استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الاثنين في قصر الرئاسة المدعو عبد العزيز زعيم الانفصاليين وجمهورية الوهم بمظاهر هي الأولى من نوعها، وجدد له ما سماه ب الدعم، بعدما كانت الاستقبالات السابقة تقتصر على ما يسمى بالدعم المعنوي. كما أطلقت أسماء شخصيات من الانفصاليين على بعض شوارع الجزائر العاصمة، في خطوة غير مسبوقة، فضلا عن إقامة مهرجان ثقافي وصف ب التضامني مع الشعب الصحراوي شارك فيه مسؤولو البوليساريو. وتأتي هذه السلوكات والمواقف من المسؤولين الجزائريين للرد على التفهم الدولي لموقف المغرب في قضية الصحراء، وخاصة إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، والذين دعوا إلى الحوار المباشر بين المغرب والجزائر، على اعتبار أنه الكفيل بحل قضية مصطنعة عمرت لأزيد من ثلاثة عقود. أما الانفصاليون فليسوا طرفا مادامو يقيمون فوق أرض الجزائر ويعيشون بإمدادتها. وعوض أن تتفاعل الجزائر مع الخطوة المغربية القاضية بإلغاء العمل بنظام تأشيرة الدخول إلى أراض المملكة المغربية بالنسبة للمواطنين الجزائريين، عملت وكالة أنبائها على نشر نص الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يعتبر فيها أن >الخلاف هو مشكلة تصفية استعمار<، مما يعني الاستمرار في سياسة التصعيد ضد المغرب، وتأخير أي إمكانية لنهوض اتحاد المغرب العربي في هذا الظرف الدولي الصعب، وبالتالي مزيدا من الإحباط واليأس، في الوقت الذي كان المغرب يأمل أن تشكل مبادرته مناسبة لتقوية الاتحاد وجعله كيانا سياسيا واقتصاديا وحضاريا متناسقا، وفي الوقت نفسه عمقا استراتيجيا لإفريقيا ولكل الوطن العربي والإسلامي وشريكا قويا ومحترما في العلاقات الدولية.