يوم الأربعاء 8 يناير 2003 طلعت جريدة الاتحاد الاشتراكي بعنوان عريض "برلمانيو من العدل والإحسان ضمن فريق العدالة والتنمية" تعلن من خلاله للرأي العام عن "اكتشاف مثير" مفاده أن حزب العدالة والتنمية يضم ضمن أعضاء فريقه 13 عضوا كذا بالتمام والكمال والعد والإحصاء!! ينتمون لجماعة العدل والإحسان. ومن حسن الصدف أنني صادفت في بهو الانتظار بمقر البرلمان، نفس اليوم، كاتب المقال، السيد خالد مختاري يتجادب أطراف الحديث مع الأخ الحسين كرومي عضو فريق العدالة والتنمية وبعد تقديمه لي بصفته كاتب المقال المذكور أعلاه، بادرته بالسؤال عن مصدر معلوماته التي بنى عليها مضمون مقاله مؤكدا له بالحرف "أن معلوماته خاطئة 7000%!!" فما كان من السيد خالد مختاري إلا أن رد متحديا بأنه يملك اللائحة المفصلة لأسماء المعنيين، وهنا انتهى الكلام وختمنا اللقاء الخفيف بمطالبة المعني بالأمر باستكمال المهمة ونشر اللائحة! وفي انتظار نشر اللائحة المزعومة!! التي نجزم بأن جرأة نشرها لم تولد بعد، نحب أن نلفت انتباه القائمين على هذا الأسلوب في المناورة السياسية إلى مايلي: يبدو أن منتجي المناورات التشويشية لمرحلة ما قبل الانتخابات لم يأخذوا العبرة من تجربة "الحملة المسعورة" التي سبقت انتخابات 27 شتنبر 2002 والتي قامت على خلفية "الخلايا النائمة للقاعدة" و"السلفية الجهادية" والتي كان القصد من إثارتها النيل من سمعة الحزب وتخويف الناس من مغبة الالتفاف حول مشروعه ودعم لوائحه ومرشحيه! لقد كانت النتائج عكسية تماما ولاقت الحملة ازدراء كبيرا من شرائح واسعة أدركت أن احتقار ذكائها كان هو الهدف الأول قبل النيل من حزب العدالة والتنمية. إذا كان مدبروا المناورة يرمون إلى افتعال جو الصراع بين حزب العدالة والتنمية، وجماعة العدل والإحسان بدفع الثاني إلى "إعلان البراءة" من الجماعة من خلال إنتاج مرافعات لبيان حجم التباين التصوري بين الهيأتين و"الاجتهاد" في كشف أوجه الاختلاف البرنامجي... إلى غير ذلك مما يميز كل هيئة عن أختها... فنحب أن نقول لمن يهمه الأمر أن المسعى خائب منطلقا، وفاشل نتيجة... ومنحرف منهجا. ومنطق الدسائس من مدخل انحراف السلوك الإعلامي عن خدمة القضايا الحيوية للمواطنين ينطلي على أصحابه وينالهم منه من الخيبة وسوء المنقلب ما تدل عليه الوقائع لو كانت لهم قلوب يعقلون بها أن آذان يسمعون بها أو أعين يبصرون بها. إن المسافة بين الادعاء والحقيقة قصيرة جدا، والكرة في ملعب السيد خالد مختاري ومن وراءه، وفي انتظار نشر اللائحة واكتمال مخزون كذب يناير، نسأل الله العافية من كذب فبراير ومارس وأبريل، وما تبقى من أيام للاستحقاقات المقبلة!! كتب الحبيب شوباني/برلماني عضو فريق العدالة والتنمية دائرة غريس تسليت الرشيدية