عين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الاثنين عبد المالك سلال وزيرا أولا جديدا، بعد مرور أربعة أشهر على الانتخابات التشريعية. ويعتبر سلال الذي كان وزيرا للموارد المائية ووزيرا للنقل بالنيابة، ولا ينتمي لأي حزب سياسي من المقربين لبوتفليقة، حيث أشرف على إدارة حملته الانتخابية مرتين متتاليتين، وذلك في انتخابات 2004 و2009. وفي تعليقه على هذا التعيين، أكد خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة أن الجزائر لم تعرف أي نوع من التحول نحو الديمقراطية، ونظامها السياسي لا زال غارقا في متاهة النموذج الذي أجهض الانتخابات مطلع التسعينيات في القرن الماضي. وأكد الشيات في تصريح ل»التجديد» أن نجاح الخطة الجزائرية الهادفة لإقصاء الإسلاميين من الوصول إلى سدة الحكومة شجع الكثير من منظري القبضة الحديدية على الإمعان في السير بنفس النهج، مضيفا أن النظام راهن على شيئين: الزيادة في ترهيب الشعب وعدم الحسم مع صناعة الإرهاب محليا وإقليميا، واللجوء إلى تقديم بعض فتات عائدات الطاقة على فئات اجتماعية ضعيفة. وأوضح الشيات أن الرهان كان هو الحصول على أغلبية صامتة ليس بالضرورة مساندة للنظام بل فقط تتكيف مع غلاء المعيشة وتتوجس من العمليات الإرهابية التي روعت الساكنة طيلة عقدين من الزمان.