تمكن عشرات المقدسيين المرابطين داخل باحات المسجد الأقصى من طرد نحو 50 مستوطنا متطرفا اقتحموه، صباح أمس الثلاثاء، تحت حماية الجيش والشرطة الصهيونية. وأفاد شهود عيان في القدس أن المرابطين في المسجد المبارك من الرجال والنساء نظموا مسيرة داخل باحات المسجد واشتبكوا مع عناصر الجيش والشرطة بالأيدي، مما أجبر عشرات المغتصبين الصهاينة من ضمنهم عضو الكنيست المتطرف «موشي فيجلين» من قيادات حزب الليكود وعدد من الحاخامات إلى الهروب سريعًا إلى خارج المسجد الأقصى، ومنعوهم من استمرار اقتحام وتدنيس المسجد. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن «فيجلين» وعددا من المستوطنين قاموا بتأدية شعائر تلمودية، قبل طردهم، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال. وفي الوقت ذاته، تعالت أصوات التكبيرات من طلاب وطالبات مصاطب العلم التي تقوم عليها مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات بعد أن طهروه من المدنسين، علما بأنه لا يوجد في المسجد الاقصى من المصلين إلا طلاب وطالبات مصاطب العلم وحراس المسجد الأقصى المبارك. وتفرض قوات الاحتلال حصاراً وتضييقاً على طلاب العلم وتمنع من هم دون 45 عام من دخول المسجد وتراقب كل حركاتهم، ورغم ذلك فهم يصرون على تلقي دروس العلم من تجويد وغيره. وتسود منذ صباح أمس حالة تأهب قصوى في المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. وتنتشر عشرات القوات الخاصة في أنحاء المسجد الأقصى وخاصة عند مدخل باب المغاربة، وتم إخراج جميع المصلين الشباب من هم تحت سن 45 ولم يبق فيه إلا من هم فوق هذا العمر. واعتقلت شرطة الاحتلال رئيس لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب من داخل المسجد، كما تم اعتقال 4 صحفيين ومصور تلفزيوني واعتقال إحدى المرابطات في المسجد الأقصى. وادعت مصادر الاحتلال الصهيوني أنها قامت بإيقاف أحد نشطاء اليمين الصهيوني أثناء أدائه طقوسه التوراتية في الحرم القدسي، وذلك خلافًا لقواعد النظام والسلوك في المكان، وأنه تم إخراجه من باحات الحرم وتمت إحالته للتحقيقات. فيما أفاد أحد حراس المسجد ل»المركز الفلسطيني للإعلام» بأن شرطة الاحتلال اعتدت على المصلين واعتقلت ما يقارب 17 شابًّا منذ ساعات الصباح الباكر بينهم فتاة وأحد حراس المسجد، لافتًا إلى أن حالة من التوتر سادت المسجد منذ ساعات الصباح خاصة بعد تفريغ الشبان منه ومطاردتهم خارج أسواره. في غضون ذلك، اقتحم نحو 600 سائح أجنبي ساحات المسجد الأقصى المبارك، وتجولوا في أنحائه المتفرقة. وعدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاقتحام استهتاراً كبيراً بالمسلمين أولاً وكل من يدافع عن مدينة القدس وحرمة المقدسات فيها ثانياً. وأدانت الهيئة ممارسات جنود وقوات الاحتلال في الحرم القدسي الشريف صباح أمس، ودعت إلى النفير العام في مدينة القدس الشريف ومحاولة الوصول للحرم القدسي بشتى الطرق للدفاع عن مسرى رسول الله محمد صلى الله علية وسلم. وكانت منظمة يهودية تدعى ‘منهيجوت يهوديت' قد أطلقت دعوات وإعلانات بقيادة عضو الليكود «موشيه فيجلين» لأنصارها للتجمع في باحة حائط البراق للانطلاق في مسيرة كبرى تنتهي باجتياح المسجد الأقصى لإقامة طقوس وشعائر تلمودية خاصة بعيد العُرش اليهودي. تحذير من «حماس» وفي رد فعل فلسطيني، حذّر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» عزت الرشق من تداعيات الدعوات المتكررة للمنظمات اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى. وقال الرشق، في تصريح له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في ظل تصاعد حملات الاقتحام والتدنيس المتكررة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين الصهاينة والجماعات اليهودية؛ نحذر من تبعات دعوات وإعلانات منظمة «قيادة يهودية» الصهيونية التي دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء (أمس)، بمناسبة ما يسمى «عيد العرش» العبري». وجدد القيادي في حركة «حماس» التأكيد على أن المسجد الأقصى «وقف إسلامي خالص، ليس للصهاينة حق في ذرة تراب من ثراه الطاهر». وقال عدد من المقدسيين المقيمين حول المسجد الأقصى إن قوات الاحتلال تهدف من خلال تكرار الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى إلى تقسيمه على غرار المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ما لم يتحرك الفلسطينيون والعرب والمسلمون. تدنيس الحرم الإبراهيمي إلى ذلك، قررت سلطات الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة لمدة 48 ساعة، تحت ذريعة توفير الحماية لمئات المستوطنين المحتفلين بما يسمى بعيد العرش داخل أروقته وباحاته. وأفادت مصادر محلية أن سلطات الاحتلال أغلقت كافة مداخل الحرم، فيما توافد منذ ساعات صباح أمس ومساء أول أمس مئات المستوطنين لتدنيسه وممارسة طقوسهم التلمودية داخله، فيما حظرت الصلوات ورفع الآذان على المسلمين، ومنعوا من دخول باحات الحرم. وفي هذه الأثناء، تعمد سلطات الاحتلال إلى افتتاح شقي الحرم الإسلامي والمهوّد للمستوطنين، الذين يدخلونه ويدنسونه ويمارسون طقوسهم في أروقته، فيما يعد هذا الإغلاق الثالث خلال الأسبوعين المنصرمين، بما يعادل خمسة أيام منع خلالها المواطنون من دخول الحرم الإبراهيمي. وتزامنا مع احتفالات المستوطنين بأعيادهم، شددت سلطات من عملياتها الأمنية داخل أحياء مدينة الخليل وعلى طول الشوارع الالتفافية القريبة من مستوطناتها وفي محيط الحرم الإبراهيمي. وأفادت مصادر أمنية لوكالة «صفا» الفلسطينية أن قوات من جيش الاحتلال اعتلت سطح منزل المواطن نعمان شبانة القريب من مدخل بلدة بني نعيم شرق المحافظة، والذي يطلّ على الشارع الالتفافي المسمّى (خط 60) الرابط بمستوطنة (كريات أربع) حيث يؤمّها مئات المستوطنين المتوجهين للاحتفال بعيد (العرش) داخل الحرم الإبراهيمي. كما نشر الاحتلال حواجزه العسكرية على طول الشارع الالتفافي المسمى (خط 60) وشدد الجنود إجراءاتهم الأمنية في منطقة زيف المدخل الرئيسي لمدينة يطا، وتعمّد جنود الاحتلال إيقاف المركبات والتدقيق في بطاقات راكبيها وتنفيذ عمليات تفتيش بمحتوياتها. وفي ساعات الفجر، كثّف جيش الاحتلال من دورياته وانتشاره داخل الأحياء والضواحي السكنية بمدينة الخليل، واستمر في وجوده حتى ساعات الصباح.