، وإعادة تأهيل وتجهيز عيادات كلية طب الأسنان في جامعة القدس بهدف تدريب وتأهيل طلاب كلية طب الأسنان. فضلا عن اقتناء سيارتي إسعاف مجهزتين لفائدة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. قطاع الترميم وشراء الأراضي والعقارات توزعت المشاريع المهمة في هذا القطاع على «العناية بالمسجد الأقصى والمساجد الأثرية بالبلدة القديمة للقدس»، وكذا «عملية ترميم بيت المغرب بهندسة وطراز مغربي أصيل، ليصبح مركزا ثقافيا كبيرا في مدينة القدس»، و»ترميم المقابر الإسلامية»، و»ترميم الزاوية المغربية».