استبعد الموفد الأممي العربي المشترك كوفي عنان اليوم الأحد بعد اجتماعه مجددا في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد التوصل قريبا إلى وقف للعنف كمقدمة لتسوية سياسية للأزمة التي لم تظهر بعد أي علامات على قرب انفراجها. وقال عنان في مؤتمر صحفي بعيد اجتماعه بالأسد "سيكون الأمر شاقا.. سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل". وأضاف "أشعر بتفاؤل لعدة أسباب"، دون أن يفصلها. وأضاف أنه عرض على الرئيس السوري إجراءات ملموسة سيكون لها أثر حقيقي على الميدان، وتساعد على إطلاق مسار يرمي إلى إنهاء الأزمة. وتابع أن المحادثات تمحورت حول الوقف الفوري للعنف والقتل، والسماح للوكالات الإنسانية بالنفاذ، والحوار، مشددا على أن الرد الواقعي يكمن في التغيير وتبني إصلاحات ترسي أسسا متينة لسوريا ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر يقوم على القانون واحترام حقوق الإنسان. وكان عنان التقى أمس الأسد في دمشق، وقالت الأممالمتحدة إنه عرض عليه مقترحات لإنهاء الأزمة، وحثه على اتخاذ إجراءات ملموسة لذلك. وتشمل المقترحات التي عرضها موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية على الأسد إنهاء العنف، والسماح بوصول المساعدات إلى المناطق السورية المتضررة من العمليات العسكرية، والإفراج عن المعتقلين، وإرساء حوار بين السلطة والمعارضة. وخلال اللقاء الأول، أبدى الرئيس السوري استعداد حكومته لإنجاح أي جهود "صادقة" لحل الأزمة، لكنه قال إن أي تسوية محكوم عليها بالفشل طالما هناك "مجموعات إرهابية" تعمل على بث الفوضى. ووصفت وكالة الأنباء السورية اللقاء الأول بالإيجابي، بيد أنه لم يصدر عنه ما يشير إلى تقدم ملموس في ما يتعلق بالجهود الرامية إلى تسوية الأزمة. والتقى أنان أيضا معارضين في الداخل، وزعماء دينيين بينهم المفتي أحمد حسون, ويغادر اليوم إلى قطر لاستكمال مساعيه. وتوجه المبعوث الأممي العربي إلى دمشق بعد ساعات من الإعلان في القاهرة عن خطة لتسوية الأزمة في سوريا، وذلك في ختام اجتماع اللجنة العربية الخماسية المعنية بالأزمة بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بالقاهرة. وتتضمن الخطة وقف العنف، وإنشاء آلية مراقبة محايدة، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، إضافة إلى الدعم القوى لمهمة أنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إنه تم تحديد مرجعيات ثابتة لمهمة المبعوث الأممي والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا. وفي خطابه قبل تسليم رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى الكويت، دعا بن جاسم إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا، مؤكدا أنه "آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا". كما دعا الوزير القطري إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأكد أن "زمن السكوت عن ما يحدث في سوريا قد انتهى، ولا بد من تنفيذ قرارات الجامعة". من جهته، أكد لافروف الاتفاق بين روسيا والدول العربية إزاء الخطة ونقاطها الخمس، وقال إن الخطة ترسل رسالة واضحة لجميع الأطراف السورية بأهمية الحل السياسي. أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فأكد أن الجامعة تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الأزمة دون الاصطدام بحق النقض (فيتو). ودعا وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح -باسم مجلس وزراء الخارجية العرب- حكومة سوريا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق المعتقلين والسماح للبعثات الإنسانية ووسائل الإعلام بالعمل بحرية. من جهتهه، انتقد وزير خارجية السعودية سعود الفيصل مواقف روسيا والصين إزاء هذا الملف، وقال إنهما منحتا النظام في سوريا رخصة ليواصل قتل السوريين.