تبدأ الحركة التجارية في الانتعاش مع اقتراب حلول شهر محرم، حيث تتزايد الحركة في الأسواق ويتحول التجار الموسميون إلى بيع ألعاب الأطفال والفواكه الجافة «الفاكية»، التي تعد جزءا أساسيا من مظاهر الاحتفال بعاشوراء، وتصبح الأسواق ساحات حقيقية للاحتفال بضرب الدفوف والطعاريج من طرف البائعين وذلك لاستقطاب أكبر عدد من زوار السوق. أحد بائعي الدفوف والطعاريج أكد ل»التجديد» تراجع إقبال المغاربة على شراء هذه الآلات والتي كانت في العقود الماضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمناسبة عاشوراء، حيث كانت الأسر المغربية تحرص على شرائها لبناتها ولنسائها وتحتفظ بها لتستعملها في المناسبات العائلية مثل الزواج والعقيقة وغيرها من الاحتفالات، لكن يبدو أن تطور الأعراس والمناسبات المغربية جعل اقتناء هذه الآلات الموسيقية يتراجع بشكل ملحوظ، ورغم ذلك فما زال»للطعريجة» عشاقا ومحبين، السيدة «زهرة» وهي في الخمسين من عمرها تقول إنها تحرص على شراء «طعريجة» كل سنة لأحفادها وهي تختار تلك من النوع الصغير لأنها مناسبة لسنهم كما تعتقد وتضيف «الطعريجة ضرورية في عاشوراء، لكن الناس أهملوها وأقبلوا على شراء الألعاب الحديثة المتوفر بكثرة والرخيصة الثمن». بائع آخر قال ل»التجديد» إن الأسر تبدأ مع دخول السنة الجديدة في اقتناء ألعاب الأطفال لأبنائهم وبناتهم، مشيرا إلى أن نوع الألعاب تختلف حسب جنس الطفل، فالأطفال الذكور يفضلون شراء المسدسات والسيوف والسيارات فيما تفضل الفتيات شراء الدمى وأدوات المطبخ. إلى جانب الألعاب تعرض الأسواق الفواكه الجافة وتحرص الأسر على شراء التمور والتين الجاف واللوز والجوز والكاوكاو والزبيب والحمص والقريشلات، ويتم خلطه في صحن كبير، وتختلف الأسر في طريقة التعاطي مع الفواكه الجافة، فبينما تقوم بعض الأسر لخلطها والاحتفاظ بها في مكان معلوم بحيث يأخذ منها كل راغب في تناولها كما توضع في جلسة شاي عند استقبال أي ضيف، تقوم أسر أخرى بتوزيع الفواكه الجافة على أفرادها بحيث يحصل كل واحد على نصيبه يتناوله وقتما شاء.