يتوالى في الآونة الأخيرة صدور تقارير إعلامية وأخرى عن مراكز أبحاث تكشف تورط عناصر من «البوليساريو» في أزمة شمال مالي، من خلال تواطئها مع المجموعات المسلحة التي تنشط بالمنطقة، وأكدت صحيفة مالية تسمى «الفجر لوب» في تقرير لها، أن مقاتلي «البوليساريو» جاؤوا بأعداد كبيرة إلى شمال مالي حيث وضعوا خدماتهم رهن إشارة الجهاديين المسلحين، وأضافت أنه تم مشاهدة العشرات من العناصر في بعض المدن الكبرى خاصة كيدال وغاو وتومبوكتو، كما يوجد آخرون في طريقهم إلى مالي عبر الجزائر، وأشارت الصحيفة أن الانفصاليين الذين ترعاهم الجزائر ثبت ضلوعهم في الأزمة المالية منذ مدة، خاصة من خلال بيع المساعدات الدولية التي توجهها المنظمات الدولية لفائدة ساكنة تندوف في شمال مالي. وفي سياق متصل، رسمت دراسة لمؤسسة كارنيجي الأمريكية صدرت قبل أيام، صورة «واضحة» عن ضلوع الجزائر في «أزمة» مالي رغم دعواتها المستمرة للمنتظم الدولي بضرورة إيجاد حل يجنب منطقة الساحل سيطرة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ودعت الدراسة، الجزائر إلى استخدام قواتها العسكرية وقدراتها في مجال مكافحة الإرهاب على طور حدودها الجنوبية، كي تساعد على منع تمدد الصراع. وأفادت الدراسة، أن موقف الجزائر يبقى مبهما إزاء النزاع في مالي ويعتمد على مقاربة «انتظار وترقب» أكثر سلبية، خاصة مع ازدياد التوثرات العرقية على نحو خطير في الشمال المالي، حيث عززت الجماعات الإسلامية المتطرفة سيطرتها هناك، وانتقال جماعة أنصار الدين التي يتزعمها إياد آغ غالي المدعومة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى الواجهة.