واصلت وكالة بيت مال القدس الشريف خلال سنة 2010 تنفيذ عدة مشاريع تستجيب لاحتياجات حيوية ذات أولوية للمقدسيين، سواء في قطاع التعليم أو الصحة، أو الإسكان، أو القطاع الاجتماعي، أو ترميم المساجد والمآثر التاريخية، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ 12 مليون دولار. وأفاد تقرير لأنشطة الوكالة خلال سنة 2010، أن قطاع الإسكان وترميم المساجد والمباني التاريخية يعد ضمن أولويات الوكالة لمواجهة إجراءات التهجير والاستيطان الإسرائيلية التي تستهدف القدس والمقدسيين، وذلك عبر اغتنام جميع الفرص للحفاظ على الأراضي والعقارات المهددة بالتسرب إلى أيدي المستوطنين وبناء مساكن جديدة. وتتمثل مشاريع الوكالة المسطرة في هذا الإطار برسم 2010 في شراء فندق الأهرام وتأهيل هذا المبنى القديم لصالح المقدسيين، وشراء قطعة أرض تابعة للكنيسة الكاثوليكية لإقامة مشروع سكني فوقها، إلى جانب ترميم كل من مقبرة باب الساهرة التاريخية والمبنى التاريخي لبيت المغرب القريب من المسجد الأقصى وتحويله لمركز ثقافي. ولمواجهة الإجراءات الإسرائيلية الرامية لنشر الجهل والأمية في صفوف المقدسيين، تنفذ الوكالة في 2010 عدة مشاريع أهمها برنامج توزيع الحقائب المدرسية على الطلبة المحتاجين ، وبرنامج المنح الدراسية السنوية لمساعدة الطلبة المحتاجين والمتفوقين على متابعة دراساتهم العليا في الجامعات المحلية والمغربية. كما تعمل الوكالة على تطوير مكتبة الكلية الإبراهيمية عبر تزويدها بالكتب والمراجع والتجهيزات المكتبية ، وتنفيذ برنامج المدارس الجميلة لترميم وتأهيل المدارس التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية، وبناء وتجهيز مدرسة الأيتام في واد الجوز، فضلا عن استكمال بناء مدرسة وروض للأطفال برأس العامود وتأهيل وتعشيب ملعب مدرسة سلوان. وفي قطاع الصحة، تقوم الوكالة بتمويل عدة مشاريع جزئيا أو كليا أهمها تحديث قسم الطب المخبري لزراعة الكلي بمستشفى المطلع من خلال ترميمه وتأهيله وشراء الأجهزة الطبية، ومشروع عيادات طب الأسنان في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الذي يشمل إنشاء مركز لتدريب وتأهيل طلاب كلية طب الأسنان، إلى جانب شراء أجهزة وحدة متطورة لجراحة الأورام وأمراض الدماغ التي أحدثتها الوكالة تعد الأولى من نوعها في فلسطين. كما توجد هناك مشاريع في هذا القطاع، الذي يعاني من عملية تهويد شبه شاملة أثرت على وضع المؤسسات الصحية بالمدينة، في حاجة إلى تمويل تهم أساسا تحديث قسم الأشعة بمستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى في فلسطين، وكذا تطوير عيادات الطوارئ القريبة من المسجد الأقصى لتقديم خدمات الإسعاف والعلاج للمصلين في ظل تزايد اعتداءات الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين. ويعتبر القطاع الاجتماعي من أكثر مجالات التدخل تشعبا وتنوعا لتغطية حاجيات جميع الفئات والشرائح الاجتماعية وتتمثل أهم مشاريعه برسم 2010 في الهبة المالية المقدمة لخدام المسجد الأقصى والعاملين في الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف والبالغ عددهم 500 شخص، إلى جانب دعم الجمعيات النسائية لتعزيز مساهمة المرأة في العمل الاجتماعي والإنساني. وتشمل المشاريع الاجتماعية للوكالة أيضا ترميم وتأهيل مقر جمعية (بيت الرحمة) للمسنين، وتأهيل مدرج وملعب نادي بصور باهر لتطوير الأنشطة الرياضية في هذه المنطقة المحاطة بالمستوطنات، وإعادة بناء مقر مركز الشباب مخيم شعفاط كمتنفس وحيد لسكان هذا الحي الذي يعد أفقر أحياء القدس الشريف. وعملت الوكالة كذلك سنة 2010 على ترميم وتأهيل المركز الثقافي (يبوس) وهو مبنى قديم ومهجور سيستغل بعد تأهيله كمسرح وسينما وقاعة عرض، إلى جانب برنامج توزيع الطرود الغذائية خلال شهر رمضان لفائدة أزيد من ألف عائلة مقدسية محتاجة، ومشروع العيش الكريم القائم على توزيع الخبز على ألف عائلة محتاجة بمعدل 20 رغيف يوميا. من جهة أخرى، استفاد الأطفال المقدسيون من برنامج المخيمات الصيفية، وذلك ضمن شقين يتعلق أولهما برعاية المخيمات الصيفية في القدس الشريف بتعاون مع مؤسسات شبابية ونوادي رياضية وجمعيات خيرية ويستفيد منه أزيد من 500 طفل مقدسي. أما الشق الثاني للبرنامج فيشمل تنظيم رحلة لأطفال القدس في المغرب لمدة أسبوعين لزيارة عدة مدن مغربية والمشاركة في أنشطة ثقافية وترفيهية هادفة. وتعتبر الوكالة أن التحدي الأكبر الذي تواجهه يتمثل في تطوير مواردها المالية للاستجابة للارتفاع الكبير، مقارنة مع السنوات الماضية، في طلبات الدعم الموجهة لها من قبل أفراد ومؤسسات وهيئات مقدسية في ظل المعاناة التي تتسبب فيها السياسات الإسرائيلية العنصرية الرامية إلى محو آثار الوجود العربي والإسلامي في المدينة المقدسة. وللاستجابة لهذه الحاجيات، تعمل الوكالة خلال سنة 2010 على إطلاق حملة لجمع التبرعات وتنمية الموارد وزيادة المساهمات من كافة الدول والمؤسسات والهيئات والأفراد. كما تعتزم الوكالة مضاعفة وتيرة نشاطها خلال سنة 2011 عبر برمجة مشاريع بقيمة 30 مليون دولار. وتنطلق وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تعتبر مؤسسة عربية إسلامية رائدة في الحفاظ على هوية القدس الشريف، في عملها وتوجهاتها من قيم أخلاقية وإنسانية محضة دون الارتباط بأي اتجاه سياسي أو طائفي أو عرقي، مؤكدة على مبادئ الأمانة والنزاهة والشفافية والمحاسبية. وتأسست وكالة بيت مال القدس سنة 1998 كمؤسسة عربية إسلامية غير هادفة للربح وذلك بمبادرة من جلالة المغفور له الحسن الثاني رئيس لجنة القدس آنذاك والمنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واستمرت الوكالة في عهد جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس حاليا.