أشاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد أبرز القيادات الاسلامية في مصر بتجربة حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية في موضوع فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي، معتبرا أنها نموذج يجب أن يحتذى به في العالم الإسلامي. وأضاف أبو الفتوح في لقاء مفتوح أول أمس الأربعاء بالملتقى الثامن لشبيبة العدالة والتنمية بطنجة أن رأيه لم يأت من فر اغ ولكن من خلال زيارته لعدد من البلدان الاسلامية، وتتبعه الدائم لهذه التجربة وتواصله مع قياداتها في المغرب. وأوضح أبو الفتوح أن هذا الأمر الذي طالما دعا إليه وقبله البعض ورفضه آخر، لا يعني فصل الدعوي عن السياسة ولا يعني انفصاما في الأفكار والقيم، بل هو فصل وظيفي لصالح الدعوة ولصالح العمل الحزبي، لأن الحركة الدعوية يمكن أن يكون لها رأي سياسي في قضايا كثيرة، لكنها يجب أن تبقى بعيدة عن المنافسة من أجل ممارسة السلطة. وأوضح المتحدث نفسه أن لا ضرر وأن الأمر طبيعي جدا أن تتخذ الحركة الدعوية موقفا يخالف الحزب، لأنها هي دائما تبين موقف الشرع من القضايا في حين أن الحزب يمكن ألا يكون قادرا على التطبيق في مراحل معينة. وأضاف أبو الفتوح أن العلماء كانوا دائما منفصلين في ممارستهم عن السلاطين وذلك لا يعني أن هؤلاء الاخيرين كانوا خارجين عن القانون والشريعة. وأشار إلى أن المغرب كان دائم الارتباط بجذوره العربية والإسلامية رغم محاولة المستعمر فصله عن هذه الجذور، وأن تنوعه الثقافي بكل مكوناته ومنها الأمازيغية "لم يفسد لهذا الارتباط قضية". ومن جهة أخرى دعا أبو الفتوح الشباب في اللقاء الذي حضره على الخصوص وفد فلسطيني من غزة إلى الاهتمام بعدد من الأمور الذي يعتبرها ضرورية في النهضة الحضارية، ومنها الاعتزاز بالهوية الاسلامية وباللغة العربية وفهم التاريخ، والاهتمام بالعلم الرصين والبحث العميق في عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وعدم تضييع الأوقات في أمور تافهة تضيع على الوطن فرصة تحقيق تنمية حقيقية. وركز المتحدث العضو في هيئات طبية عالمية بشكل واضح على الاهتمام أيضا بالرياضة وأن يحقق الشباب فيه بطولات، مشيرا إلى أن ممارستها تقي المواطنين من عدد من الأمراض الخطيرة وتوفر على الدولة مصاريف كثيرة في معالجة هذه الامراض. ونصح الطبيب أبو الفتوح الشباب المغربي بألا يعطي ضميره وعقله إلى أي أحد مهما كان.