منذ أن أدمج معدل المراقبة المستمرة، كمكون ضمن المعدل العام المؤهل لنيل شهادة البكالوريا، والنقاش يتجدد عند نهاية كل سنة حول المسألة، في ارتباط مع إشكالية التباين الواضح الذي يسجل بالمعدلات التي يحصل عليها التلاميذ في المراقبة المستمرة مقارنة مع معدلات الامتحان الوطني الموحد. وجوهر هذا النقاش، هو البحث في أسباب الدور الانضباطي النسبي لأهمية التقييم حسب مكون المراقبة المستمرة، في ما يخص عمل التلميذ داخل الفصل طوال السنة. في سياق محاولة الوقوف على العوامل التي يمكنها تبرير وتفسير الوضع الملاحظ. تأتي وثيقة تحليلية في الموضوع، قدمتها وزارة التربية الوطنية على هامش عرض الوزير محمد الوفا أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب حول مشروع الميزانية الأربعاء الماضي. هذا، وقد «أفرز تحليل نتائج امتحانات البكالوريا لسنة 2011-2012 في علاقتها بمكون المراقبة المستمرة، والتي بلغت بها نسبة النجاح 62.8 بالمائة. عن وجود تباين بين النقط التي يحصل عليها التلاميذ في المراقبة المستمرة، والتي تميزت بارتفاعها، مقارنة مع النقط المحصل عليها في الامتحان الوطني الموحد، والتي تميزت بضعفها. وذلك بمستويات صادمة، تثير مجموعة من التساؤلات حول العوامل المفسرة للظاهرة، إلى درجة التشكيك في ما إذا كانت هذه الظاهرة تؤشر على كون فروض المراقبة المستمرة بدأت تحيد وتزيغ عن أهدافها التربوية والبيداغوجية لتحقيق أهدافا أخرى تخرج عن نطاق روح هذه الممارسة التقويمية، وترتبط أساسا بدوافع يغذيها السعي وراء الرفع من معدلات ونسب النجاح». من جهة أخرى، كشف تحليل نتائج امتحانات البكالوريا أن الفرق في أداء تلاميذ البكالوريا بالتعليم العمومي الذين يشكلون نسبة 93 بالمائة، أقل حدة مقارنة مع تلاميذ التعليم الخصوصي الذين يشكلون 7 بالمائة فقط من مجموع المترشحين على الصعيد الوطني. التعليم الخصوصي فرق في أداء التلاميذ يفوق 10 نقطب 38 مؤسسة بالتعليم الخصوصي أظهرت نتائج تحليل نتائج امتحانات البكالوريا بالنسبة للتعليم الخصوصي ،أن 38 مؤسسة (12 بالمائة) توجد ضمن الفئة التي يفوق الفرق بها 10 نقط في أداء التلاميذ، و162 مؤسسة (52 بالمائة) ضمن الفئة التي يتراوح الفرق بها في أداء تلاميذ البكالوريا بين 5 و10 نقط، و114 مؤسسة (36 بالمائة) ضمن الفئة التي يقل الفرق فيها عن 5 نقط في أداء التلاميذ. 7 أكاديميات تحتضن مؤسسات بأكبر فرق في أداء التلاميذ.. بتسليط الضوء على المؤسسات التعليمية المصنفة في الفئتين اللتين تشكلان المستويات الأكثر ارتفاعا للفرق في أداء المترشحين، بينت نتائج تحليل نتائج البكالوريا بالنسبة للمؤسسات المصنفة ضمن الفئة التي يفوق الفرق بها 10 نقط، بأن الظاهرة تهم 7 أكاديميات تعليمية، حيث تحتضن أكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى ما نسبته 45، ثم أكاديمية جهة سوس ماسة درعة بنسبة 24 بالمائة، وتشكل هاتين الأكاديميتين معا ما نسبته 69 بالمائة من المجموع الوطني. فرق في أداء التلاميذ بين 5 و10 نقط في كل الأكاديميات بالنسبة للمؤسسات التي يفوق الفرق بها 5 و10 نقط، فجميع الأكاديميات معنية، باستثناء أكاديمية جهة تازة الحسمية تاونات لكن بنسب متفاوتة، بحيث توجد في المقدمة أكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى بنسبة 35 بالمائة من المجموع الوطني، ثم أكاديمية الرباطسلا زمور زعير بنسبة11 بالمائة، مراكش تانسيفت الحوز بنسبة 9 بالمائة، وسوس ماسة درعة بنسبة 8 بالمائة، وتشكل هاته الأكاديميات الأربعة مجتمعة ما نسبته 63 بالمائة من المجموع الوطني. أدنى الفروق في أداء التلاميذ توجد بالمؤسسات العشرين الأولى بالنسبة لمؤسسات الخصوصي التي سجلت نتائج متميزة على الصعيد الوطني برسم النتائج العامة للبكالوريا، لوحظ أن مؤسسات التعليم الخصوصي التي احتلت المراتب العشرين الأولى في الترتيب الوطني، هي مؤسسات تصنف جميعها ضمن الفئة التي يقل الفرق بها عن 5 نقط، وهي الفئة التي تتميز بأدنى الفروقات في أداء المترشحين. وعلى العكس من ذلك كشفت نتائج تحليل وزارة التربية الوطنية لنتائج البكالوريا برسم الموسم الدراسي المنصرم، أن المؤسسات التعليمية الخاصة التي تحتل المراتب 18 الأخيرة على المستوى الوطني، هي مؤسسات مصنفة جميعها ضمن فئة الفرق في أداء تلاميذ البكالوريا بأكثر من 10 نقط، وفئة الفرق المتراوح بين 5 و10 نقط، التي تتميز بفروقات واضحة أو صارخة في أداء المترشحين. ألف و118 تلميذ يفوق فرق أدائهم بين المراقبة المستمرة والامتحان الوطني 15 نقطة على مستوى التلاميذ، أظهرت نتائج تحليل نتائج البكالوريا الذي قامت به وزارة التربية الوطنية، أن ألف و118 تلميذا بالتعليم الخصوصي يفوق الفرق في أدائهم بين المراقبة المستمرة والامتحان الوطني 15 نقطة، ويمثلون 4.7 بالمائة من مجموع المترشحين على الصعيد الوطني، و9 آلاف 214 مترشحا يتراوح الفرق في أدائهم بين 10 و15 نقطة بنسبة 39 بالمائة، و9 آلاف و936 مترشحا بفرق في مؤشر الأداء يتراوح ما بين 5 و10 نقط بنسبة 42 بالمائة، و3379 مترشحا فرقا يتراوح ما بين 0 و5 نقط، بنسبة 14.3 بالمائة من المجمل الوطني. 12 أكاديمية تحتضن التلاميذ الذين يتجاوز فرق أدائهم 15 نقطة - بينت نتائج تحليل امتحانات البكالوريا في القطاع الخصوصي برسم سنة 2011-2012 في علاقتها بمكون المراقبة المستمرة، أن التلاميذ الذي سجل مؤشر أدائهم فرقا يتجاوز 15 نقطة، يتوزعون على 12 أكاديمية للتربية والتعليم، مع كون 46 بالمائة منهم يتواجدون بأكاديمية الدارالبيضاء الكبرى، فيما 41 بالمائة منهم يتمدرسون بأكاديمية سوس ماسة درعة، والأكاديميتين معا يسجلان ما مجموعه 87 بالمائة من مجموع المترشحين. أما بخصوص المترشحين، الذين يتراوح الفرق في مؤشر أدائهم بين 10 و15 نقطة، فجميع الأكاديميات معنية بهذه الظاهرة. مع كون 41 بالمائة منهم يوجدون بأكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى، و13 بالمائة منهم بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة، و9 بالمائة منهم بأكاديمية جهة الرباطسلا زمور زعير، أي أن الأكاديميات الثلاثة تحتضن ما مجموعه 63 بالمائة على نت هؤلاء المترشحين الصعيد الوطني. جهة سوس ماسة درعة في الصدارة سجلت نتائج تحليل نتائج البكالوريا بالتعليم الخصوصي، من خلال تسليط الضوء على كيفية توزيع المترشحين تبعا ل «مؤشر فرق الأداء» داخل نفس الأكاديمية، (سجلت) أن 70 بالمائة من المترشحين داخل أكاديمية سوس ماسة درعة يعرفون فرقا في أدائهم يفوق 10 نقط، وترتفع هذه النسبة إلى 91 بالمائة إذا ما أضفنا المترشحين بفرق 5 نقط. وعلى مستوى أكاديمية الدارالبيضاء الكبرى تصل هاتان النسبتان على التوالي إلى 48 بالمائة و86 بالمائة. وبالنسبة لأكاديمية مكناس تافيلالت تبلغ هاتان النسبتان على التوالي 50 و97 بالمائة، وعلى صعيد أكاديمية جهة طنجةتطوان تصل هاتان النسبتان على التوالي إلى 48 و93 بالمائة. التعليم العمومي 13 بالمائة يتجاوز فرق أدائهم 10 نقط بينت نتائج تحليل نتائج البكالوريا برسم سنة 2011-2012 في علاقتها بمكون المراقبة المستمرة، أن عدد المترشحين بالنسبة للتعليم العمومي يتوزع إلى 36 ألف و363 مترشحا بفرق في أدائهم يفوق 10 نقط (ويمثلون 13 بالمائة من مجموع المترشحين على الصعيد الوطني)، و219 ألف و191 مترشحا بفرق يتراوح بين 5 و10 نقط ويمثلون 75 بالمائة، ومترشحا 34 ألف و679 بفرق يتراوح بين 0 و5 نقط ويمثلون 12 بالمائة على الصعيد الوطني. أقل حدة مقارنة مع التعليم الخصوصي من جهة ثانية، أكدت نتائج تحليل امتحانات البكالوريا على أنه بالمقارنة مع التعليم الخصوصي، يمكن تسجيل أنه على مستوى التعليم العمومي يطرح الفرق في أداء المترشحين بشكل أقل حدة. حيث تبلغ نسبة التلاميذ الذين يعرفون فرقا في الأداء يتجاوز 10 نقط ما نسبته 13 بالمائة من مجموع المترشحين في التعليم العمومي فقط، في حين ترتفع هذه النسبة بالتعليم الخصوصي إلى 43.7 بالمائة. إجراءات وزارة التربية الوطنية في مواجهة الظاهرة وزارة التربية الوطنية وبناء على المعطيات التي أفرزتها نتائج تحليل امتحانات البكالوريا لسنة 2011-2012 في علاقتها بمكون المراقبة المستمرة، أشارت إلى أنها وجهت رسائل إلى مؤسسات التعليم الخصوصي التي تم بها تسجيل فروقات صارخة في الأداء تستدعي التحري والبحث، وذلك قصد إثارة انتباهها حول هذه الظاهرة، واستفسارها حول العوامل التي يمكنها تبرير وتفسير الوضع الملاحظ. بعد التوصل بأجوبة المؤسسات التعليمية المعنية، أشارت الوزارة إلى أنه ستعمد إلى إحالة الردود على النيابات الإقليمية قصد تعميق التحري والبحث بواسطة جهاز التفتيش، وذلك من خلال إجراء خبرة تربوية في الموضوع. قبل موافاة الإدارة المركزية بخلاصات العملية التي ستمكنها من اتخاذ ما يلزم من إجراءات، حيث سيتم الاستناد على الآليات المنصوص عليها في المذكرة الوزارية رقم 175 بشأن تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم المدرسي. وكإجراء موازي، ستخضع وزارة التربية الوطنية المؤسسات التعليمية التي ستثبت عمليات البحث والتحري وجود اختلالات بها، لعملية تتبع ومراقبة تربوية عن كثب طيلة الموسم الدراسي الحالي، وذلك لرصد وتصحيح كل اختلال محتمل في حينه.