تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال (بوريطة)    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟        عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العثماني: الإعلان عن الحكومة المؤقتة شأن يقرره السوريون بأنفسهم
وزير خارجية المغرب يؤكد في حوار مع «الشرق الأوسط» وجود مبادرات لإعلان الدعم الإنساني أثناء اجتماع أصدقاء سوريا

أوضح العثماني في حديث خاص ل«الشرق الأوسط» في الرباط، قبيل التئام مؤتمر مراكش يوم الأربعاء المقبل، أن الائتلاف الوطني للمعارضة مطلوب منه اليوم أن يكون خير معبر عن طموحات وانشغالات الشعب السوري، وأن يبلور ذلك في رؤية واضحة وبرنامج قادر على أن يسرع عملية الانتقال السياسي.
وقال العثماني إن تأخر عقد مؤتمر مراكش يرجع بالأساس إلى ضرورة إنضاج شروط نجاحه، التي كان من أهمها التفاعل داخل المعارضة السورية لتوحيد صفوفها، ولتأسيس تحالف موسع.
وحول ما إذا كانت ستنبثق عن مؤتمر مراكش قرارات حاسمة بشأن الأزمة السورية، قال العثماني إن اجتماع أصدقاء الشعب السوري لا يتخذ قرارات، ولكنه يتخذ مواقف، وقد يقوم بمبادرات، مشيرا إلى أن المواقف ترتبط على المستوى السياسي بدعم الشعب السوري، ودعم الائتلاف الجديد، بينما تكمن على المستوى الإنساني في تقديم الدعم لأكثر من 2.5 مليون مواطن سوري، نازحين في الداخل أو لاجئين خارج سوريا.
وبشأن ما إذا كانت هناك مبادرات مغربية أو عربية سيتم الإعلان عنها خلال مؤتمر مراكش، قال وزير خارجية المغرب: «هناك بالتأكيد مبادرات لإعلان الدعم الإنساني من بعض الدول، وستعرف أثناء الاجتماع إن شاء الله».
وحول ما إذا كانت الرباط ستثير أثناء رئاستها لمجلس الأمن خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) ملف نزاع الصحراء، قال العثماني إن المغرب ارتأى عدم إدراج هذا الملف ضمن جدول أعمال المجلس لهذا الشهر، نظرا لتدارس موضوع الصحراء المغربية خلال الأيام القليلة الماضية بمناسبة تقديم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس تقريره الشفوي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، ونظرا للطبيعة الاستعجالية للملفات المطروحة على المجلس.
وردا على سؤال حول ما إذ كان ملف خلاف الرباط مع الوسيط الأممي في نزاع الصحراء قد طوي، قال العثماني: «لم يكن لدينا خلاف مع شخص روس، وإنما كان لدينا اعتراض على منهجية معالجته للموضوع، والنظرة المتحيزة التي اعتمدها في تقريره المرفوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الانحراف عن مسار المفاوضات التي حددتها قرارات مجلس الأمن لإيجاد حل سياسي واقعي ومتوافق عليه».
واعتبر العثماني سحب الثقة من المبعوث الأممي رسالة سياسية واضحة وقوية، وقال إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في أغسطس (آب) الماضي كانت حاسمة، ولكنها في الوقت نفسه عبرت عن دبلوماسية مرنة، أفسحت المجال للسيد روس لتصحيح الأخطاء التي تضمنها تقريره، والتي أقر بها خلال زيارته الأخيرة للأقاليم الجنوبية المغربية وباقي المنطقة.
وبشأن العلاقات المغربية - الخليجية، ونتائج زيارة العاهل المغربي الأخيرة لدول الخليج العربية، قال العثماني إنها كانت دائما قوية ومتينة على كل الأصعدة، والزيارة الملكية الأخيرة لعدد من هذه الدول جاءت ترجمة عملية على تجاوب المغرب مع دعوة أشقائنا في مجلس التعاون، وشكلت انطلاقة فعلية لجيل جديد من العلاقات مع هذه الدول على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، مشيرا إلى أنه نتج عنها عدد من المكاسب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتنموية، تمثلت في الشراكة الاستراتيجية المتفق عليها، والتي تستهدف تحقيق التكامل والتعاون التدريجي وفقا لرؤية سياسية بعيدة المدى.
وفيما يلي نص الحوار:
* مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي سيلتئم الأربعاء في مراكش، تأخر كثيرا بعدما كان منتظرا عقده في سبتمبر (أيلول) الماضي. ما سبب التأخير؟ وهل يتعلق الأمر بأسباب تقنية دولية أم لأسباب تتعلق بأوضاع المعارضة السورية؟
- نحن في المغرب حرصنا منذ شهور على أن يعقد الاجتماع الرابع لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري انطلاقا من مسؤولية الرباط السياسية والأخلاقية اتجاه هذه القضية، ومن دورها الفاعل منذ البداية لإيجاد حل يؤدي إلى حقن دماء الشعب السوري، وإيقاف تدهور الوضع. واستكمالا لهذه الجهود كانت هذه المبادرة. ونشكر جميع الأصدقاء الذين قبلوا الدعوة المغربية، وخصوصا الكثير من الدول العربية التي دعمت هذا الطلب المغربي. أما تأخر عقد مثل هذه الاجتماعات، فيرجع بالأساس إلى ضرورة إنضاج شروط نجاحها التي كان من أهمها التفاعل داخل المعارضة السورية لتوحيد صفوفها، ولتأسيس تحالف موسع. وفعلا، ما إن أعلن في الدوحة عن تأسيس الائتلاف الوطني الجديد لقوى الثورة والمعارضة السورية حتى اتفق وزراء خارجية الدول الأساسية في معالجة هذا الملف على تاريخ عقد الاجتماع. إلا أنه لا يمكن عقد الاجتماع من دون حضور دول أساسية من الجامعة العربية ودول الجوار بالنسبة لسوريا، وهو أمر تطلب وقتا لتنسيق المواعيد. والمهم هو توفير الشروط لإنجاح هذا اللقاء ومساعدة السوريين للقيام بعمل إيجابي يساعد في حل هذه الأزمة، ووضع حد للمأساة التي يعيشها الشعب السوري.
* هل ستنبثق عن مؤتمر مراكش قرارات حاسمة بشأن الأزمة السورية؟ مع العلم بأن أصدقاء سوريا قاموا ببلورة أفكار للتخفيف من مآسي الشعب السوري، وتواصلوا مع المعارضة ودعموها، وقاموا بمبادرات للضغط على النظام السوري، لكن دون تحقيق تقدم واختراق على الأرض..
- في الحقيقة، اجتماع أصدقاء الشعب السوري لا يتخذ قرارات، ولكنه يتخذ مواقف، وقد يقوم بمبادرات.. المواقف ترتبط على المستوى السياسي بدعم الشعب السوري، ودعم الائتلاف الجديد، بينما تكمن على المستوى الإنساني في تقديم الدعم لأكثر من 2.5 مليون مواطن سوري، نازحين في الداخل أو لاجئين خارج سوريا، وبالتالي نتمنى أن يتخذ المؤتمر الكثير من المبادرات مع الدول الراغبة في الإسهام أكثر في التخفيف من مأساة الشعب السوري، وذلك بالتعاون مباشرة مع دول الجوار في جهودها لاستضافة اللاجئين السوريين، أو من خلال دعم جهود مفوضية شؤون اللاجئين لإيصال هذه المساعدات إلى السوريين في الداخل أو الخارج.
* في هذا السياق، هل من مبادرات مغربية أو عربية سيتم الإعلان عنها خلال مؤتمر مراكش؟
- هناك بالتأكيد مبادرات لإعلان الدعم الإنساني من بعض الدول، وستعرف أثناء الاجتماع إن شاء الله.
* أعلنتم في تصريحات سابقة أنكم تأملون أن يتم خلال مؤتمر مراكش الاعتراف بشكل صريح وواسع بالائتلاف الوطني السوري.. فهل يمكن اعتبار مؤتمر مراكش مناسبة لتحقيق اعتراف دولي واسع بالائتلاف بما فيه اعتراف الرباط الرسمي به؟
- بالنسبة للمغرب تم الاعتراف بالائتلاف الوطني في إطار مجلس وزراء خارجية الدول العربية، الذين اتفقوا على اعتبار هذا الائتلاف ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا للشعب السوري. لكن المؤتمر فعلا مناسبة لتوسيع الاعتراف والدعم، مع العلم بأن عدد المشاركين يتجاوز 120 دولة ومنظمة دولية وإقليمية.
* الملاحظ أن الغرب يطلب من المعارضة السورية أن توحد صفوفها وتشكل حكومة مؤقتة. فهل تتوقعون أن يتم تشكيل هذه الحكومة في مراكش؟ وبماذا تنصحون الائتلاف الوطني السوري، خاصة أنه سيعقد اجتماعا له في مراكش قبل يوم المؤتمر؟
- الإعلان عن الحكومة السورية المؤقتة شأن داخلي يقرره السوريون بأنفسهم، ونحن لا نملك إلا أن ندعم أي قرار يتخذونه بهذا الشأن. والائتلاف الوطني للمعارضة مطلوب منه اليوم أن يكون خير معبر عن طموحات وانشغالات الشعب السوري، وأن يبلور ذلك في رؤية واضحة وبرنامج قادر أن يسرع عملية الانتقال السياسي.
* هناك انطباع سائد مفاده أن الغرب، منذ 20 شهرا، وهو مشتت في مواقفه من الثورة السورية، ويعلق دائما فشله في إيجاد حل للأزمة على شماعة المعارضة.. ما تعليقكم على ذلك؟
- الدول الغربية في عمومها متفقة على أن ما يجري في سوريا انتهاكات ينبغي أن تتوقف. وبعض الدول، وخاصة روسيا والصين، كانت تتحفظ على اتخاذ المجتمع الدولي قرارات ملزمة في إطار الفصل السابع، ولكن الاتصالات لم تتوقف وستستمر على أن يوجد حل لهذه المأساة. ومن جهة أخرى، فعلا كانت هناك حاجة لأن يتفق السوريون أولا ويوحدوا صفوفهم، من أجل الدفاع عن قضيتهم.
* هل سيتم خلال المؤتمر قبول اعتماد سفير للائتلاف السوري في الرباط؟
- هذا القرار لا يرتبط بجدول أعمال المؤتمر، ولم نتلق أي طلب من الائتلاف بهذا الخصوص.
* هناك حديث عن استنفاد الحل الدبلوماسي للأزمة السورية، وبدأ الكلام عن الضرورة الملحة للتدخل العسكري.. إلى أي مدى أصبح التدخل ممكنا في ظل تزايد الاقتتال في سوريا؟
- إننا ضد أي تدخل عسكري في سوريا. وفي المقابل فإننا ندعم كل الجهود التي تحاول أن تجد حلا سلميا مناسبا وعاجلا لهذه الأزمة.
* ما تقييمكم لمهام الأخضر الإبراهيمي في ظل الاعتقاد السائد بأنه لم يتمكن من الخروج بوساطته من عنق زجاجة الأزمة السورية؟
- مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي لحل الأزمة السورية، ليست باليسيرة، ولا يمكن الحكم عليها في المرحلة الراهنة. ونحن ندرك الصعوبات التي يواجهها للتقريب بين وجهات النظر المختلفة.
* سمعنا أنكم وجهتم دعوة لروسيا والصين لحضور مؤتمر مراكش، فهل من جديد بشأن مشاركتهما وحضورهما؟
- فعلا وجهنا الدعوة للدولتين العضوين بمجلس الأمن؛ نظرا لدورهما المؤثر في هذه القضية بالخصوص. ونأسف لاعتذار الجانب الروسي عن المشاركة.
* لقد جرت محاولات كثيرة لإقناع روسيا والصين بتغيير موقفيهما من الأزمة السورية، وهي محاولات فشلت كلها، فما قراءتكم للموقف الحالي لروسيا والصين، في سياق التطورات الأخيرة التي عرفها الملف السوري وتقدم قوات المعارضة السورية على الأرض؟
- غالبا ما تكون المصالح الاستراتيجية للدول هي المحدد لمواقفها السياسية، ويمكن للتطورات الأخيرة على الأرض أن تدفع بالجانب الروسي والصيني إلى لعب دور إيجابي أكبر في حمل النظام السوري على القبول بانتقال سياسي في سوريا، ومساعدة السوريين للخروج من هذه المحنة. ويمكن التقاط بعض الإشارات من خلال التصريح الأخير للرئيس الروسي خلال زيارته لتركيا، حيث صرح بأن «روسيا ليست محاميا للنظام السوري».
* أود أن أسالك سؤالا بصفتك طبيبا نفسانيا وليس وزيرا للخارجية، ما قراءتك لشخصية بشار الأسد؟
- (يقول مبتسما) أنا الآن وزير للخارجية، وعيادتي أغلقتها منذ أصبحت وزيرا.
* جرى الثلاثاء اغتيال القنصل الشرفي للمغرب في حلب، محمد علاء الدين الكيالي، هل توصلتم إلى حقيقة خلفية الاغتيال؟ وما المعطيات المتوفرة لديكم بشأن ذلك؟
- في ظل الظروف التي تعيشها سوريا اليوم، لا يمكن إجراء أي تحقيق في الموضوع. نأمل أن تستعيد سوريا أمنها واستقرارها لتتوقف عمليات القتل والاغتيال التي طالت أكثر من 47 ألف قتيل من عموم الشعب السوري. وأستثمر هذه الفرصة لأعزي مرة أخرى أسرة الفقيد وأقاربه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* أصبح المغرب منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الجاري رئيسا لمجلس الأمن لمدة شهر. ما هي خارطة الطريق التي حددتموها لبرنامج رئاستكم للمجلس، دون أن نغفل أن الوضع في منطقة الساحل والصحراء يتصدر حاليا أولويات النقاشات داخل المجلس؟
- رئاسة المغرب لمجلس الأمن تأتي في ظرفية دقيقة تشهد تصاعد الأزمات في عدة نقاط ساخنة عبر العالم. وخلال هذه الفترة ستتم مناقشة محورين أساسيين، هما أزمة مالي والوضع بالساحل والصحراء، ووضعية قوات حفظ السلام عبر العالم. في هذا الإطار، تمت برمجة ثلاثة اجتماعات، الأول يخص منطقة الساحل والصحراء، والتحديات التي تعيشها، وسيلقي خلاله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عرضا في الموضوع. كما سيحضر الاجتماع عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في المجلس. وفي السياق نفسه، تقدم الأمانة العامة في اجتماع ثان تقريرها الجديد حول الوضع في مالي. وسيخصص الاجتماع الثالث لملف قوات حفظ السلام عبر العالم، ويتوقع أن تصدر عن هذا الاجتماع وثيقة مرجعية في الموضوع.. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يشارك في هذه القوات بنحو 3 آلاف جندي عبر العالم.
* خلال رئاستكم لمجلس الأمن هل ستثيرون نزاع الصحراء؟
- ارتأى المغرب عدم إدراج هذا الملف ضمن جدول أعمال المجلس لهذا الشهر، نظرا لتدارس موضوع الصحراء المغربية خلال الأيام القليلة الماضية بمناسبة تقديم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس تقريره الشفوي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، ونظرا للطبيعة الاستعجالية للملفات المطروحة على المجلس.
* إذن نفهم من كلامك أن الخلاف الذي كان حاصلا بين المغرب وروس قد طوي بصفة نهائية؟
- لم يكن لدينا خلاف مع شخص السيد كريستوفر روس، وإنما كان لدينا اعتراض على منهجية معالجته للموضوع، والنظرة المتحيزة التي اعتمدها في تقريره المرفوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الانحراف عن مسار المفاوضات التي حددتها قرارات مجلس الأمن لإيجاد حل سياسي واقعي ومتوافق عليه. موقفنا كان واضحا بسحب الثقة، وعودة المبعوث الأممي إلى المنطقة تم خلالها تصحيح الاختلالات موضوع احتجاج المغرب، كما التزم بالفصل بين المسارين السياسي والحقوقي، وعدم السعي لتوسيع الاختصاصات المحددة للمينورسو.
* بالإضافة إلى المكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس وبان كي مون في أغسطس الماضي، التي حددت معالم الطريق التي ينبغي أن يسير عليها روس، هل يمكن الحديث عن دور ما لدبلوماسية الكواليس، قامت بها أطراف دولية حتى يتخلى أو يخفف روس من حدة مواقفه السابقة ومقاربته لنزاع الصحراء؟
- سحب الثقة من المبعوث الأممي رسالة سياسية واضحة وقوية، والمكالمة الهاتفية لجلالة الملك مع السيد بان كي مون كانت حاسمة، ولكنها في الوقت نفسه، عبرت عن دبلوماسية مرنة، أفسحت المجال للسيد روس لتصحيح الأخطاء التي تضمنها تقريره، والتي أقر بها خلال زيارته للأقاليم الجنوبية المغربية وباقي المنطقة. كما كانت هذه المكالمة مناسبة للتأكيد على ضرورة تحقيق تقدم في مسلسل التسوية على أسس قوية وسليمة، والالتزام بالمحددات الواضحة الواردة في قرارات مجلس الأمن، وخاصة التحلي بالواقعية وروح التوافق والاعتراف بجدية ومصداقية الجهود التي بذلتها المملكة في إطار مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب كحل وسط في إطار احترام الوحدة الوطنية للمغرب وسلامة أراضيه.
* أعلن روس عن انتهاج دبلوماسية مكوكية بدل المفاوضات المباشرة غير الرسمية، فهل أبلغكم روس خلال وجوده في الرباط بكنه هذه الآلية الجديدة؟ وما قراءتكم لها؟
- لقد انتهى السيد روس إلى أن المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج ووصلت إلى الباب المسدود. وقد أعلن الوسيط الأممي الشروع في تقييم شامل لخمس سنوات من المفاوضات بجولاتها الأربع الرسمية والتسع غير الرسمية، من أجل انطلاقة جديدة، وفقا لقواعد متفق عليها لمسار التسوية من أجل إيجاد حل سياسي متوافق عليه. كما نسجل هنا أيضا إعلان المبعوث الخاص للأمين العام الأممي، ضرورة تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر، كسبيل لتسوية هذا النزاع. كما أكد أن استمرار النزاع على ضوء المستجدات الإقليمية خاصة بمنطقة الساحل والصحراء، جعل من مشكلة الانفصال تهديدا لكل دول المنطقة دون استثناء. وهذا يشكل مقاربة جديدة من شأنها أن تعطي نفسا جديدا لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل والطويل.
* لقد صادق البرلمان السويدي مؤخرا على دعوة الحكومة للاعتراف ب«الجمهورية الصحراوية»، ألا تتخوفون من أن تنتقل العدوى إلى دول اسكندنافية أخرى؟ وهل من نقد ذاتي مغربي إزاء هذا التطور؟
- الحكومة السويدية أصدرت بيانا رسميا تعلن فيه رفضها الاعتراف بالجمهورية الوهمية، كما جاء في منطوق البيان، وهي تعتبر صاحبة الاختصاص والمعنية بقضية الاعتراف من عدمه. وموقفها الرافض للانجرار خلف هذا المقترح ينبني على مبادئ القانون الدولي التي ترفض الاعتراف بكيانات وهمية لا تتوفر على مقومات الدولة. وهو الأمر الذي اعتبره نواب سويديون آخرون مناقضا لمبادئ الاتحاد الأوروبي الذي تعتبر السويد أحد أعضائه.
ونحن في المغرب واكبنا هذا الموضوع منذ طرح في لجنة الخارجية في البرلمان السويدي، وكانت لنا لقاءات مكثفة مع الأطراف المعنية، ويبدو أن عملية التصويت والمصادقة على مقترح بعض النواب تحكمت فيها حسابات سياسية داخلية. وسنسعى دائما في المحافل الدولية، وفي جميع المناسبات، لفضح المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب وسلامة أراضيه.
* يبدو أن القمة المغاربية التي كان منتظرا انعقادها قبل نهاية العام الجاري أصبحت غير ذات موضوع، خاصة بعدما أبلغت الجزائر تونس عدم رغبتها في عقد القمة قبل تطبيع علاقتها مع المغرب. فكيف تنظرون إلى هذه الرغبة الجزائرية؟
- المغرب يعتبر بناء الاتحاد المغاربي خيارا استراتيجيا، وفي هذا الإطار يدعم كل الجهود التي يقوم بها الرئيس التونسي منصف المرزوقي، لعقد القمة المغاربية في أقرب الآجال.
* في ظرف أقل من سنة بعد تعيينكم وزيرا للخارجية، التقيتم هيلاري كلينتون في عدة مناسبات. هي الآن ستغادر قريبا موقعها، فماذا تقولون عن تجربتكم في التعامل معها، وعن شخصيتها؟
- السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة مقتدرة ودبلوماسية محنكة، وتجمعها علاقات طيبة بالمغرب الذي سبق لها أن زارته في مناسبات رسمية وغير رسمية. والعلاقات المغربية - الأميركية في الفترة التي تشغل فيها السيدة كلينتون منصب كاتبة الدولة (وزيرة) للشؤون الخارجية عرفت حصيلة إيجابية للتعاون في عدة مجالات، من أبرزها إرساء الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي عقد أول دورة له بواشنطن في شهر سبتمبر الماضي، تلاه لقاء آخر بين رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين.
* بعد الجولة الخليجية الأخيرة للعاهل المغربي.. أين وصلت حتى الآن متابعة نتائجها؟
- العلاقات المغربية - الخليجية كانت دائما قوية ومتينة على كل الأصعدة، والزيارة الملكية الأخيرة لعدد من هذه الدول، جاءت ترجمة عملية على تجاوب المغرب مع دعوة أشقائنا في مجلس التعاون، وشكلت انطلاقة فعلية لجيل جديد من العلاقات مع هذه الدول على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف. وقد أسفر عنها عدد من المكاسب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتنموية، تمثلت في الشراكة الاستراتيجية المتفق عليها والتي تستهدف تحقيق التكامل والتعاون التدريجي وفقا لرؤية سياسية بعيدة المدى. وهناك عمل دؤوب تقوم به لجان تقنية متخصصة لإجراءات الشراكة وتنفيذ المشاريع المتفق عليها. وقد أعطى الاجتماع الوزاري الأخير لدول مجلس التعاون الخليجي مع المغرب والأردن بالبحرين دفعة قوية في هذا الاتجاه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.