علمت «التجديد» من مصادر مطلعة، أن اجتماع أصدقاء سوريا المقرر عقده في الثاني عشر من الشهر الجاري بمراكش، سيعرف مشاركة دولية وتمثيلية أممية وازنة، إذ أكد 116 وفدا حضوره في الاجتماع بما فيهم 39 وزيرا للخارجية و17 كاتبا للدولة، وأضافت المصادر، أن الاجتماع سيعرف لأول مرة مشاركة الأممالمتحدة إلى جانب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، كما سيحظى الاجتماع بتغطية إعلامية واسعة بحضور 160 صحفيا أجنبيا إلى جانب ممثلي المنابر الإعلامية الوطنية، وكشفت المصادر نفسها، أن الاجتماع سيعرف عرض فيلمين الأول عبارة عن شهادة عمل المغرب والثاني عبارة عن شهادة حية من سوريا، مبرزة أن الوثيقة الختامية تتضمن قرارات هامة سيكون لها تأثير على الأحداث اللاحقة. وفي سياق متصل، ينتظر أن يبدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الاثنين بمراكش، اجتماعا يستمر على مدى يومين لتنسيق الجهود وتوحيد القوى في الداخل والخارج لمواجهة نظام الأسد، حسب ما علمته «التجديد» من مصادر جد مقربة، وذلك قبل يوم واحد من عقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في المغرب. ويطمح الائتلاف إلى إعلان الحكومة المؤقتة من مراكش، واستكمال تنظيم المكتب السياسي، والذي يتألف من أحد عشر عضوا بمن فيهم الرئيس ونوابه. وحسب المصادر ذاتها يعتبر «سمير الشيشكلي» هو أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة، واللواء الطيار محمد الفارس كوزير للدفاع، علما أن سمير هو حفيد العقيد أديب بن حسن الشيشكلي (قائد الانقلاب العسكري الثالث في سوريا الذي حدث في سوريا في 19 ديسمبر 1949 ورئيسا لها بين عامي 1953 و1954. هذا وأكد سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حوار مع جريدة «العرب»، أن الهدف من هذا اللقاء مزدوج؛ أولا هدف سياسي بإعلان محتمل بدعم الدول المشاركة للائتلاف الجديد للمعارضة، مع مناقشة برنامجه السياسي ورؤيته للمستقبل، وثانيا هدف إنساني بدعم الجهود الدولية المتنوعة في هذا المجال ودعم دول الجوار التي تقوم به في هذا المجال.ويسعى الائتلاف حسب ما تتناقله وسائل الإعلام، إلى الحصول على الاعتراف الدولي ودفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرارات أكثر وضوحا وقوة. وقال هيثم المالح عضو الائتلاف ورئيس اللجنة القانونية ل «الشرق الأوسط» إن تشكيل الحكومة المؤقتة واستكمال البناء الداخلي والمكتب السياسي وتسمية رئيس الحكومة، هذه الأمور ستكون خطط الائتلاف لسد ذريعة الغرب في مؤتمر أصدقاء سوريا بمراكش، ونحن في الائتلاف نضم نحو 90 في المائة من القوى المعارضة». وقال محمد السرميني عضو الائتلاف ل «الشرق الأوسط» إن «خطط واستراتيجية الائتلاف لكسب الدعم السياسي في اجتماعات أصدقاء سوريا هي تجهيز مشروع الحكومة ليقدم للمجتمع الدولي»، وعن إطلاق الحكومة المؤقتة في مراكش قبل المؤتمر قال السرميني: هذا ممكن، ولكن ليس بأكيد. وينتظر المؤتمرون في مؤتمر مراكش أيضا حل عدد من المصاعب خاصة في الجانب الإنساني والإغاثي للشعب السوري في الداخل والخارج، سيما من يقبعون في المخيمات في الدول المجاورة لسوريا، مع قدوم فصل الشتاء وافتقارهم إلى الكساء اللازم استعدادا لتدني درجات الحرارة المنخفضة في تلك المناطق.