حث الملك محمد السادس من خلال الرسالة التي وجهها مؤخرا إلى المشاركين في الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تلاها الأمير مولاي رشيد، على ضرورة المكافحة الجماعية والمنسقة والناجعة، لكل أشكال التطرف والكراهية، ورفض الآخر، والمس بمعتقداته، واستفزاز مشاعره، مهما كانت دوافعها وتجلياتها. وأمام تنامي هذه المظاهر المقيتة، وانعكاساتها المأساوية، تضيف الرسالة «فإن المجهودات الوطنية لكل الدول في مواجهتها، يجب أن تندمج في إطار استراتيجية دولية منسقة، تأخذ بعين الاعتبار المبادرات النبيلة التي تم إطلاقها، وتعبئ كل أجهزة الأممالمتحدة، وتقوم على التزامات واضحة، وتعتمد على تقنين ونشر الممارسات الفضلى الوطنية والجهوية في هذا المجال».في ذات الاتجاه طالب وزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الجمعة الماضية بقوانين تمنع التحريض على «الكراهية الدينية» بعد إدانتهم لفيلم أميركي مسيء للإسلام تسبب بتظاهرات عنيفة. وشدد وزراء الدول ال57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على ضرورة استخدام حرية التعبير ب»مسؤولية»، وذلك في بيان نشر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وطالبوا الحكومات في العالم ب»اتخاذ التدابير المناسبة بما في ذلك قانون ضد الأعمال التي تحرض على الكراهية الدينية والتمييز والعنف» على أساس الدين. الزعماء المسلمون قالو أيضا، إن الغرب يتخفى وراء دفاعه عن حرية التعبير ويتجاهل الحساسيات الثقافية في أعقاب الإهانات الموجهة للإسلام التي أثارت مخاوف من اتساع هوة ثقافية بين الشرق والغرب. هذا و شهدت مدينتي مكناسوالمحمدية الجمعة الماضية أشكالا احتجاية ضد الاسائة للاسلام. ونظمت التنسيقية المحلية لنصرة قضايا الأمة بمكناس مسيرة وصفها المنظمون بالحاشدة وذلك نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عقب مسلسل الإساءة الممنهج في الدول الغربية. المسيرة حسب مصدر حضرها «مرت في جو حضاري وراقي جابت شوارع منطقة حمرية بمكناس، ورفعت فيها شعارات منددة بالمحاولات الدنيئة للإساءة إلى رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم». واختتمت المسيرة ببيان تم التأكيد فيه على أن كل الأعمال الحقيرة المسيئة للإسلام والمسلمين لن تنال من مكانة رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام، واعتبرها البيان الذي تتوفر «التجديد» على نسخة منه فرصة لتجديد العهد والصلة به والرجوع إليه وإلى سنته، وهي فرصة أيضا يتابع البيان للتعريف بنبي الرحمة، واعتبر أن كل الاستفزازات لا يمكنها أن تنسي الأمة تعاليم نبيها، ولن تنسيها واجب وقتها وأملها المنشود. المسيرة نفسها دعت إلى الإبداع في أشكال الاحتجاج السلمي ضرورة ملحة، وكذا إلى استنكار المسلمين وردهم على هذه المحاولة الإجرامية وفق ما شرعه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واعتبرت أنه لا ينبغي أن يجر الغضب إلى تجاوز المشروع إلى الممنوع. و المحمدية نظمت وقفة احتجاجية أمام مسجد الأركان الخمسة بمدينة المحمدية من طرف اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فرع البيضاء.الوقفة التي شارك فيها عشرات الأشخاص رددوا خلالها شعارات معبرة عن نصرة النبي عليه الصلاة والسلام وأخرى مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين، وتميزت الوقفة التحسيسية حسب المنظمين بتعاطف وتجاوب جماهريين خصوصا مع الكلمة التي ألقاها إدريس المسناوي نصرة للنبي صلى الله عليه ذكر فيها الحضور بالشمائل النبوية. بيان المنظمين قال بأن الرد على مثل هذه الإساءات الحاقدة، هو الارتباط أكثر بالرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرته وسنته، والتعريف به وبمقامه العظيم في الإسلام وبين المسلمين. ودعا البيان، توصلت «التجديد» بنسخة منه، إلى مقاضاة من يقفون وراء إخراج وإنتاج هذا الفيلم وغيره أصبح ضرورة لا تنازل عنها. كما دعا إلى تنظيم الندوات والمحاضرات والمسابقات من طرف المجالس العلمية والجمعيات المدنية وداخل المؤسسات والمدارس التربوية تعريفا به صلى الله عليه وسلم هو الجواب الأمثل. وطالبوا أيضا من دول العالم و اللأمم المتحدة التحرك السريع لإصدار قانون يجرم التعرض للمقدسات حتى لا يُفتح الباب باسم حرية الرأي لفئات حاقدة على الإسلام؛ لتستهين بمشاعر المسلمين وغيرهم، هو مطلب عاجل.